الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

كلمة رثاء للأخ الدكتور اميل خوري/بقلم:كريم برانسي

كل العرب
نُشر: 12/04/12 10:20,  حُتلن: 10:22

لست أدري لماذا كلما حاولت أن أقول فيك كلمة رثاء، ترحل الكلمات من مخيلتي ويخيم الصمت وتعبس المعاني فترتعش الأنامل وتنهمر الدموع من مدمعها ويبلغ صوتي أعلى حنجرتي فيخنقها ويسكت مخارج الحروف. لقد أبكرت يا رجل الرجال وأسرجت المنون بلا سؤال، رحلت وفي الحشا جراح على فراقك تدمي الفؤاد، لقد افتقدناك وخسرنا هيئة الرجل المثالي ونموذج الحلم والخلق المزكى، خسرنا الاب الحنون المعطاء ورب الاسرة الدافئة والصديق الوفي والرفيق الداعم، لم تكن طبيباً اعتيادياً، فكل من عرفك يشهد بأنك قد سخرت كل افكارك وعلمك ومعرفتك لنصرة المحتاج والضعيف وجندت هيبتك وتواضعك وبسمتك التي لم تفارق ثغرك ومحياك أبداً في سبيل مطاردة وملاحقة أوجاع مرضاك، لتوفر لهم السعادة والصحة، فهزمت أمراضهم، لكنه اختبأ لك وباغتك على حين غرة، صارعته بلا هوادة فهزمك وانت الذي لم تعرف الهزيمة.

ترجلت عن صهوة الجواد أيها الفارس المقدام، وقلت لنا تابعوا المسيرة، سنتابع، سنتابع مع الغصة التي تحرق القلب، لكننا متسلحون بمروثك الانساني العظيم، نهتدي بسراج خلقك الدمث، وبروح تعاليمك ونهجك الذي لم تعرف التلون وأشباه الحلول وأنصاف الحقائق، نعدك بأننا سنسير الى نفس الدرب، درب العطاء بلا حدود والتفاني بلا ثمن والاخلاص والتضحية بلا قيود، ستعيش فينا يا دكتورنا الغالي وستون الغائب الحاضر، لأن أمثالك وان غابوا هم خالدون بالذاكرة ومخلدون بأعمال البر.

نم قرير العين يا أبا رامي فلقد تركت من خلفك زوجة وأبناء وبنات برره على الدرب سائرين رافعين بيرقك المشرف، فاخلد بجنات الخلد ولتسترح نفسك بجوار ربها فهو السميع المجيب.

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
حياتك ذكرى، وذكراك حياة جديدة 

الاخ والصديق كريم برانسي

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة