تسونامي 2004 في سومطرة الشمالية تسبب في مقتل 167736 شخصاً

الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج أن بلاده في حالة تأهب بعد الزلزال الذي ضرب المناطق قبالة سواحل جزيرة سومطرة مشيرا إلى عدم وجود أنباء حتى الآن عن ضحايا أو خسائر مادية

سوتوبو بورو نوغروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا: الكهرباء انقطعت في باندا اتشيه بينما عمد السكان إلى الاتجاه لمناطق مرتفعة

مركز الزلزال يقع على عمق اثنين وثلاثين كيلومترا تحت قاع المحيط وعلى بعد نحو 495 كيلومترا من باندا آتشيه عاصمة الإقليم

أرخبيل اندونيسيا يتكون من أكثر من 18 الف جزيرة، تنتشرعلى مسافة 6.5 الف كلم وتحيط منطقة الحزام الناري باندونيسيا حيث تنشط الزلازل والبراكين هناك

ألغت السلطات الإندونيسية، الأربعاء، وبشكل جزئي تحذيرت باحتمال حدوث موجات مد بحري (التسونامي) قبالة سواحل إقليم آتشيه في أعقاب حدوث زلزال بقوة 8.6 درجة على مقياس ريختر والهزات التابعة له والتي وصلت شدتها إلى 8.2 درجة.
وأجلت السلطات عدة آلاف من الأشخاص من أجزاء من جزيرتي أندمان ونيكوبار ونقلتهم إلى أماكن مرتفعة في أعقاب الزلزالين وذلك تحسبا لحدوث موجات التسونامي بعلو 3.9 متر، حسب مسؤولين.

تفاصيل سابقة
وكان الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج قد اعلن أن بلاده في حالة تأهب بعد الزلزال الذي ضرب المناطق قبالة سواحل جزيرة سومطرة، مشيرا إلى عدم وجود أنباء حتى الآن عن ضحايا أو خسائر مادية. وأمر رئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو بإرسال فريق إغاثة إلى إقليم أتشيه للتأكد من أن كافة الأوضاع هناك تحت السيطرة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب قبالة سواحل الإقليم. وقال يودويونو - في تصريح للصحفيين نقله تليفزيون "بي بي سي" البريطاني اليوم، الأربعاء، إنه لم يتم حتى الآن تسجيل وقوع موجات مد عاتية تسونامي في المنطقة، مشيرا إلى أن السلطات تتحلى باليقظة وأجهزة الإنذار تعمل بكفاءة كبيرة.
وأشار التليفزيون إلى أنه لم يتم حتى الآن تسجيل وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الهزة الأرضية. ونقلت قناة "الجزيرة" الاخبارية الفضائية عن وكالة مكافحة الكوارث فى إندونيسيا من أنه لا توجد مؤشرات على حدوث موجات مد عاتية تسونامي بعد الزلزال القوي قبالة آتشيه، فيما أطلقت تايلاند تحذيرا من تسونامي في 6 مناطق ساحلية عقب الزلزال إندونيسيا، كما أمرت الهند وسريلانكا بإخلاء مناطق ساحلية خوفا من تسونامي.

زلزال بقوة 8.9
وأصدرت إندونيسيا إنذارا بوقوع تسونامي إثر وقوع زلزال بقوة 8.9 قبالة سواحل إقليم آتشيه الواقع أقصى غرب البلاد. وقالت هيئة المسح الزلزالي الأمريكية إن مركز الزلزال يقع على عمق اثنين وثلاثين كيلومترا تحت قاع المحيط وعلى بعد نحو 495 كيلومترا من باندا آتشيه، عاصمة الإقليم. وقال مسؤول في وكالة الأرصاد الجوية الجيوفيزياء الإندونيسية، إنه تم إطلاق تحذير تسونامي. ولم ترد معلومات حول وقوع ضحايا أو اصابات أو اضرار مادية. ويشار إلى أن أرخبيل اندونيسيا يتكون من أكثر من 18 الف جزيرة، تنتشرعلى مسافة 6.5 الف كلم. وتحيط منطقة الحزام الناري باندونيسيا، حيث تنشط الزلازل والبراكين هناك.

يشار الى أن موقع إندونيسيا على حواف صفائح المحيط الهادئ وأوراسيا والأسترالية التكتونية يجعل الموقع معرضاً للعديد من البراكين والزلازل بشكل متكرر. ويوجد في إندونيسيا ما لا يقل عن 150 بركاناً نشطاً، أبرزها كراكاتوا وتامبورا المشهوران بثوراناتها البركانية المدمرة خلال القرن التاسع عشر، واندلاع البركان الرهيب في توبا قبل 70000 سنة تقريباً كان واحداً من أكبر الثورات من أي وقت مضى. ومن الكوارث الأخيرة بسبب النشاط الزلزالي تشمل تسونامي 2004 في سومطرة الشمالية المتسبب في مقتل 167736 شخصاً، وزلزال يوغياكارتا في عام 2006. ومع ذلك، فإن الرماد البركاني هو المساهم الرئيسي في الخصوبة الزراعية العالية التي حافظت تاريخياً على الكثافة السكانية العالية في جاوة وبالي.

إنقطاع الكهرباء
وقال سوتوبو بورو نوغروهو، المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا إن الكهرباء انقطعت في باندا اتشيه، بينما عمد السكان إلى الاتجاه لمناطق مرتفعة، مشيرا إلى أن الضرر الكلي لا يزال تحت التقييم. وفي عام 2004، ضرب زلزال بلغت قوته 9.1 درجات تحت الماء قبالة ساحل جزيرة سومطرة، ما اثأر موجة تسونامي قتلت أكثر من 200 ألف شخص في 14 بلدا. وكان اقليم اتشيه واحدا من أسوأ المناطق المتضررة. وتسببت كارثة تسونامي تلك، والتي جرفت مجتمعات بأكملها، بما يقرب من 10 مليارات دولار من الضرر وسقوط مزيد من الضحايا من أي تسونامي آخر في التاريخ، وفقا للأمم المتحدة.

انذار بتسونامي في سريلانكا والهند وتايلاند
واطلقت انذارات بحدوث تسونامي الاربعاء في كل من الهند وسريلانكا وتايلاند التي طلبت سلطاتها من السكان الذين يعيشون على شواطىء بحر اندامان اخلاء مناطقهم بعد زلزال قوي ضرب جزيرة اندونيسية. ودعت الدول الثلاث السكان في بعض المناطق الساحلية الى الابتعاد عن السواحل بعد الزلزال. ودعا المركز الوطني التايلاندي لادارة الكوارث "الناس الذين يعيشون على سواحل اندامان الانتقال الى المرتفعات والبقاء بعيدين قدر الامكان عن البحر".
من جهته، حذر المركز الوطني الهندي للمعلومات حول المحيطات من حدوث تسونامي في جزيرتي اندامان ونيكوبار ووضع سواحل ولايتي اندرا براديش وتاميل نادو تحت المراقبة. وفي سريلانكا قالت الحكومة انها تخشى أن تضرب امواجا الساحل الشرقي للجزيرة وامرت السكان المقيمين على الساحل باللجوء الى المناطق الداخلية.