الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 13:01

كيف يدفع الاطفال ثمن توتر وصراخ الامهات؟

أماني حصادية -
نُشر: 26/03/12 11:18,  حُتلن: 12:40

رد فعل الأم القاسي أحياناً على تصرف طفلها الذي تحبه كثيراً يشعره بالإهانة لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض وفي المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن في محله

تفقد بعض الأمهات صبرهن بعد نهار طويل يشوبه التوتر إما بسبب العمل أو بسبب مشاغل المنزل، فتصب الأمهات هذا التوتر على أبنائهن، فأحياناً يصرخن في وجوههم أو يعاقبونهم في الوقت غير المناسب ومن دون سبب وجيه. ويرى الاختصاصيون أن رد فعل الأم القاسي أحياناً على تصرف طفلها الذي تحبه كثيراً يشعره بالإهانة لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض، وفي المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن في محله ويسألن الاختصاصيين عن الطريقة المثلى لكبته.

 
صورة توضيحية

هل أنا أم سريعة الغضب
عندما أعود إلى المنزل بعد نهار طويل من العمل وأكتشف أن ابني لم ينه فروضه المدرسية، أحرمه من مشاهدة التلفزيون، وإذا لم يرتب ثيابه ويضعها في الخزانة أمنع عنه الكمبيوتر، ألست أبالغ في عقابه على هذه الأخطاء الصغيرة؟ عموماً يكشف عقاب الأم المستمر لطفلها عن شعورها بالعجز أمام متطلبات الحياة اليومية والتي تبدو أنها لا تسير كما ترغب. ويؤدي شعورها بالغضب من نفسها بسبب عدم قدرتها على تسيير الأمور كما تريد إلى صبه على أبنائها أو المقربين منها، فهى تظن في اللاوعي أنها تسيطر على زمام الأمور التي لا تستطيع الإمساك بها، والطفل يكون الهدف الأول والأسهل الذي تصب عليه غضبها، وفي مقابل هذا الظلم الذي يلحق بالطفل، يمكن أن يراوده شعور بأن الراشدين غير موثوق بهم، وبالتالي لا يعودون محل ثقته، مما يوتر العلاقة بين الطفل وأمه.

الحل السليم
عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثي إليه وتعترفي له بذلك، ولكن دون أن تبالغي في اعتذارك وتحولي الموقف إلى دراما، فالاعتراف يعزز لديك ولدى طفلك أيضاً الشعور بالارتياح.  يمكنك أيضا أن تضعي لائحة بالتصرفات التي يجب المعاقبة عليها، على أن تعودي إليها في كل مرة تشعرين بالتوتر، مما يخفف عنك وطأة الندم لمبالغتك في عقاب طفلك.


أفقد صبري عندما أشرح لطفلتي أمرا لا تعرفه
تريد طفلتي أن تساعدني ولكننى أفضل إنجاز الأمور وحدي، لأنها ليست سريعة أو لأنها لا تنجز العمل المطلوب منها بشكل جيد، وكما أتوقع مما يشعرني بالغضب. كما عليك أن تعرفي سيدتي أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه، خصوصاً إذا كانت فوضوية، وأنت لا تتحملين هذا الاختلاف في شخصيتكما، وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تحترمين حاجاتها، أو لأنك لا تمنحينها الوقت الكافي لإنجاز ما تطلبينه منها. في المقابل، تشعر ابنتك بأنها سوف تخفق في العمل الذي أوكلته إليه فلا تحاول إنجازه، مما يجعل تقويمها لقدراتها ضعيفاً وبالتالي تفقد الثقة بنفسها، فتظن أنها دون طموحك وتوقعاتك.

الحل السليم
لا تطلبي منها القيام بأمور تعرفين مسبقاً أنها عاجزة عن إنجازها أو تتطلب منها وقتاً طويلاً لتنفيذها، ولكن عندما يكون لديك وقت استغليه لتعليمها تنفيذ الأمور بالطريقة الصحيحة، فهي تتعلم بشكل أسرع إذا كنت في مزاج هادئ مما يجعلكما تمضيان وقتاً ممتعاً ولحظات رائعة عند القيام معاً ببعض الأمور.

أضع الحدود وأرغب في توبيخه
رغم أنني أوبخ ابنى فهو لا يقوم بما أطلبه منه مما يجعلني أصل إلى مرحلة صفعه، لأنه لا يطيعني ولا يستمع إلي. يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة، فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابي، ولكن لا يجوز إطلاقاً استخدام الصفع كأساس للتربية، وإذا كان لابد منه يمكن للأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الاقتراب من شيء يؤذيه، ويجب استعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير. ولكن هذا الانتقال من التوبيخ الكلامي إلى الضرب مؤشر لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود، فكل شيء صار يُحل من خلال العنف الجسدي لأنه لم يعد في مقدورك جعل رد فعلك عقلي ولا تجدين الكلمات التي تتواصلين بها مع طفلك. لذا فإن الفعل الجسدي أصبح محل الكلمات، وفي المقابل يشعر طفلك بالخوف مما يدفعه للتصرف بالطريقة نفسها، فكلما زاد العقاب الجسدي للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدي أيضاً، ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام، وبالتالي يصبح عنيفاً مع أترابه والمحيطين به.

حذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسدياً بالضرب
عندما أوبخ ابني (7 سنوات) يرد على:  "أنا وحش"، ثم يلطم وجهه، هل يشعر طفلى بالألم؟ هل على أن أرد عليه بأنه ليس سيئا أو أتوقف عن عقابه؟
أنت تتساءلين عن عبارة أبنك "أنا وحش" ولكن يبدو لي أنك لم تلاحظي أمراً أساسياً وهو الوضع الذي يجعله ينطق بهذه العبارة التي يقولها في كل مرة توبخينه فيها، والتي تسمح له بلطم نفسه أو خلع سرواله. لذا عليك التحدث إليه بهدوء لإيجاد تفسير لتصرفه هذا، وتعليمه احترام جسده وكيف يدافع عن نفسه، أما إذا كنت تعاقبينه بالضرب، فأنصحك بالتوقف فوراً عن هذا الأسلوب الخاطئ في التربية، لأنه مهين، ومن الممكن أن يكون اعتاد على ضربك إياه فى كل مرة يتصرف بشكل سيء فلم يعد يهاب الضرب بل يزداد تعنتاً، وهو بطلبه منك أن تضربيه كأنما يقول لك:"لا يهمني الأمر ألم مؤقت ومن بعده أفعل ما أريد" فحذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسديا بالضرب.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة