الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 13:02

علماء السلاطين تحت عباءة الدين..الأسم : محمد النوباني..كاتب فلسطيني

كل العرب
نُشر: 22/03/12 17:22,  حُتلن: 18:25

محمد النوباني:

لا أبالغ إن قلت بأنه ليس هنالك حرج لدى لدوائر المعادية للعرب في الغرب والمنطقة من إقامة اوثق العلاقات مع بعض الحركات الاسلامية في الوطن العربي

في إعتقادي مربط الفرس كما يقال، لأن الناس هم الذين يصنعون التاريخ إذا توفرت لهم زعامات دينية وقيادات سياسية وفكرية محترمة وطليعية

عندما يصبح هدف هذه الحركة الاسلامية أو تلك هو الدفاع عن هذا الحاكم أو ذاك أو عن هذه الجهة المموولة أو تلك وليس الدفاع عن شرع الله ومبادئ الدين الحنيف تضيع البوصلة ويختلط الحابل بالنابل ويمسي الصديق عدواً والعدو صديقاً. فكما أن هنالك تبعية سياسية وإقتصادية وثقافية وفكرية هنالك في إعتقادي تبعية دينية بين تابعِ يتلقى الدعم المالي ومتبوع يدفع المال، بصرف النظر إن كان من داخل البلد او من خارجه مما يؤدي في النهاية الى انتاج على ماء دين ليس لهم من هدف سوى تبرير التفريط في الاوطان والدفاع عن الأنظمة وسياساتها وتزييف وعي الناس البسطاء لكي يصبح وعيا مغلوطا ينسجم مع مصلحة الحكام وليس مع مصلحة الامة.

 إذكاء صراع طائفي وعرقي
وهنا في إعتقادي مربط الفرس كما يقال، لأن الناس هم الذين يصنعون التاريخ إذا توفرت لهم زعامات دينية وقيادات سياسية وفكرية محترمة وطليعية، وهم الذين يعرقلون حركة التاريخ ومسيرة التقدم إذا لم تتوفر لهم تلك الزعامات والقيادات وتركوا نهبا لمن يضللهم ويحول إنتمائهم وعاطفتهم الدينية الجياشة ومحبتهم إلى حقد وكراهية للمذاهب الاسلامية الأخرى وكذلك لبقية طوائف ومكونات الامة. 
ومن يراجع تاريخ الامة الاسلامية فانه ٍ لاحظ بدون عناء بأنه فقط في عصور الإنحطاط والتخلف والظلم تقاتلت الناس وتناحرت وتفرقت على أساس مذهبي وطائفي بينما تعايشوا بمحبة ووئام ولم يسمحوا لأحد أن يفرقهم في مراحل التطور والنهضة والابداع.
وإنسجاما مع هذه الحقيقية فان من يعمل اليوم على تقسيم الأمة الإسلامية على اسس مذهبية يلتقي سواء شاء أم أبى مع القوى التي تعمل بشكل علني على إذكاء صراع طائفي وعرقي وقبلي وجهوي بين مكونات الأمة طالما أن القوى الممولة لمشروعه التفتيتي والتقسيمي تريد ذلك وتعقد بأنه هو السبيل الوحيد والمضمون لتابيد السيطرة على الأمة. وغني عن القول في هذا السياق أن من! يقول بأن ايران والشيعة هما العدو الاساسي للأمة الاسلامية ويجب محاربتهما يسنجم في نهجه وممارسته مع مواقف قوى الهيمنة والاستكبار التي تعمل على مدار الساعة لإغراق الأمة في حروب داخلية وخلق المقدمات المؤدية إلى تعويم إسرائيل وربما ضمها إلى جامعة الدول العربية!!!

نوع الخلافة الاسلامية
وعلني لا بالغ إن قلت بأنه ليس هنالك حرج لدى لدوائر المعادية للعرب في الغرب والمنطقة من إقامة اوثق العلاقات مع بعض الحركات الاسلامية في الوطن العربي اذا ابدت مثل هذه الحركات إستعدادها للإندماج في إطار الحالة العربية التابعة وأبدت إستعدادها التخلي عن الموقف والممارسة الجهاديتين وعن أعدائها بالتالي لإسرائيل. بل وأكثر ٍ من ذلك فالغرب في رأي لا يمانع من حيث المبدأ وصول بعض الحركات الاسلامية إلى سدة الحكم في بعض الدول العربية والاسلامية ولا حتى احياء نوع من الخلافة الاسلامية إذا وافقت تلك الحركات " على التعقل" وتناغمت مع المشروع الغربي وقبلت بالعلاقات مع إسرائيل "كأمر واقع" حيث لا ضير بعد ذلك من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وأقامت الحد على الزاني وقطع يد السارق وغيرها!.

سياسات الاحتلال الاسرائيلي
فلا فرق لدى الغرب وإمتداداته إن كانت هذه الجهة الحاكمة أو تلك تحكم بأسم الحق الالهي أو العائلي أو القبلي طالما أن كل الطرق تؤدي الى تكريس التبعية واعادة انتهاجها بشكل اكثر قبولا من الجماهير. ولمن يرغب في المزيد فان قوى الهيمنة العالمية تقيم أوثق العلاقات مع أنظمة حكم في العالم الثالث تضطهد شعوبها وتقمعها بالحديد والنار وتتعامل معها باساليب القرون الوسطى وكذلك تغض الطرف عن ممارساتها المعادية لأبسط مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان طالما أن تلك الانظمة تسير في فلكها وتخدم مصالحها الاستراتيجية، في حين تناصب دول أخرى العداء وتشيطنها وتعمل بكل الوسائل والطرق على إسقاطها طالما أن سياساتها وتوجهاتها الاقتصادية والاجتماعية لا تروق لها ولا تنسجم مع مصالحها. أما بالنسبة لنا نحن معشر الناس البسطاء فاننا لا نفرق بين الناس على اء اس الدين او المذهب او الطائفة او ا! لعرق ، بل نعتبر السني الوطني والشيعي الوطني والعلوي الوطني والكردي الوطني والدرزي الوطني والمسيحي الوطني وهوغو شافيز في فنزويلا وفيدل كاستروا في كوبا واليهودي المعادي لسياسات الاحتلال الاسرائيلي فكرا وممارسة إخوة لنا وجزء من مشروع واحد.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة