الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

المهندس جريس عوّاد يتحفكم بكتاب جديد : إبداعات وشخصيات

أمين بشير -
نُشر: 12/03/12 21:48,  حُتلن: 20:26

الأستاذ محمد علي طه في تقديمهِ للكتاب:
أشعرُ برِضا حينما أجدُ سياسيًا يكتب المقالة أو المذكرات وأرى طبيبًا يقرض الشعر الجميل أو يكتب القصة الجيّدة وأقرأ لمهندس مقالًا أو كتابًا يشارك فيه القراء بمخزونه الثقافي. والمهندس جريس عوّاد كاتبٌ جادّ ذو رسالة سامية يحترم كلمته ويحبّ نتاجه ويعشق كتبه 

الكاتب جريس عوّاد في مقدمته:
"للأقوال المأثورة والاقتباسات التي نسمعها أو نقرأها أو نستعملها، سحرٌ يجعلُنا نقفُ مبهورين بها. ما هو سِرُّ هذا السحر؟ هل تناسق الكلمات في المقولات هو الذي يجعلها بهذه الأهمية؟ أم أنَّ الحقيقة الكامِنَة في هذهِ المقولات، والتي نتفاعل معها لا شعوريًا أحيانًا، هي هي السر وراء عَظَمَتِها؟

صدر حديثًا للكاتب المهندس جريس عوّاد، كتابٌ جديد بعنوان "إبداعات وشخصيات" يُقدِّم من خلاله نُبذةٌ عن حياةِ مئة شخصية وشخصية مع باقة من أقوالهم المأثورة.



يقع الكتاب في 366 صفحة من القطع المتوسط. وقد قدَّمَ له الكاتب والروائي محمد علي طه وظَهَّرَ له الشاعر حنا أبو حنا.

رواج واقبال
يقول الأستاذ محمد علي طه في تقديمهِ للكتاب: "لا أخالُ الكاتب المهندس جريس عوّاد يحتاج إلى من يقَدّمه إلى القُرّاء، فثلاثة أعمال قيّمة وممتعة صدرت له في السنوات الماضية، لاقت رواجًا وإقبالًا من قرّاء العربية في بلادنا وبخاصّة من الأجيال الشابّة، هي كفيلة بأن تدلَّ عليه وتُعرِّف بهِ وتُحبِّبَ القُرّاء بنتاجه، فكتاب "الصدى – مئة قصة وقصة ذات مغزى" كتاب شائق يحمل في ثنايا قِصصهِ التي جمعها وأعدها، رسالة تربوية ثقافية وقد تُرجم الكتاب الى لُغات حيّة، وكتاب "مورد الأمثال – مئة مثل ومثل" كتابٌ ممتعٌ، نابتٌ وطالعٌ من تراب التّراث وأنفاسه، وأمّا الكتاب الثالث "101 تعابير ومصطلحات" فهو زادٌ ثقافيّ علميّ لجيلٍ يبحثُ عنِ العلم وعن الثقافة وعن المعلومة الصحيحة في زمنٍ يتصارعُ فيهِ القمحُ مع الزوان والنّقاء مع الغشّ والحقُّ مع الباطل. وهذه الأعمال الجيدة تجذب القرّاء وتشجّعهم على المطالعة في هذا الزمان الذي ابتعدَ فيهِ كثيرون من أبناء شعبنا عن الكلمة المطبوعة وعن الكتاب." ثُم ينهي تقديمهُ بهذه الكلمات: " أشعرُ برِضا حينما أجدُ سياسيًا يكتب المقالة أو المذكرات وأرى طبيبًا يقرض الشعر الجميل أو يكتب القصة الجيّدة وأقرأ لمهندس مقالًا أو كتابًا يشارك فيه القراء بمخزونه الثقافي. والمهندس جريس عوّاد كاتبٌ جادّ ذو رسالة سامية يحترم كلمته ويحبّ نتاجه ويعشق كتبه ويعي دوره الوطنيّ التربويّ الإنسانيّ ويؤمن بقوة الكلمة وأثرِها وتأثيرها ويملك العقل العلمي والذوق الأدبيّ وأتمنى لهُ أن يواصل مسيرة العطاء ويُقدّم لقرائِهِ ما يراهُ جميلًا ومفيدًا وممتعًا."

بستان حافل
أمّا الشاعر حنا أبو حنا فقد كتب يقول في تظهيره للكتاب: "قال أحدهم: "الكتاب بستان يُحْمَل في رُدْن"، أما الرُّدْن فهو طرف الكُمّ الواسع وكانت العرب تضع فيه الدراهم والدنانير. قالوا: "ثَقُل ردن فلان" أي كَثُر مالُه. في هذا القول بُعدان: فهو يعتبر الكتاب بستانًا حافلًا بالثمار غذاءً وفاكهة كما يشير إلى الكنز الثمين الكامن في الوعاء الوجيز. تذكرت هذا القول وأنا أمام ثمار جهود المهندس جريس عوّاد: "الصدى" و "مورد الأمثال" و "تعابير ومصطلحات" وهذا الكتاب الذي بين أيديكم" إبداعات وشخصيات". هذا الرجل مسكون بهاجس مشروع ثقافي موسوعي فهو يريد عبر العديد من الأقواس أن يصل إلى أوسع مدىً حاملًا المعرفة اللامعة الممتعة المثيرة للتأمل والإستزادة. وقد ذكّرني عمله بحادثة رواها لي أستاذي -عميد الأدب الفلسطيني -الدكتور إسحق موسى الحسيني قال: "كنت جالسًا في مقهى في باريس حين مرّ بي بائع فستق عرض عليّ أن أشتري فاعتذرت، فتناول بضع حبّات وضعها على الطاولة أمامي ومضى. أخذت حبّة فتحت السبيل لأخواتها فتطلّعت من الشباك باحثًا عن البائع الذي لم يكن بعيدًا لأنه عرف أني سأبحث عنه بعد أن أذوق الطُّعْمَ اللذيذ". إنّ كُتُب الصديق جريس هي طُعْم لذيذ يُداعب الشّهية ويفتح آفاق المعرفة - موجَزًا، طريفًا وممتعًا.

الحكمة الكبيرة
يقول الكاتب جريس عوّاد في مقدمته: "للأقوال المأثورة والاقتباسات التي نسمعها أو نقرأها أو نستعملها، سحرٌ يجعلُنا نقفُ مبهورين بها. ما هو سِرُّ هذا السحر؟ هل تناسق الكلمات في المقولات هو الذي يجعلها بهذه الأهمية؟ أم أنَّ الحقيقة الكامِنَة في هذهِ المقولات، والتي نتفاعل معها لا شعوريًا أحيانًا، هي هي السر وراء عَظَمَتِها؟ كيفَ يُمكن أن نفهم الديناميكية التي جَعَلَت الكثير من المقولات بهذه الشعبية وهذه المنزلة عند الناس؟ من المؤكد أن الحكمة الكبيرة الكامنة بين ثنايا كلمات قليلة والبساطة الفطرية تجعل لهذه المقولات المأثورة هذه المكانة وهذا التقدير مما يجعلنا نتوارثها ونهتدي بها فِكرًا وقولًا وأفعالًا، فبعض المقولات تختصر كتبًا ومجلداتٍ في بضع كلمات وهي شديدة التركيز في معناها ومدلولها" ثُمَّ يُنهى المقدمة قائِلًا: "يقول الكاتب والفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل: "هناك دافعان لقراءة كتاب ما: الأول هو الاستمتاع به، والثاني هو التباهي بقراءته". لقد حاولتُ جاهدًا في كتابي هذا، كما في كُتُبي السابقة، أن تلتقي خصائص الكتاب مع الدوافع التي يتحدث عنها برتراند راسل، فإن أصبتُ في ذلك كان لي عند قُرَّائي أجران وإن أَخْفَقْتُ يبقى لي أَجْرُ شرفِ المحاولة."

نماذج من الشخصيات
نماذج من هذه الشخصيات التي كُتب عنها: أبراهام لينكولن الذي قال: "أنا أسير ببطء لكن لا أسير الى الخلف أبدًا".
إبن خلدون الذي قال: الظلم مؤذن بخراب العمران" وكذلك "يوزن المرء بقوله ويقوَّم بفعله".
ألمعري الذي قال: "إذا كان صحيحًا أن الصمت مريب فإن كثرة الكلام قد تبدو أيضًا مشبوهة".
أرسطو الذي قال: "علامة العقل المُتَعلِم هو قدرته على تداول الفكرة دون أن يتقبلها".
إرنست همينجواي الذي قال: "السعادة؟ صحة جيدة وذاكرة ضعيفة".
أفلاطون الذي قال: "الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار" وهو القائل أيضًا: "الحياة أمل، من فقد الأمل فقد الحياة". وشخصيات أخرى مثل كانت، أينشطاين، إميل توما، توفيق زياد، فولتير، جبران، شكسبير، برناردشو، ستيف جوبز، محمود درويش، تشومسكي، سارتر، بيكاسو، توفيق الحكيم وآخرون.
"إبداعات وشخصيات" هو الكتاب الرابع للكاتب جريس عوّاد، الأول كان كتاب "الصدى" الذي لاقى ولا يزال يلاقي نجاحًا باهرًا. وقد تُرجم قبل أكثر من عام إلى اللغة البلغارية وكان من الكتب الأكثر مبيعًا في بلغاريا عام 2011. والكتاب الثاني هو "موردُ الأمثال" والثالث "تعابير ومصطلحات".

مقالات متعلقة