الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

عندما تنام مدينتي / بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 04/03/12 17:54

تختفي ملامح المدينة، أبحث عن كلمات ضائعة، تموت الأماني، تتحطم الأحلام، أخدع ذاكرتي متعمدًا، أنسى أو أتناسى نفسي. أطوف شوارع واحات داخلي، أدع الأبدية أملي. يُخيم صمت رهيب برهة، رياح مجنونة تهب حاملة في طياتها أسرارًا جديدة. ليتها كانت مبهمة مجهولة الجوهر والمصدر. تزف أخبارًا غير مفرحة، تُثير علامات الاستفهام وعدم الاستقرار، تُوحي بأن السفينة بعيدة عن شاطئ الأمن والأمان. تلاحم الأمواج العاتية، تناجي وتتوسل. أتكلم بصمت، أحدق بكل شيء من حولي. عبثًا أحاول أن أعزف بلا لحن، أكتب دون أن أدوّن كلماتي المبعثرة خجلا، حسرة، لوعة، أسفًا، مؤمنا أني لا أسمح أن تثير كلماتي المشاعر وتزرع القلاقل، وتدوّن في سجلّ التاريخ لتردّدها الأجيال.

حقيقة، كلما حاولت الكتابة، ارتجفت أناملي، تسارعت أنفاسي ودقات قلبي وجف قلمي الذي ما عرف يومًا طعم الكسل. لا وألف لا ، ليس بسبب البرد القارص ، ولا خوفًا من ظلمة الليل الحالك وأشباحه التي ترقص في أزقة أحياء المدينة المظلمة، وتحاصر نافذة شرفتي. ولا من خفير المقابر وعويل الذئاب وخفافيش الليل المزعجة. بل بسبب الوجدان والضمير الحي الذي لقي دوره في المكان والزمان المناسبين.

كيف لا؟ ومن منطلق المسؤولية، الغيرة، والإيمان بضرورة عدم استغلال حدث ما والاصطياد في المياه العكرة!! ولأؤكد أننا ما كنّا يوما ولن نكون، من فئة المتعطشين التي ترقص على دماء الجرحى وتُسرع كالذئاب المفترسة؛ لتغرس مداها في جسم الضحية التي تنزف، تصرخ، وتتألم مناشدة المجتمع، على اختلاف انتماءاته ومستوياته، أن يرأف بها، وقلبه لا يعرف معنى الرحمة.

كفى، كفى، كفى ... فلا يعقل أن يكون الشغل الشاغل والهم الوحيد لمدينة بأكملها شيبا وشبانا، حديثها على مدار ساعات اليوم، حول قضية شخصية! ناسين أو متناسين أوضاعهم وأمورهم الشخصية وما يجري ويدور من أحداث مؤسفة وتطورات خطيرة على مسرح الحياة، تشغل بال العالم بأسره على جميع الأصعدة.

رماح بريئة، الهادفة إلى التوعية وتحقيق العدل والعدالة، تعترف ولأول مرة أن هذه المقالة استغرقت كتابتها ساعات طويلة بعكس بقية المقالات نظرًا لعمق، حساسية، خطورة، وإمكانية تأثير كل كلمة وعبارة، على أمل أن يلاقي هذا النهج والموقف النابع من المسؤولية والوعي؛ آذانا صاغية لدى وسائل الإعلام المحليّة وحملة الأقلام، وما أكثرهم في مدينتنا! لنتقيّد ونلتزم بهذا المسلك الحكيم، فنبدّد بذلك سحابة النميمة والتعريض بالآخرين؛ لتعود مياه تواصلنا الاجتماعيّ إلى سابق عهدها.

أريدك يا مدينتي واحدة موحدّة قولاً وفعلا، زاهية ألوانها كألوان قوس قزح. أصبو لأجواء المطر في داخلكِ، وأنت تنعمين بالدفء. أريدك صافية نقية كصفاء السماء بعد أن غشيَها المطر. أريدك كالربيع الأخضر وأنوار قلعتك منيرة أبد الدهر.
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.08
EUR
4.76
GBP
245934.76
BTC
0.53
CNY