الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 21:02

السلحفاة والمدفأة قصة مشوقة ورائعة

كل العرب
نُشر: 04/02/12 17:01,  حُتلن: 07:55

رَافقَ فارسٌ أبَاهُ وأمّهُ في رِحْلةٍ برّيةٍ عائليّةٍ في يومٍ مُشمسٍ جميلٍ من أيّامِ فصل الشتاءِ البارِدَةِ .. وبينمَا كانَ يتجوّلُ بينَ الأشجارِ والصّخورِ وَجَدَ سُلحفاةً تسرُ ببطءٍ شديدٍ بينَ الصّخورِ، فأعجبَهُ شكْلُهَا وحملَهَا برِفقٍ وعادَ بهَا لوَالِدهِ كيْ يستأذِنَهُ في اصطحَابِهَا معهُ للمنْزِلِ ..
وافقَ والدُهُ على ذَلكَ ففرِح فَارسٌ وشكرَ أباهُ ، ثمّ وضعَ السّلحفاةَ في كيسٍ وهُوَ يقولُ لهَا: لا تَخَافي .. سوفَ أعتنِي بكِ وأقدّم لكِ الطّعامَ والشّراب ..
وفي المنزلِ صارَ فارسٌ يُلاعبُ السلحفَاة كلّ يوم، ثُم يعيدها إلى قفصها بعدَ الانتهاءِ من اللعب ..


صورة توضيحية

وفي يومٍ شديدِ البردِ أخرجَ فارسٌ السّلحفاةَ مِنَ القفصِ ليلْعبَ معَهَا، ولكنّها لمْ تُخرجْ لهُ رأسهَا وأبَتْ أنْ تتَحرّك وتسيرَ نحْوهُ كمَا كانَتْ تفعلُ منْ قبل، فتَعجّبَ فارسٌ وجعلَ يحاولُ إخراجَ رأسِهَا دونَ فائدَةٍ ..
ولمّا رآهَا مُصرّةً على عَدَمِ اللعبِ معهُ غضبَ وجعلَ يضربُهَا ويصيحُ بها ولكنْ دونَ فائِدَة ..
رآهُ والدُه وهُوَ على هذهِ الحال فطلبَ منهُ أنْ يهدأَ ويجلِس بالقربِ منَ المدفأةِ .. ثُمّ أشْعلَها وجلسَ بالقربِ مِنْ ابنهِ ..
ومَا هِيَ إلا لحظات وإذْ بالسّلحفاةِ تُخرجُ رأسَهَا وتتقدّمُ نحوَ فارسٍ الذي أصابتهُ الدّهشةُ وهو ينظرُ إليهَا تتقدّمُ إليهِ بكلّ سعادةٍ وسرورٍ ..
نظرَ إليه وَالدِهِ ثمّ ابتسمُ لهُ وقالَ : تعلّمْ يا بُنيّ كيفَ تُعاملُ الآخرِينَ بلُطفٍ وإحسانٍ .. فهذه السّلحفاةُ أبتْ أنْ تَسْتجيبَ لكَ بالعُنفِ والقَسْوةِ، ثُمّ جاءَتْ إليكَ مُسرعةً حينَ وفّرتَ لهَا الدفءَ والحنان .. وهكذَا النّاس .. يحبّون الرفقَ واللين ويقبلونَ نحوَ الرفيقِ الليّن .. ويكرهونَ القسوة والغلظةَ وينفرون من صاحبهما ..
حملَ فارسٌ السّلحفاةَ وضمّها وهُوَ يقول : إنّهُ درسٌ رائعٌ يا أبي .. ولنْ أقسوَ على أحدٍ بعدَ اليوم ..

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة