الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

وحدة المسيحيين والكنائس/ بقلم: بسام دعيبس

كل العرب
نُشر: 21/01/12 09:02,  حُتلن: 08:11

 بسام دعيبس في مقاله:

لا يجوز رؤية خطر الانقسامات تهدد وحدة الكنيسة ولا يجوز أن نشعر بأننا بعيدون عن رغبة المسيح في وحدة الكنيسة

علينا أن نتألم لهذا الواقع المرير من الانقسامات بين المسيحيين وفي الكنيسة لاننا معنيون بهذه الامر ومعنيون بالكنيسة لا بل نحن الكنيسة لانها بيتنا

عيش الكتاب المقدس من قبل المسؤولين والمؤمنين في الكنيسة من حيث المحبة والخدمة والتسامح ما هو الا طريق لتنقية القلوب وتصفية النفوس وتكاتف الجهود

واقع الكنائس المسيحية مرير ومؤلم جدا، خاصة عندما نرى كنيسة المسيح وقد تجزأت وانقسمت الى العديد من الكنائس، بحيث اصبح هذا الانقسام وهذا العدد المتزايد من الكنائس المختلفة مثار شك عند المسيحيين الحاليين، وعند الذين يرغبون في دخول كنيسة المسيح من الاديان الاخرى، فيقعون في الحيرة، ولا يعرفون ايا من هذه الكنائس هي الاصح، وايها التي تنطق باسم المسيح وكنيسته الحقيقية.
 

اسباب الانقسامات
مما لا شك فيه أن اسباب هذه الانقسامات ومنذ بداياتها الاولى وحتى الان هي اسباب تتعلق بالاشخاص الذين كانوا وراء تلك الانقسامات ولا تتعلق بشخص المسيح ورسالته وكنيسته، وما تلك الفوارق بين كنيسة واخرى الا هي من صنع هؤلاء الاشخاص انفسهم لكي يقدموا المبررات لتلك الانقسامات، متناسين أن الشيطان الذي يزرع الزؤان هو وراء تلك الانقسامات، وهو الشيطان نفسه الذي قال عنه السيد المسيح للقديس بطرس: "ها إن الشيطان قد طلب أن يغربلكم كما تغربل الحنطة، ولكني صليت من اجلك، وانت متى عدت فثبت اخوتك".
الانقسامات قديمة حتى ان تلاميذ يسوع تنازعوا فيما بينهم على السلطة وحب المناصب، ناسين رسالة المسيح، فتراهم يسألون يسوع من تراه الاكبر في ملكوت السموات، كما نرى أم ابني زبدى يعقوب ويوحنا تطلب لولديها المناصب: "مر ان يجلس ابناي هذان احدهما عن يمينك والاّخر عن شمالك في ملكوتك"، ولكن السيد المسيح كان واضحا اذا قال: "من أراد أن يكون كبيرا فيكم فليكن لكم خادما ومن أراد أن يكون الاول فيكم فليكن لكم عبدا".

الفساد في الكنيسة
لقد دب مثل هذا الفساد في الكنيسة منذ نشاتها، ولا يزال يأخذ اشكالا مختلفة مع الاسف حتى الاّن، اذا كتب القديس بولس الى كنيسة اهل قورنتس محذرا: "أناشدكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تكونوا جميعا على وفاق في الرأي، وألا يكون بينكم شقاق بل كونوا على وئام تام، لكم روح واحد وفكر واحد". وقد رفض انقسامهم أنا مع بولس وأنا مع أبلس وانا مع صخر وانا مع المسيح قائلا لهم: "أترى المسيح انقسم؟ أبولس صلب من اجلكم، ام باسم بولس قبلتم المعمودية؟".
 

أمام هذا الواقع المرير ماذا علينا أن نعمل؟
علينا أن نشعر بوجود خلل ومشكلة في كنيسة المسيح، وأن المسؤولين في كنيسة المسيح ومن بعدهم المسيحيين جميعا مطالبون بإصلاح هذا الخلل، لانه لا يجوز رؤية خطر الانقسامات تهدد وحدة الكنيسة، ولا يجوز أن نشعر بأننا بعيدون عن رغبة المسيح في وحدة الكنيسة ونبقى متفرجين منقسمين بدلا من ان نكون متحدين في كنيسة واحدة.
علينا أن نتألم لهذا الواقع المرير من الانقسامات بين المسيحيين وفي الكنيسة، لاننا معنيون بهذه الامر ومعنيون بالكنيسة، لا بل نحن الكنيسة لانها بيتنا، ومن منا لا يتألم لاي انقسام يحدث بين افراد الاسرة الواحدة؟ إن عيش الكتاب المقدس من قبل المسؤولين والمؤمنين في الكنيسة من حيث المحبة والخدمة والتسامح ما هو الا طريق لتنقية القلوب، وتصفية النفوس، وتكاتف الجهود، وتجنيد الطاقات من اجل الوحدة المسيحية.


مفاتيح ملكوت السموات
علينا التوقف عن توجيه التهم والانتقادات لبعضنا البعض ولكنائسنا المختلفة، وان نتوقف عن الاعتقاد بان مفاتيح ملكوت السموات هي في كنيستنا دون غيرها، وهذا يتطلب ان تسود المحبة بين رؤساء الكنائس وجميع المسيحيين حتى لو كان هناك اختلاف في الرأي والعقيدة، لأنه لا يمكن أن نعيش الحقيقة وننادي بها بدون ان نعيش المحبة، فالله محبة وبهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي اذا كنتم تحبون بعضكم بعضا. لنصلي من اجل وحدة المسيحيين ومن اجل تحقيق وحدة الكنيسة، وان نضم صلاتنا الى صلاة السيد المسيح من اجل الوحدة: "لا أدعو لهم وحدهم بل أدعوا ايضا للذين يؤمنون بي عن كلامهم فليكونوا بأجمعهم واحدا، لتكون فيهم المحبة التي احببتني اياها وأكون أنا فيهم".

السيدة العذراء
علينا الا ننسى الصلاة بشكل خاص لان تتكرم السيدة العذراء التي تدعوها الكنيسة وبحق أم الكنيسة لان تصلي من اجلنا ومن اجل ان تجمع ابناءها كما جمعتهم يوما في علية صهيون في الصلاة بانتظار الروح القدس، وان نفعل ما قالته يوما للخدم: افعلوا ما يأمركم به يسوع لكي نحقق رغبة المسيح في وحدة المسيحيين وكنيستهم.
 

وأخيراً لنصلي من اجل وحدة المسيحيين قائلين:
 ايها الرب يسوع، يا من في ليلة إقبالك على الموت من اجلنا، صليتَ ليكون تلاميذك بأجمعهم واحد، كما ان الآب فيك وانت فيه. اجعلنا ان نشعر بعدم أمانتنا، ونتألم لانقسامنا. أعطنا صدقا فنعرف حقيقتنا، وشجاعة فنطرح عنا ما يكمن فينا من لامُبالاة ورياء، ومن عداء متبادل. وامنحنا يا رب ان نجتمع كلنا فيك، فتُصعد قلوبنا وأفواهنا بلا انقطاع صلاتك من أجل وحدة المسيحيين، كما تريدها انت وبالسُبل التي تُريد، ولنجد فيك يا ايها المحبة الكاملة، الطريق الذي يقود الى الوحدة في الطاعة لمحبتك وحقك. آمين
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة