الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

جولة في زمان اللا معقول / بقلم: الشيخ حماد أبو دعابس

كل العرب
نُشر: 14/01/12 12:10,  حُتلن: 13:55

الشيخ حماد أبو دعابس في مقاله:

مصر ما قبل الثورة أصبحت عالماً قديماً جداً والثورة التي لم تُكمل عامها الأول بعد أصبحت حدثاً في التاريخ

القفزة الأولى تحقَّقت بانطلاقة الثورة في سوريا وتصاعد وتيرتها منذ عشرة أشهر وظلَّت الأزمة طوال تلك الفترة تراوح مكانها والعالم ينظر ويراقب ويحسب عداد القتلى

لم تنفعكم تركيا ولا جامعة الدول العربية وليس لامريكا واوروبا ما يشجعهم على التدخل وسيظل العالم ينظر ويراقب كيف تجري المواجهه في الميدان بين جيش النظام وشبيحته وبين الشعب الأعزل الذي يملك الارادة والعزيمة

الأحداث التي تشهدها الساحة العربية والدولية لا تسير دائماً بوتيرة موحَّدة يسهل معها قراءة الحدث القادم، بل بوتيرة القفز من مرحلة إلى أخرى بحيث يصبح ما قبل القفزة زمن بائد، وكأنه من عالم آخر. فمصر ما قبل الثورة أصبحت عالماً قديماً جداً، والثورة التي لم تُكمل عامها الأول بعد، أصبحت حدثاً في التاريخ نستمع إلى شهادة  بعض رموزها وكأنهم يتحدثون عن تفاصيل قديمة. ورؤية مبارك ونجليه ووزير داخليته في قفص الاتهام عالم آخر تماماً عن فترة ما قبل الثورة، والانتخابات البرلمانية وفوز الإسلاميين فيها باتت أمرا مألوفا، ويبقى رؤية الرئيس المصري القادم بعد انتخابه يتسلم مقاليد منصبه لتكتمل صورة مصر الجديدة. وكذا الحال في تونس، التي سبقت الجميع بقطعها للمراحل المختلفة بسلاسة وحضارية لا مثيل لها.

بشار الأسد لم يسمع بالثورة!!
أما في سوريا فالقفزة الأولى تحقَّقت بانطلاقة الثورة وتصاعد وتيرتها منذ عشرة أشهر. وظلَّت الأزمة طوال تلك الفترة تراوح مكانها، والعالم ينظر ويراقب ويحسب عداد القتلى، ولا يفعل شيئاً ملموساً حيال ذلك. تركيا اتخذت مواقف سياسية جريئة في بداية الأزمة ثم ما لبثت أن تراجعت حدَّتها، وخنس صوتها، لما باتت تحسبه من تبعات ثقيلة للتدخل من طرف واحد في ما يجري بسوريا. وقطر حملت لواء الجامعة العربية فأبرقت وأرعدت، وتحركت الجامعة العربية ضد سوريا بخطوات بطيئة وحذره فجمَّدت عضويتها في الجامعة، وأرسلت المراقبين، فاستوعب النظام السوري بعثة المراقبين وحصرهم في دائرة خدمة اهدافه، وذلك بتحديد تحركاتهم، وحجبهم عن حقيقة ما يجري من احداث الثورة. إضافةً الى اشغالهم بتفجيرات مفتعلة اختار النظام مكانها وزمانها. ولذلك فان الجميع يترقَّب ويسأل متى وكيف ستكون القفزة القادمة للاحداث في سوريا؟ وعليه فإن توقيت ومضمون خطاب بشار الاسد الاخير يعبِّران عن ارتياحه لعجز الاطراف الخارجية وتخوفها من خوض غمار المواجهة في سوريا. وكأنه يقول لشعبه الثائر ضده.
 
روايات القتل والتدمير
لم تنفعكم تركيا ولا جامعة الدول العربية، وليس لامريكا واوروبا ما يشجعهم على التدخل، وسيظل العالم ينظر ويراقب كيف تجري المواجهه في الميدان، بين جيش النظام وشبيحته، وبين الشعب الأعزل، الذي يملك الارادة والعزيمة، ويتحدَّى بجسده العاري لآلة القتل البشعة المصوَّبه اليه. سيظل العالم يحصي اعداد القتلى، وينقل روايات القتل والتدمير والاعتقالات والموت تحت التحقيق والتعذيب. اما بالنسبة لبشَّار الاسد وازلام نظامه فالأمر لا يعدو عصابات مسلَّحة وارهابيين يتحركون ضمن مؤامرة دولية على سوريا.ولا علم لهم اطلاقاً بأنَّ سوريا تشهد ثورة شعبية عارمة نادت باسقاط النظام ثم نادت باعدام الرئيس واصبحت تناشد المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية الشعب السوري.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة