مهجرو إقرث عملوا بجد ومثابرة مع مؤيديهم وخلال عقود ستة مضت على إقرار الحق المتمثل في عودتهم لبلدهم

المطران عطاالله حنا:

عيد الميلاد تزامن مع ذكرى تهجير أهالي اقرث

هذه الأرض هي ارض الآباء والأجداد ونحن قدمنا إلى هنا لنقول لكم أيها الشعب المظلوم والمعذب انتم بالتأكيد تتوقون للعودة

بعد القداس الألهي الذي ترأسه قدس الأب سهيل خوري وحضره سيادة المطران عطاالله حنا، يوم الميلاد في كنيسة إقرث ولذكرى 60 عاما على هدم القرية والذي أكد قدس الأب سهيل خلاله تمسك الاهالي بتراب إقرث والمثابرة من أجل إحقاق الحق بعودة الأهالي لبلدتهم.

خلال كلمة سيادة المطران عطاالله حنا في المهرجان الذي تلا القداس في ذكرى ستة عقود على هدم إقرث أكد العديد من الرسائل وبضمنها كان: “أقول يا أهالي اقرث، إن الله معنا ،حتى وان ظلمنا وانتهكت كرامتنا فسيبقى الله معنا .. وبالتأكيد ناصرنا .. لم يكن رب الأرباب في يوما نصير الظالمين والمتكبرين .. إنما هو نصير المظلومين والمقهورين .. نحن نفتخر بكم أهلنا الأعزاء .. ستون عاما من الآلام والأحزان لم تجعلكم تتراجعون قيد أنملة .. أو تنسوا الديار".
وأضاف المطران حنا: "هذه الأرض هي ارض الآباء والأجداد ،ونحن قدمنا إلى هنا لنقول لكم، أيها الشعب المظلوم والمعذب انتم بالتأكيد تتوقون للعودة ..سنبقى معكم وإياكم نناضل من اجل هذا الهدف .. ولن نرضى وسنبقى متمسكين بحقنا حتى يجعل الله أمرا كان مفعولا ... هذه الأرض هي أرضنا، والديار ديارنا والتراب ترابنا .. وهذا وطننا ،وفي باطن هذه الأرض تمتد جذورنا وتاريخنا وأصالتنا ..من قال أننا غرباء في أرضنا ... هم يريدون لنا ذلك ..لسنا غرباء في أرضنا ولا في وطننا .. لا في اقرث ولا في غيرها من هذا الوطن ..في هذه البقعة من هذا العالم ولد بارينا وعاش وبشر بكل هذه القيم التي نتمسك بها".

ذكرى تهجير أهالي اقرث
وأضاف سيادته: "عيد الميلاد تزامن مع ذكرى تهجير أهالي اقرث .. ولذلك نقولها بأعلى صوتنا .. عائدون إليك يا أمنا الحنون .. عائدون إلى اقرث مهما طال الزمن ... عائدون .. عائدون .. عائدون ..عائدون إلى بيوتنا، إلى أرضنا إلى سهلنا إلى أشجارنا التي توقفت عن النمو ...انتم يا أبناء اقرث ما زلتم تحافظون على هويتكم ،على حبكم لأرضكم وقريتكم .. صاحب الحق هو المنتصر في النهاية لأن الظلم لا يدوم مهما طال الليل ... لن يضيع حق وراءه مطالب .. أتيتكم من القدس الشريف حاملا معي تحيات الأقصى والقيامة .. نحن فخورون بكم ،دمتم ودامت اقرث ،ودامت هذه الكنيسة شوكة في حلق الظالمين ،ستعودون إلى اقرث ،البعض يقول أن الأمر بات مستحيلا ،ونحن نقول إن العودة ستكون عاجلا أم آجلا ،هذه الأرض أرضنا واقرث لنا".

مولد المخلص
وقد افتتح الدكتور إبراهيم عطاالله، عريف المهرجان، كلمته قائلاً: " تحتفلُ اليومَ كل شعوب الدنيا بمولد المخلص، تحتفل كل شعوب الدنيا بابتهاج بميلاد الفادي، وحُقَ لهم، فهو ميلاد النور الذي كرمته الديانات السماوية كلها. وأضاف: " يستقبل العالم هذه المناسبة الكريمة بفرح وابتهاج عظيمين، وبالوقت ذاته فهي ذكرى مؤلمة جداً على نفوس أهالي هذه القرية".
عمل مهجرو إقرث بجد ومثابرة مع مؤيديهم وخلال عقود ستة مضت على إقرار الحق المتمثل في عودتهم لبلدهم من ناحية وعلى إبقاء الشعلة متقدة ينقلونها من جيل إلى جيل من ناحية أخرى. وقد كان من بين المتحدثين أيضاً الأستاذ رزق الله عطاالله والسيد أحمد الشيخ، سكرتير لجنة القرى المهجرة، والسيد بولس خوري والسيد أدورام سكينيدليدير- يهوديٌ فرنسيُ المولد والنشأة ومعروف أشقر  وقد عرض الفنان ولاء سبيت مشاركته المسرحية وقدم الفنان نبيل عوض جريس وصلة غنائية ملتزمة. ومن ثم قام أبناء وأحفاد أهالي إقرث بوضع لافتات تدل على أصحاب البيوت في القرية.