الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

منى أبو شحادة:رجال الأمن والوحدات الخاصة حولوا مسيرة الميلاد بالناصرة لمسيرة أمنية

كل العرب
نُشر: 26/12/11 16:40,  حُتلن: 19:14

منى أبو شحادة في مقالها:
 
هذا العام كان لمسيرة عيد الميلاد في الناصرة نكهة أمنية أفسدت المذاق الذي تعودنا عليه

في مسيرة الميلاد لا حاجة لقوات الأمن وحرس الحدود والطائرات العامودية ليعم الأمن في مدينة الناصرة ويستوطن في عيد السلام

لم يلفت نظري العدد الهائل من الناس الذين وصلوا لمشاهدة المسيرة المميزة بل لفت نظري العدد الهائل للجنود الذين جابوا بأعينهم كل موقع تمر به المسيرة وكأن الكارثة ستقع بعد قليل

الطائرات لم تهدأ عن الطيران فوق رؤوس جميع من وقف منتظراً شارة البدء وكان هذا المشهد يسرق جمال تلك المسيرة التي اعتدنا عليها منذ الصغر
 
صورة الجنود في المسيرة سرقت بهجة الأطفال الذين دارت عيونهم متسائلة عن هؤلاء الرجال الذي يرتدون الأخضر ويشاركون بالمسيرة معتقدين أنهم ملائكة وصلوا لخلاص المدينة أو لتهنئة أهلها بالعيد

مسيرة الميلاد التقليدية في الناصرة، طقس بات من الضروري أن نشارك فيه، ليس فقط لنشاهد المسيرة الكشفية ونستمع إلى صوت الطبول تقرع وإنما أيضاً لنتعرف على من يقف بجانبنا ونتجاذب الآراء معه حول إنطباعاته الأولى عن أداء الفرق الكشفية والمشاركين، فمنهم من وصل من مناطق البلاد الشمالية أو الجنوبية أو من مركز البلاد وحتى من خارجها لمشاهدة مسيرة مدينة البشارة.

رونق المسيرة تلاشى وسط تواجد أمني مكثف
لكن هذا العام كان للمسيرة نكهة أمنية أفسدت المذاق الذي تعودنا عليه، ففي كل عام لا يحتاج الأمن والاستقرار إلى حرس الحدود والطائرات العامودية ليعم الأمن في مدينة الناصرة ويستوطن في عيد السلام.
لم يلفت نظري العدد الهائل من الناس الذين وصلوا لمشاهدة المسيرة المميزة، بل لفت نظري العدد الهائل للجنود الذين جابوا بأعينهم كل موقع تمر به المسيرة وكأن الكارثة ستقع بعد قليل، والطائرات لم تهدأ عن الطيران فوق رؤوس جميع من وقف منتظراً شارة البدء، كان هذا المشهد يسرق جمال تلك المسيرة التي اعتدنا عليها منذ الصغر، يسرق بهجة الأطفال الذين دارت عيونهم متسائلة عن هؤلاء الرجال الذي يرتدون الأخضر ويشاركون بالمسيرة، معتقدين أنهم ملائكة وصلوا لخلاص المدينة أو لتهنئة أهلها بالعيد.

أبناء الناصرة أدرى بشعابها
هل هذه المسرحية الهزلية التي كانت تجري خلال المسيرة التاسعة والعشرين للميلاد كانت تهدف لتخويف الجمهور العربي في البلاد؟ أو كانت تهدف لتعيده لأيام القلق والرعب التي كان يعيشها قبل سنوات؟ أسئلة ما زالت تحتاج لإجابة من استنجد بحرس الحدود للمساعدة بتنظيم المسيرة أو بحاجة للإجابة توضيحية سريعة من قيادة الجيش ذاتها، فقبل أيام كان الجميع محتفلاً بالسوق الميلادي في ساحة عين العذراء الآلاف كانوا يقفون فرحين دون تخوف من أي عمل "ارهابي" قد يخطر في بال أحدهم في هذه المدينة التي لطالما كانت آمنة، وكان المتطوعون الذين جابوا الساحة يقفون على كل صغيرة وكبيرة لحل المشاكل المشاكل التي يتعرض لها الجمهور أو يصادفها أحدهم، وكانوا على استعداد لأي عمل يطلب منهم من اجل خدمة إنجاح هذه الفعالية المميزة، فقاموا بحماية الجمهور من أية مضايقات، حتى أنهم قاموا بمسح أرض المسرح في الوقت الذي طلبت فرقة الفلامنكو ذلك لكي لا يصاب أحد العارضين بالأذى، وكان لهم يد في كل الأمور الحيوية في ساحة البشارة وقت الاحتفالات، وذلك دون الحاجة لأرتداء البدلة العسكرية، بل انهم فضلوا ارتداء قميص كتب عليه اسم مدينتهم بافتخار. السؤال..لماذا تم استدعاء كل هذا العدد من الجنود لتزيين المسيرة على غير العادة؟؟

الحصار الامني لم يمنع العنف!
ومع الأسف لم تستطع تلك القوة ردع طقوس أعمال العنف وسط إحتفالات عيد الميلاد. في هذه الليلة سقط قتيل هو ضحية أخرى من ضحايا العنف المستفحل..شاب (24 عاماً) لم تتمكن الشرطة وأذرعتها من منع جريمة قتله. فطوبى لشباب الناصرة الذي خدموها بإخلاص، فالأرض لكم ولا حاجة لمساعدة الشرطة والجيش..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة