إن أمة لاتعتز بتراثها وتاريخها وتقاليدها ولا  تحافظ ولا تذود عن حرمة أعراضها وأراضيها ودينها لهي أمة ليست جديرة بالبقاء والوجود
فها هي الكائنات الحية جميعها تقاوم وتنتفض حينما تتعرض للأهانة او تتعرض للخطر حين تساق للذبح ..فما بالنا نحن البشر وقد نهبت وسلبت أجود  أراضينا في مختلف القرى بدءا من سهل الخيط في غور الحولة التابع لبيت جن (والتي تبلغ مساحته 13000 دونم ) الى ارض حرفيش في سبلان وغباطية مرورا بارض البقيعة في السهل الى ارض كسرى وكفر سميع و يانوح  وجث في التوفانية الى ارض ابو سنان في سهل عكا الى ارض يكا وجولس في سهل مران الى ارض شفاعمرو في سهل كفرتا الى ارض عسفيا في الجلمة الى اراضي الدالية بقراها التوحيدية المهجرة التي صودرت وتبعت الى متنزه الكرمل..
وشر البلية ما يضحك فها هو غول المصادرة السلطوي يحاول قضم ومصادرة ما تبقى من اراضينا في كافة القرى كارض الزابود والجرمق في بيت جن واراضي حرفيش في جبل عداثر وسبلان الى ما تبقى من اراضي كسرى وكفر سميع ويانوح وجث في التوفانية الى اراضي يركا وجولس في سهل مران الى اراضي السهل لابوسنان في محيط عمقا والسهل الى اراضي عسفيا والدالية في الكرمل ومرج وادي المقطع ( القيشون )، والانكى من ذلك هو مصادرة ارادتنا من خلال فرض التجنيد الاجباري الذي حاربه وقاومه الدروز على مر التاريخ كما حدث مع ابراهيم باشا المصري والاستعمار الفرنسي والادهى ان ذلك جرى ويجري دون ان يرف لنا جفن او ينتفض نبض في شريان الا لدى قلة لا تؤخذ بالحسبان ..هذا القانون الذي لم يحقق  الآمال  المرجوة التي عقدت عليه من مساواة في الحقوق والميزانيات والتطوير والتقدم والثقافة ..حيث لم يشفع لنا بل زاد الطين بلة وعمل شرخا في علاقاتنا مع بقية ابناء شعبنا العربي في الداخل والخارج ..
فاين العزة والأنفة والكرامة واين صدق اللسان وحفظ الاخوان
فماذا بعد تنتظرون ؟!
فها هي السلطة بين الحين والآخر تقدم عبر اجهزتها المتمثلة من لجان تنظيم ومنظمات لحماية الطبيعة الى الشرطة التي نخدم في سلكها لتداهم اراضينا وقرانا في وضح النهار كما حدث في انتفاضة الزابود المباركة عام 1987 والتي قادها بنجاح المرحوم رئيس المجلس وعضو الكنيست السابق ابو فيصل شفيق اسعد ليسجل صفحة ناصعة البياض في تاريخ بني معروف في هذه الديار الى معركة الارض  المجيدة في كسرى وقرى الجليل الاوسط ثم قرى الساحل والكرمل ..لتعاود السلطة الكرة مرة اخرى في البقيعة في محاولة استلاء على نواة القرية وتوطين مجموعات عنصرية بغيضة تكره كل ناطق بالضاد لترسم عين القرية على عملتها من فئة ماءة شيقل وتكتب ( البقيعة الى الابد –פקיעין לנצח) ملقية القنابل الصوتية على البيوت لتزرع الرعب في قلوب النساء والاطفال والعجزة الامنين والنائمين في بيوتهم ولتطلق الرصاص الحي على الناس العزل بهدف القتل العمد  حتى ان الخلوة المقدسة لم تسام من رصاصهم وقنابلهم ..ليؤكد اننا متساوون في الواجبات فقط اما في الحقوق فنحن نعامل اكثر تممييز من بقية اخوتنا العرب حيث لا يشفع لنا قانون الخدمة الاجبارية في الجيش ليكشف خطورة النوايا المبيتة اتجاهنا حيث ظهر ذلك جليا في موقف وسائل الاعلام المختلفة ليتوجها الراب الصفدي باقواله المسمومة المليئة بالخبث والحقد لكل ناطق بالضاد
فالى متى وماذا بعد ؟!
فماذا تنتظر قياداتنا الدينية والسياسية والاجتماعية ..او تلك التي تدعي وتسمي نفسها بالقيادات ؟!
هذا الواقع المؤلم الذي اشار اليه عضو الكنيست السابق السيد ابو لطفي امل نصر الدين في مقاله الذي نشره مؤخرا ..ليؤكد اننا بتنا مجتمعا دون قيادة وكما قال لي احد الاصدقاء من اعضاء الكنيست البارزين اليهود – ان العلة فيكم فانتم شعب يسير كالقطيع وراء قياداته  نتخبط على غير هدى لا تحكمكم قوانين ولا ضوابط اجتماعية واخلاقية كما كان من زمان واذا بقي الحال كذلك فمصيركم الى تدهور اكبر فنيا الحقوق هو في المطالبة والتحدي ووحدة الصف وليس في العزائم والولائم .وبتم تفتقرون الى قيادات حكيمة توصلكم بر الامان .
فما بعد تنتظرون ايها الاخوة ؟!
فاين التضامن واين وحدة الصف واين حفظ الاخوان ؟؟؟؟
فيا لسخرية القدر – حتى ان مجالسنا لم تضرب ساعة واحدة ولا يوما واحدا استنكارا لما جرى في البقيعة ويركا والدالية وغيرها ولم تقم مسيرة احتجاج واحدة ولا مظاهرة واحدة ولا خيمة اعتصام واحتجاج  امام مكتب وزاري او حكومي ومروا على ما حدث مرور الكرام ..
وكنت أمل ان ترسل قيادتنا البرقيات والرسائل وعبر وسائل الاعلام عن رفضها لزيارة أي مسؤول حكومي للتهنئة بالعيد او الاخذ بالخاطر او اجراء زيارة اذا لم تكن تضامنية او تحمل في طياتها انجازا لوعود ملموسة من تلك الوعود التي قطعت بالمئات على مدار 60 عاما وان يعلنوها صراحة لا ولم ولن نقبل بعد اليوم اقل من المساواة  فنحن مواطنين واصحاب الارض والدار  ولسنا قادمين جدد ولا لاجئين وعلى السلطة التعامل معنا من هذا المنطلق والا تطلب منا تقديم الواجبات ولتعملنا كما تعامل المستوطنين المتدينين من ابنا الحلقات الدينية الذين لا يقدمون شيئا للدولة اما الدولة فتقدم لهم كل شيء !
واخيرا اقول لابناء شعبي افيقوا لانفسكم قبل فوات الاوان لئلا يصدق فينا قول الشاعر _ شعب اذا ضُرب ......
فان الحق يؤخذ ولا يعطى ولن ولم يضع حقا وراءه مُطالب !
والله من وراء القصد