الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 15:02

اليوم:جعيتا والبحر الميت بمواجهة لبنانية إسرائيلية في مسابقة عجائب الدنيا

كل العرب
نُشر: 11/11/11 09:47,  حُتلن: 15:31

جعيتا هي مغارة عملاقة تقع فوقها 6 قرى في قضاء كسروان وزارها في العام الماضي 428 ألفا و212 سائحا

جعيتا مكنت لبنان من الفوز أيضا بجائزة القمة السياحية عند اختيارها عام 2002 بين 27 مشروعا سياحيا على مستوى عالمي

عملية التصويت ستنتهي وسيعلن عن النتائج اليوم في مدينة زيورخ السويسرية وتتم عملية التصويت على موقع في الانترنت أو من خلال رسالة نصية أو تصويت باستخدام الهواتف النقالة

مغارة جعيتا التي تنتظر من العالم أن يختارها مساء الجمعة بين أهم 7 عجائب طبيعية على الكرة الأرضية، محاطة بكوكتيل من الحقائق والأساطير لا يعرف معظمها إلا قلة من اللبنانيين. وأكثر من يعرف التفاصيل عنها هو "صندوقها الأسود" الملم بمعظم المعلومات، وهو الدكتور نبيل حداد، منسق الحملة الوطنية للتصويت على المغارة بمسابقة دولية شملت 22 موقعا في 5 قارات واستمر التصويت عليها عبر الانترنت وبالهاتف طوال أكثر من عامين وتنتهي اليوم.


مغارة جعيتا في لبنان

ويأمل حداد، الذي حدّث "العربية" أمس، بأن يتسلم النتيجة رسميا بالبريد الإلكتروني في التاسعة ليلا بتوقيت بيروت من الهيئة المنظمة للمسابقة، ومركزها زوريخ بسويسرا، ليكرر ما سبق وقاله الأسبوع الماضي من أن فوز "لؤلؤة السياحة اللبنانية" سيكون انتصارا معنويا مهما للبنان والعرب "لأن كل كتب التاريخ والجغرافيا ستدرّس الطلاب في 5 قارات أين تقع عجائب الدنيا السبع بالعالم" وفق تعبيره بالهاتف من موقع المغارة القريب 20 كيلومترا من بيروت. وشرح أن الهيئة المنظمة لن تخبره بعدد الأصوات التي نالتها "جعيتا" والمواقع الستة الأخرى في حال فوزها اليوم "لأنها لن تنتهي من فرز مليار صوت جاءها من جميع أنحاء العالم طوال عامين إلا الشهر المقبل، لكنهم سيقومون بإبلاغنا الليلة بالنتيجة فقط، وهذا هو المهم" كما قال. وذكر حداد، وهو مدير عام شركة "ماباس" المستثمرة للمغارة بعقد رسمي بدأ في 1993 وينتهي بعد 11 سنة، أن الحركة السياحية "ستزيد حتما في لبنان إذا ما تم تصنيف جعيتا، وسنكون جميعا سعداء بليلة 11-11-2011 التي سيذكرها الجميع دائما على أنها الليلة التي صنفوا فيها جعيتا بين أهم 7 عجائب طبيعية، لأن المغارة أكثر ما يستحق هذا التصنيف، فهي معجزة إلهية بكل المقاييس" وفق تعبيره.

جائزة القمة السياحية
ولن يكون هذا التصنيف العالمي للمغارة، فيما لو فازت، هو الوحيد الذي نالته جعيتا، لكنه سيكون الأهم منذ تم اكتشافها بالصدفة قبل 175 سنة، فقد مكنت لبنان من الفوز أيضا بجائزة القمة السياحية عند اختيارها عام 2002 بين 27 مشروعا سياحيا على مستوى عالمي. وجعيتا، التي استمدت اسمها من قرية بجوارها تحمل الاسم نفسه في "وادي الجماجم" الذي يمر فيه نهر الكلب وتنبع معظم مياهه منها، هي مغارة عملاقة تقع فوقها 6 قرى في قضاء كسروان، الذي استمد اسمه من كسرى الأول، وهو من أمراء بلدة بسكنتا القريبة من الوادي الموصوف بأحد أعمق أودية لبنان وحمل هذا الاسم الغريب بعد موقعة جرت في 1290 بين القيسيين واليمنيين "حيث امتلأ بالجماجم" وفق ما يكتبون. وجعيتا هي من قسمين: سفلي وطوله 7800 متر وعلوي ممتد الى مسافة 2200 متر في عمق الجبال، وزارها في العام الماضي 428 ألفا و212 سائحا، دفع البالغ منهم 12 دولارا للدخول، فيما التذكرة للأطفال هي بقيمة 6 دولارات و70 سنتا.
ويرتفع عند باب المغارة ما يؤكدون أنه أكبر عمل نحتي حديث في الشرق الأوسط، وهو تمثال طوله 6 أمتار ووزنه 75 طنا، ونحته الفنان اللبناني طوني فرح، وسموه "حارس الزمن" حين أزاحوا الستار عنه في 2003 في احتفال كبير، وجعلوه حارسا للمغارة التي يعتقدون أنها تكونت منذ مليوني عام ونحتت فيها الطبيعة كنوزا نادرة أمام النظر عبر مئات الآلاف من السنين. ومن ميزات "جعيتا" أن درجة الحرارة في قسمها العلوي "تبقى ثابتة عند 22 مئوية ليلا ونهارا وفي الصيف والشتاء من دون أن تتغير على مدار العام. أما السفلى فحرارتها 18 مئوية وثابتة أيضا في جميع الظروف" كما يقول الدكتور حداد. مع ذلك، اختصر حداد لـ"العربية" شرحا عن تصنيف المغاور، فذكر أن أهمية كل مغارة "ليست بعرضها وطولها، إنما بغناها بالأشكال الطبيعية المتنوعة في داخلها، فهناك مغاور بالمئات أكبر وأعمق بعشرات المرات من جعيتا، لكنها الأجمل في العالم بشهادة الخبراء ومن يزورها، ففيها نوادر من صنع الطبيعة يصعب على من يراها أن ينساها" كما قال.

المغارة غنية بالسراديب
ومكتشف مغارة جعيتا هو الأمريكي وليام طومسون، السائح والرحالة والمبشر الذي عاش في بلاد الشام، المعروفة أيضا بسوريا الطبيعية، وتجوّل فيها بدءا من 1832 طوال 34 سنة، وألف كتابا سماه "الأراضي المقدسة والكتاب" وصف فيه ما عايشه ورآه في المنطقة. اكتشف طومسون القسم السفلي من جعيتا في 1836 بالصدفة، وتوغل فيه 50 مترا تقريبا، وبعدها وقف عند نقطة وأطلق رصاصة من بندقية صيد كانت معه، ومن تردد صدى العيار الناري أدرك بأن للمغارة امتدادا جوفيا كبيرا، فذكر ما اكتشفه في كتابه. بعدها بسنوات قام مهندسان من "شركة أشغال مياه بيروت" وهما "و. ج. ماكسويل" و"هـ. ج هاكسلي" ومعهما اثنان من أصدقائهما، منهما القس دانيال بلس، مدير "الكلية الإنجيلية السورية" آنذاك، والتي أصبحت فيما بعد الجامعة الأمريكية في بيروت، برحلتين استكشافيتين داخل المغارة في 1873 وتوغل بعضهم فيها 800 متر تقريبا، ثم 1060 في العام التالي، وأطلقوا على أحد "الصواعد" العملاقة اسم "عمود ماكسويل" باعتباره كان رئيسا للفريق. ثم توالت الرحلات الاستكشافية داخل المغارة ابتداء من 1892 بهدف التعرف الى شبكة الأنفاق الجوفية، وجميع من قاموا بها كانوا من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وبلغ طول ما اكتشفوه حتى 1940 أكثر من 1750 مترا.
وحدث تحول كبير في استكشاف المغارة فيما بعد عبر مستكشفين لبنانيين أعضاء في "النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور" الذي تم تأسيسه في 1951 فاكتشف فريق منهم في 1958 قسمها العلوي، وهو الشهير أكثر بغناه الطبيعي، وبعد 11 سنة تم افتتاحه للعموم، ومن وقتها تحولت جعيتا التي ترتفع 100 متر عن سطح البحر الى أهم معلم سياحي طبيعي في لبنان والشرق الأوسط، الى درجة وضعوا صورتها على العملة اللبنانية وقالوا فيها القصائد وتزوجوا بقربها، ومنها استوحوا روايات. والمغارة غنية بالسراديب والأنفاق والمتدليات من أعمدة نازلة من السقف نحو أرضها، وهي النوازل التي تبدو كالثريات. أو منه الى سقفها، وهي الصواعد، إضافة الى أحافير بدت كمنحوتات حفرتها المياه الكلسية وصبغتها بألوان الذهب والفضة والأخضر والأزرق والرمادي والبنفسجي وأعطتها هيبة خاصة. وفي جعيتا قباب وقاعات مكتظة بأشكال عشوائية متنوعة، منها قاعة ارتفاع سقفها 108 أمتار، مع ستائر كلسية متوهجة وبحيرة ونهر جار يمكن العبور على مائه الساكن بالزورق، مع تكوينات صخرية يصعب العثور على مثيلها خارج المغاور عادة.

أسطورة التمثال الشهيرة
ولم تكن المغارة تحمل اسمها الحالي دائما، بل سموها مغارة نهر الكلب، لكن لكثرة ما كانت الصحف تكتب اسمها منسوبا لقرية جعيتا بجوارها، فقد غلب الاسم الجديد على القديم حتى تم اعتماده في 1927 رسميا، واستمر الكلب اسما للنهر الذي يبلغ طوله 30 كيلومترا فقط. وهناك سبب لتسمية النهر بالكلب شاع كأسطورة نسبوها لما قالوا انه كاتب اسمه "فارس أرفيو" ويبدو أنه كتب مرة عن تمثال لكلب ضخم وضعوه في أعلى رأس جبل صخري مطل على البحر في "وادي الجماجم" وكانت مهمة الكلب المنحوت "إنذار الأهالي إذا ما وصلت جيوش الأعداء". وبحثت "العربية" في الأرشيفات هنا وهناك عن أرفيو، فلم تجد عنه الكثير سوى أنه كان قنصلا لهولندا بدءا من 1662 في مدينة حلب. لكنهم يروون أنه زاد من العيار بعض الشيء وقال إن التمثال "كان له نباح يشق البحر والفضاء حتى يبلغ جزيرة قبرص" وفق زعم الزاعمين.
وهناك رواية ثانية جاءت كتتمة لأسطورة التمثال الشهيرة، وملخصها أن العثمانيين حين نزلوا بجيوشهم في تلك المنطقة، قطعوا رأس تمثال الكلب ورموه في قعر البحر "فظل يظهر جلياً للعيان كلما كانت المياه هادئة صافية" كما يرددون. لكن أغرب من غرابة الحكايتين ما ورد في تقرير حقيقي وصدر فعلا عن شركة أسترالية التزمت مشروع انشاء خط سكة الحديد التي ربطت بيروت بمدينة جونية القريبة من جعيتا، وفيه كتب معد التقرير أن عمالا ومهندسين "رأوا في البحر تمثالا منحوتاً على شكل كلب". لكن أحداً لا يعرف لماذا لم ينتشلوا التمثال، ولا أين هو ذلك التمثال الخرافي. وهناك سبب ثالث، منطقي ويجمعون عليه، حمل الأهالي على إطلاق اسم الكلب على النهر الذي يشرب منه 90% من سكان بيروت، هو أن مياهه تضج حين تصبح غزيرة في الشتاء وتجري كما الأمواج نحو مصبها في البحر القريب 5 كيلومترات من جعيتا، ويصدر عن الماء هدير، والهدير معناه "جعيتا" بالآرامية التي كانت لغة بلاد الشام طوال 1500 عام حتى نهاية عصر البيزنطيين، ويعكس "وادي الجماجم" هدير النهر ويرده بصدى متواصل يترامى للسامعين شبيها تماما بنباح الكلاب.

إختيار البحر الميت
هذا ومن المنتظر أن تنتهي عملية التصويت وأن يعلن عن النتائج اليوم في مدينة زيورخ السويسرية وتتم عملية التصويت على موقع في الانترنت أو من خلال رسالة نصية أو تصويت باستخدام الهواتف النقالة. وتشارك في التصفيات لاختيار عجائب الدنيا السبعة ثلاثة مواقع عربية هي مغارة جعيتا والبحر الميت وجزيرة "بو طنيبة" على كورنيش أبو ظبي. واللافت للنظر أن الصراع اللبناني الإسرائيلي لم يتغيب عن سماء هذه المسابقة السياحية، ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حث المواطنين الإسرائيليين على التصويت للبحر الميت. ووصف البعض هذه الخطوة في التوجه إلى الشعب ومطالبته باختيار البحر الميت باعتبارها ردا على دعوة أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى اللبنانيين والعرب بالتصويت إلى مغارة "جعيتا".
وعلى الرغم من مشاركة 28 موقعا في نهائيات المسابقة بدت المنافسة أكثر شراسة بين مغارة "جعيتا" والبحر الميت مع اتخاذ نتنياهو ونصر الله شاشات التلفزيون منبرا للإعلان عن حرب سياحية روجت فيها وسائل الإعلام العربية والفلسطينية لاختيار مغارة "جعيتا" في لبنان. ويذكر أن الحرب بين لبنان وإسرائيل في تاريخها تشمل أشكالا مختلفة ومنها عندما استاء لبنان مما وصفه "استيلاء إسرائيل على طبق الحمص وإدراجه في قائمة مأكولاتها التراثية التقليدية". أما اليوم فالمسألة تعد أهم من صحن الحمص أو التبولة لما يجسده من أهمية في قطاع السياحة بشكل عام. وعجائب الدنيا السبع في القدم كانت عبارة عن مواقع ومنشآت قامت يد الإنسان بتشييدها ومنها تذكر حدائق بابل المعلقة ومنارة الإسكندرية وغيرها من المباني والتماثيل والمواقع. وفي عام 2007 أجريت مسابقة لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة واختير حينها تاج محل في الهند، والبتراء في الأردن، وسور الصين العظيم، ومعبد "تشيتشين ايتزا في المكسيك، وتمثال المسيح المخلص في البرازيل، والكولوسيوم الروماني في إيطاليا ومدينة ماتشو بيتشو في البيرو. غير أن المسابقة لهذا العام أخذت منحى جديدا باختيارها المواقع "الطبيعية" السبعة التي تمثل عجائب لم تصنعها يد الإنسان.

البحر الميت

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.97
EUR
4.65
GBP
263275.12
BTC
0.51
CNY