الكرة الآن في ملعب البائعين الذين يتوجب عليهم خفض السعر الذي يطلبونه
قروض التجسير تُقدم في بنوك الاسكان (مشكنتا) بفائدة تتراوح بين 3% على القرض المربوط بالجدول و 6% على قروض بدون ارتباط، ومعنى ذلك فائدة شهرية قدرها 0.5%
يشهد سوق الشقق السكنية المستعملة (يد ثانية) في الأشهر الأخيرة بعض التباطؤ، ويُفضل مشترو الشقق للسكن بها أو الاستثمار فيها تأجيل قرارهم بالشراء في إنتظار المستجدّات لاحقا. وبحسب تقديرهم المرتكز على نصيحة خبراء في مجال العقارات وعلى معطيات السوق المتوافرة، فمن المتوقع أن تنخفض أسعار الشقق، وبالتالي فان الانتظار سيوفّر عليهم بعضًا من تكلفة الشراء.
الخطوات الأخيرة للحكومة بخصوص زيادة عدد الشقق السكنية في الأسواق، بالاضافة إلى الاصلاحات الضربية وقيود التمويل التي فرضها بنك إسرائيل- كل هذه الأمور تدفع بالمشترين إلى عدم التسرّع والانتظار، لأن الكرة الآن في ملعب البائعين الذين يتوجب عليهم خفض السعر الذي يطلبونه.
من جهتهم فإن البائعين يتردّدون أيضا، فهم يخشون من إمكانية أن يضطروا للتنازل والقبول بحل وسط، ولذلك فهم ينتظرون ويخفّضون الاسعار قليلا آملين أن تتغلب ضائقة الأشخاص الذين لا سكن لهم ورغبة الكثيرين منهم في الحصول فورًا على شقة تمليك، على أملهم في شراء شقة بأسعار منخفضة بشكل ملحوظ. ولكن ليس كل البائعين يمكنهم الانتظار، فهناك من اشتروا شقة قبل بضعة أشهر وهم بحاجة إلى الأموال التي حصلوا عليها مقابل بيع شقتهم الحالية، وذلك لاستكمال الصفقة الجديدة.
هؤلاء البائعون حائرون حاليًا بين الاضطرار لبيع شققهم بسعر منخفض نسبيًا وبين الحصول على قرض تجسير من البنك لتمويل عملية الشراء الجديدة يحدوهم الأمل في بيع الشقة لاحقًا في السوق والحصول على سعر مرتفع.
تقدّم قروض التجسير في بنوك الاسكان (مشكنتا) بفائدة تتراوح بين 3% على القرض المربوط بالجدول و 6% على قروض بدون ارتباط، ومعنى ذلك فائدة شهرية قدرها 0.5%.
على سبيل المثال: اذا باع أحدهم شقتّه وأخذ قرضًا قيمته مليون شيكل لاستكمال المبلغ المطلوب للشقة الجديدة، فالفائدة الشهرية التي ينبغي عليه دفعها تساوي 5000 شيكل تقريبًا.
الانتظار لمدة سنة بالنسبة لمن يبيع شقة متوسّطة قد يكلّفه حوالي 60,000 ش.ج. علمًا انه لا يوجد أي ضمان أن يكون السعر بعد سنة إنتظار أعلى من ثمن الشقة في الأسواق حاليًا.
يقول دودي مايزليك، مدير قسم قروض الاسكان في بنك مركنتيل إن "مثل هذه الفترات من إنخفاض عدد المالكين أو " جسّ النبض" من قبل المشترين حول الشراء أو عدم عقد صفقة، تدفع بالكثير من البائعين إلى تأجيل البيع وأخذ قروض تجسير لاستكمال صفقة شراء أخرى شرعوا فيها قبل مدّة.
"في الأشهر الأخيرة، خاصة إبتداء من شهر أيلول، يشهد بنك مركنتيل إرتفاعا بنسبة 15%-20% تقريبًا على عدد طلبات الحصول على قروض تجسير، وذلك نتيجة لتباطؤ السوق".
ويوصى دودو مايزليك البائعين بإجراء مقارنة بين كلفة قرض التجسير وبين عرض السعر الذي حصلوا عليه، من مشترٍ قادر على الشراء واحتساب جدوى الانتظار والمخاطر المالية الكامنة فيه.
وبرأي مايزليك يستطيع البائعون اتخاذ قرار صائب اكثر حول بيع شقتهم بسعر مخفّض فقط بعد المقارنة بين البدائل ووفقًا لتوقّعاتهم من السوق في السنة المُقبلة.
ع.ع.