الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 13:01

حكايتي مع إغتيال حُروفي بقلم: الزهراء

كل العرب
نُشر: 04/10/11 16:13,  حُتلن: 13:54

عندمــا استبيح فلذات الكلمات
لتقطنني قبل ان تتمدد على حدود بياض الورق
المنثور امامي..
عندمــا أغمض عيني
لأتعلم كيف يصرخ الصمت لتضج نفسي بعبرات مختنقة
عندما أكتب أنسى أن لي أبجديات ومقاييس محدده
حينما أجمع حروفي
وأنزف أشجـاني
حينما تبكيني السعاده
ويضحـكني الألـم
حينمـاتجرحني الإبتسامـه
وتألمني الفرحـه
أسكن حيث أكون
مأواي غير آمن
فأبوابه مكسوره
وعناوينه مجهوله
أترنح بين أحزاني
وأبكي على جراحي
قد نسيت السمـاح
ورجعت حـره بلا جـراح
كم غزلت الصوف لأُغطي جراحي
وكم نزفت الألم كي أشعر بسعادتي
كم حرقت قلبي كي أُضيء دربي
وكم ضيعتُ طريقي في سبيل نجـاتي
صارعتُ مرار ألألم
وتصنعت ضحكــــاتي
في ضياع كلماتي
فيــا جروحي
ألم يأن الوقت كي تندمي
ويــا كيانــي
ألم يحن الوقت كي تسترجع قوتك
هي جمل كانت بداياتي
كانوا حينهــا إبطـــال حيـــاتي
جرحي .. وخوفـــي.. وصرير قلمـــي
لم أعترف لورقي بغيرها
لإنني لم أجد أبجديات غيرها
تعلمت مآســـي توقظ الآلآم
وتجرح الأنفــــاس
ترنمتُ بعطشي
كي أروي ضمأ سنيني
فلم أجد غير كأسٍ مكسور
وطريق مهجـــور
مسجون بين أسوار الجــراح
فسقطتُ من عطش الزمان
إبتســامتي...
سيده من الطبقة الرآقيه هي
لهـآ مكـآنتهـآ وهيبتهـآ في سيمفونيـآت آلآوبرآ
كلمــاتي
سلاح ذو حديــن
تقتل من قتلهــــا وتكسر من كســرها
وتحب من عشقهــا وأفتتن بمعــانيهـا
فلِمـا ياإبتسامتي
ولِمـا ياكلــماتي
لما لم تحميني حينما غَدرت بي الأيــام
لما ياإبتسامتي لم تسعفينني حينما غرقتُ بأمواج الحياه
ولما ياكلماتي لم تحجبنني حينما قست علي الأقـدار
ولم يكتفي الزمن بقتلي فقط
بل قتلوا كلماتي
وفجروا ضجيج صمتي
فآه وألف آه
يا أحاديث نفسي
تسربتي وسرقتك الأوهــام
وياجملي وكلماتي
تواليت وإختفيت عن محبرتي وصومعاتي
ولم أتعلم منك حرفـاً واحداً
نسيتُ أخطائي بحق نفسي
نسيت جراحي و أزمـــــاتي
حينما أخطيت على محبرتي
أسكنتها بين العشق والشجن التي
أسكنتها بين صمتي وجنونـي
أسكنتها بين الآمي وجراحي
أسكنتها على أرصفةِ الإنتظار
أسكنتها على شواطئ العشاق
أسكنتها على زخاريف العبارات
ونسيت أن أحميها من ثغرات الأُسود
إختطفوكِ ياحروفي
وسكبوكَ ياحبـري
إستعمروكِ يامحبرتي
وحطموكِ يامجاديفــي
ولم يكتفوا بذلك فقط
طعنوا ظهــري بحِدة قلمي بل
~كلمـــاتي~
~حروفـــي~
قتلوها , أرعبوها , جردوها من حريتها
أندثرت كافة وريقاتي وأمنياتي واحلامي البريئه
ولم يبق سوى رمـاد يخطف الأرواح
ويقتل الأبرياء
أشجاني أوراقي ...
.!! مرمية بين الطعون و أشواك الألم..
فلا أستطيع أن أصل إليها كي أنقذها
صرخت مراراً على جروحي
و لكن مكتوب لها على الجبين ..
.غير مسموعة
هنا حروفي لفظت أنفاسها الاخيرة .
بصرها شاخص
.. سُكون حولها..
...فخضعت...
وتنكست عوالمــي
تأملت تفاصيل
حكايتي
مع إغتيال حروفي
لم يتبقى سوى
.. نوافذ صومعتي
.. يداعبها الهواء حزناً
و ربما أرتعبت من منظرها
فرحلت
نعم رحلت..
وكلماتي مقتوله
.. كفى ..
ياموازين الأقدار
لقد تحرر قيدي
وأسروا كلماتي
وياليتهم أسروني ولم يقتلوهــا
فتلك هي كانت حكايتي الرماديه
مع إغتيـــال حروفــي

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.co.i
 

مقالات متعلقة