الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

دراسة جديدة: العناية الفائقة بالطفل تضره ويجب تعويد الطفل على تحمل التجارب

كل العرب-الناصرة
نُشر: 29/09/11 21:58,  حُتلن: 07:37

الحكمة التي تقول بأن الضربة التي لا تقتلني تقويني  تنطبق أيضا وبقوة على الأطفال مشيرة إلى أن الأهل في النهاية مهما فعلوا فإنهم لا يمكن لهم أن يحموا الأطفال من جميع الأزمات

ليس سيئا عندما يعرف الطفل أنه حتى بين الناس المقربين من بعضهم يمكن أن تنشأ مشادات وسوء فهم بل على العكس من ذلك فإن هذه الخلافات قد تكون إيجابية عندما يتم حلها

شددت الطبيبة النفسية ييرجينا بريكوبوفا التي في دراستها على أهمية "أن يمنح الأهل أطفالهم الفرص كي يتكيفوا مع الحياة الواقعية وأن يعتمدوا وبشكل تدريجي على أنفسهم، وتوضح الطبيبة وجهة نظرها بالقول: "من الصعب معرفة سبب بكاء الطفل الصغير غير أن هذا الأمر قد يكون في المحصلة النهائية جيداً لأن الأم التي تتألم من هذا البكاء لو كانت تعرف السبب لعمدت فوراً إلى إزالته، والتالي منعت الطفل من أن يعيش الأزمة".


صورة توضيحية

وتضيف: "أن الأم مثلا لو عرفت بأن سبب البكاء هو أن ظهر الطفل يحكه لقامت فورا بذلك ولو عرفت أن سبب البكاء يعود لخوفه من صوت غريب لقامت فوراً بحمايته من هذا الصوت"، مؤكدة أن الأمر هنا لا يتعلق بإزالة المسبب للبكاء وإنما جعله يواجه هذه العوامل والأسباب لكن بدعم من والدته هذا طبعاً، إذا كانت هذه الأسباب لا تمثل خطراً حقيقياً عليه لأن الطفل يتوجب عليه أن يمتلك تجربة وأن يعرف بأن جميع الأشياء غير المسرة وجميع الأزمات يمكن تجاوزها.

تحمل الأزمات
وتؤكد أن الحكمة التي تقول: "بأن الضربة التي لا تقتلني تقويني" تنطبق أيضاً وبقوة على الأطفال مشيرة إلى أن الأهل في النهاية مهما فعلوا فإنهم لا يمكن لهم أن يحموا الأطفال من جميع الأزمات التي يمكن أن يتعرضوا لها في حياتهم، لأنه قد يحدث أن يمرض الطفل ويدخل المشفى وبالتالي عدم إمكانية تواجد الأهل معه بشكل دائم في المشفى أو في حال ذهابه في رحلة مدرسية، ولذلك ترى الطبيبة بأن من الأفضل إعداده بالشكل الذي يحسن التصرف في مختلف الأوضاع عندما يكون لوحده بدلاًً من فتح جميع الطرق وتعبيدها أمامه بحيث يجد إشكالات حقيقية لاحقاً عندما يواجه أي مشكلة ولو كانت صغيرة.

الإشكالات النفسية
وأشارت مثلا إلى تجربة طفلة في السادسة من عمرها جاءت إليها مع أهلها لمعالجتها نفسيا بعد أن واجهت مشكلة لم تتمكن من تجاوزها وهي أنها كانت وحيدة في العائلة ولم تتمكن من الانسجام مع رفاقها في المدرسة لأنها كانت معتادة على التواجد مع أمها دائما . وتضيف لقد واجهت الطفلة إشكالات الطفولة العادية ففي دار الحضانة قام أحدهم بسكب الشوربة على جدائلها فيما رشقها احد الأطفال أثناء اللعب بالرمل فيما تعرضت لعبتها إلى تمزيق ألبستها من جراء لعب الأطفال بها ككرة قدم وبالنظر لكون الطفلة لم تكن محضرة نفسيا لمثل هذه الإشكالات لأنها لم تلعب في السابق مع الأطفال بل كانت دائما مع والدتها فقد انهارت الطفلة وبدأت تعاني من إشكالات نفسية وأصبحت تخاف من الجميع في دار الحضانة . وتشدد الدكتورة بريكوبوفا على أن التربية تعني أن نشير للأطفال على الطريق الذي يتوجب السير فيه وتحديد الخيارات والإمكانيات للسيطرة على المشاكل التي تواجههم وعلى مواجهة الأحداث التي لا تكون متوقعه مؤكدة انه ليس من مهام الأهل إزالة كافة العراقيل والمصاعب من طريق الأطفال وإنما تعليمهم استراتيجية حل الخلافات والمشاكل .

الوسط المعقم للطفل
وبالتوافق مع رأي الطبيبة بريكوبوفا يقول الطبيب النفسي للأطفال ياروسلاف شتورما بان الوسط " المعقم " للطفل ليس أمرا جيدا له ولا حتى في مجال الخلافات بين الناس والأطفال . ويضيف بان الخلافات بين الأهل التي يتم خلالها قذف الصحون ليست أمرا جيدا بالنسبة لنمو الطفل النفسي غير أن الأمر بالمقابل ليس سيئا عندما يعرف الطفل انه حتى بين الناس المقربين من بعضهم يمكن أن تنشأ مشادات وسوء فهم بل على العكس من ذلك فان هذه الخلافات قد تكون ايجابية عندما يتم حلها عن طريق حلول الوسط وبشكل ايجابي واحترام متبادل لأنها تعلمه كيفيه حل المشاكل التي يواجهها . ويختزل الدكتور شتورما تجربته العملية في هذا المجال بالقول أن الطفل يجب أن يمتلك الشعور بالأمان والحب وان يعرف بأنه يحظى بمحبة الأهل غير انه بالمقابل يجب أن يتم الأخذ بعين الاعتبار أثناء التربية بان الإنسان ليس كاملا وربما أن هذا الأمر جيد خاصة عندما يلمس بان أمه الحنونة تطير لسبب ما يدها وتقع عليه بسبب قيامه بأمور غير صحيحة لأنه بذلك لا يضع مطالب عالية على الأهل وفي نفس الوقت يتأقلم مع ظروف الحياة الواقعية.

مقالات متعلقة