عاش الإعلامي نادر أبو تامر، ليلة الخميس طوال ساعتين كاملتين مع الراحل نجيب محفوظ، من خلال برنامج "أوراق" الذي خصصه لرحيل أول عربي حاصل على جائزة نوبل للآداب.. بمشاركة د. محمود غنايم، د. حبيب بولس، الباحث طارق أبو رجب، د. نبيه القاسم، الكاتبة رجاء بكرية، الباحث عمر مصالحة، الفنانة منى سليمان تناول برنامج أوراق الذي يحرره ويقدمه الإعلامي نادر أبو تامر سيرة الأديب العربي الكبير نجيب محفوظ الذي غاب عن مسرح الحياة الأسبوع الأخير غير أن كتبه باقية معنا إلى الأبد.
تناول الباحثون مختلف المحطات في مسيرة نجيب محفوظ بالمقارنة مع الأدباء الآخرين الذين كانوا قبله وجاءوا بعده، هل تمكن من أن يترك مدرسة تحمل اسمه بعده، هل حافظ على التجديد، الكتابة بعدة أساليب، موقفه من المثقفين في العالم العربي، الإنسان المهيمن على رواياته، اللغة التي كان يكتب فيها، هل هناك من يمكنه أن يحمل ميراث محفوظ بعد غيابه عن مسرح الحياة.
وأشارت الفنانة منى سليمان، التي شاركت العام الماضي في مهرجان "عرفزيون" إلى أن جيل اليوم يكاد لا يقرأ وانه منهمك بالانترنت ولا يهتم بالكتب بما يكفي.
د. محمود غنايم تحدث عن مسيرة نجيب محفوظ ابتداء من الأربعينات واستعرض مختلف المحطات البارزة في نشاطه، وأشار غنايم إلى أن نجيب شرّف جائزة نوبل للآداب بحصوله عليها لكونه كاتبًا مبدعًا ومتميزًا ومفاجئًا على امتداد مسيرته الأدبية الطويلة. د. محمود غنايم الذي يعتبر احد المتبحرين في ادب نجيب محفظ استعرض أساليبه الكتابية بدءًا بالمدرسة الواقعية التي كان رائدها ومؤسسها ومرورًا بتيار الوعي وأدب اللامعقول واستحداثه نوعًا أدبيًا جديدًا في كتابة السيرة الذاتية وفي إملاء أحلامه وغير ذلك من الاتجاهات والاساليب التي كانت نبراسًا يستضيء به الكتاب الشباب.
د. حبيب بولس قال إن محفوظ لم يخرج من القاهرة في كلّ عالمه كمكان أخاذ بناسه وعراقته واستعرض الاتجاهات المختلفة في كتاباته وأوضح أنه تحلى بنظرة ناقدة مهمة تجاه المجتمع المصري والمثقف العربي.
وتحدث الباحث طارق أبو رجب عن أسلوب محفوظ وعن لغته العربية التي لم يستعمل فيها العامية أبدًا وأوضح بصورة قاطعة أنه لم يتمكن ترك مدرسة محفوظية بعده، وأشار إلى بعض المحطات البارزة التي أعطته مكانته المرموقة بين أدباء عصره.
د. نبيه القاسم تحدث عن اللقاء الذي جمعه بمحفوظ في القاهرة بصحبة الكاتب حسين الحبروك وقال انه دمث الاخلاق يعيرك الاهتمام وتحدث عن تعرضه للاعتداء مما اضر بيده وبقدرته على الكتابة، وتحدث عن سمعه الثقيل واهتمامه بما يجري عندنا هنا في البلاد، وعن خوفه الدائم من تكرار محاولة الاعتداء عليه.
عمر أمين مصالحة قال إن االانسان البسيط هو بطل محفوظ مع الإشارة إلى أن هذا الإنسان، حتى إذا كان من القاهرة، من أحد أحيائها البسيطة والشعبية، إلا أنه الإنسان في كلّ مكان، وتطرق إلى كتابيه عن اليهودية والتلمود ونوه إلى اهتمام كبير من العالم العربي بشرائهما للتعرف على اليهودية دينا وشعبا.

وأشارت رجاء بكرية إلى أن محفوظ كاتب عملاق أعطى الكثير منوهة بأن الثلاثية هي المرتكز الرئيسي لأعماله قائلة انه ربما استحوذ عليها من خلالها وصار الناس يقيسون انجازاته طبقا للمرتبة العالية التي حققها في ثلاثيته. وذكرت انه في لحظة معينة لم يقدم التجديدات الكافية لتجاوز ذاته وقالت لا شك انه كان صاحب نوايا طيبة وانه ساند المرأة خلال مسيرته الادبية العريضة.
الفنانة منى سليمان تحدثت عن مشوارها الفني منتقدة الغناء الحالي على الفضائيات منوهة أنها لا تسمع ما يجري اليوم، وإنما تحب العمالقة الذين يتحلون بالعراقة وأحدث هؤلاء بنظرها ماجدة الرومي، كاظم الساهر وصابر الرباعي فأبدت رجاء ملاحظتها بأن الفتاة الجميلة في الفيديو كليب هي المصيدة التي ترمي إلى اصطياد المراهقين والرجال الذين يشاهدون الفيديو كليب.

منى غنت خلال البرنامج لام كلثوم، جوليا بطرس وأغنيات عريقة مثل لولا الملامة، البنت الشلبية ألف ليلة وليلة، دقوا المهابيج، كما استمعنا إلى اغنيتها من مهرجان عرفزيون التي كادت تؤهلها للفوز بالجائزة الأولى، وقالت إن أحلامها لا تعرف الحدود وانها لا تخاف المسرح والظهور أمام الناس بل تستمد من هذه العلاقة معهم التشجيع لمواصلة حضورها.