الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 07:01

ينال السعد: إغتيال الفينيق في أوسلو.. وقيامهِ من بين الأموات في أيلول "الأبيض"

كل العرب
نُشر: 31/08/11 07:42,  حُتلن: 07:46

ينال السعد:

ما السبب الحقيقي الكامن من وراء مساعي الحكومة الإسرائيلية لإفشال مشروع الإعتراف بدولة للشعب الفلسطيني؟

حكومة إسرائيل الحالية برئاسة بن يمين نتنياهو هِيَ الحُكومة اليمينية الأكثر تَطَرُفاً بآرائِها وأفعالها وطموحها الإستعماريُ الصريح مُنذُ قِيام إسرائيل

المشروع الصهيوني المُنتَهَجُ مُنذُ قِيامِ إسرائيل لهُو تطهير فلسطين من شعبِها لِضمان أكبر مساحة مُمكِنة مِما يُطلقون عليها "أرضُ إسرائيل التاريخية" لتثبيت وتوطيد "دولة اليهود" على حِساب أي اعتِباراتٍ أُخرى

"أيلول الأبيض" بات وشيكاً على الأبواب، الصهيونية العالمية وعلى رأسها حكومة إسرائيل تجوب العالم ذهاباً وإياباً في سبيل إقناع قيادات العالم أن تتخلى عن إعترافاتها المُتتالية بمشروع الدولة الفلسطينية. ما السبب الحقيقي الكامن من وراء مساعي الحكومة الإسرائيلية لإفشال مشروع الإعتراف بدولة للشعب الفلسطيني في حدود الرابع من حُزيران عام 1967؟؟ كيف تُلقي هذه المُحاولات المُبيتة الضوء على الأهداف الحقيقية لمُعاهدة أوسلو؟؟ وما هِي السيناريوهات المُحْتَمَلة التي تُعِدُ إسرائيل لها العُدة عشية "أيلول الأبيض"؟؟

إقامة دولة للشعب الفلسطيني
تَلَقَت حُكومة إسرائيل قرار السُلطة الوطنية الفلسطينية بالذهاب إلى الأُمَمِ المُتحدة للمُطالبة بتحقيق العدالة الإنسانية وتطبيق حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولة للشعب الفلسطيني كصفعةٍ مُدَوِية وعرقلة واضحة لمطامحها ومشاريعها الإستعمارية. إعتادت حكومات إسرائيل المُتتالية مُنذ اتفاقية أوسلو على نوع مِنَ "الجُبن" أو "الحذر الشديد" في اتخاذ كل خطوة من جهة السُلطة الفلسطينية، فراحت حكومات إسرائيل تلعبُ بمصير ومُستقبل الشعب الفلسطيني دون حسيب أو رقيب مُرتدية ثوب "حمائِمِ السلام" تارةً وبزة آلة الحرب المُدمرة تارةً أُخرى حتى وَصَلَت بِها العنجية والعجرفة بأن تُلقي بشروطِها التعجيزية واللاهادِفة لإحلال السلام تحت عُنوان "المُفاوضات المُباشِرة"، فماذا تُريدُ إسرائيل؟؟ يقولٌ البعض أنَّ حكومة إسرائيل الحالية برئاسة بن يمين نتنياهو هِيَ الحُكومة اليمينية الأكثر تَطَرُفاً بآرائِها وأفعالها وطموحها الإستعماريُ الصريح مُنذُ قِيام إسرائيل، صحيحٌ هذا الرأي لكن علينا أن نعلم جميعاً أنَّ محورُ قِياسِ اليمين من اليسار في إسرائيل لا يرتَكِزُ بتصنيف أحزابِهِ بحسب سياسساتهم ومواقِفَهُم من قضية فلسطين وشعبها بل يرتَكِزُ على أُمورٍ وسياسات إجتماعِية صهيونية أُخرى بتاتاً، من هذا المُنطلق فإن كون الحكومة الإسرائيلية يمينية أو يسارية لا يؤثر أيما تأثير على السياسة المُنتهجة تِجاه القضية الفلسطينية، فإنَّ المشروع الصهيوني المُنتَهَجُ مُنذُ قِيامِ إسرائيل لهُو تطهير فلسطين من شعبِها لِضمان أكبر مساحة مُمكِنة مِما يُطلقون عليها "أرضُ إسرائيل التاريخية" لتثبيت وتوطيد "دولة اليهود" على حِساب أي اعتِباراتٍ أُخرى. يضعُ المُفَكِرُ الصهيوني والبروفسور للعلوم السياسية يحزقل درور في كِتابِهِ "كُن لنا قائِداً" أمام رؤساء إسرائيل القادمين قائِمَةً تَضُمُ ثلاثة عشر مِعياراً هِيَ الأهَمُ بِرأيِهِ لاستمرار كينونة الكيان الإسرائيلي، وعلى رأس القائِمَةِ "تحصين استمراريةُ وجود دولة إسرائيل" فيقول "إستمراريةُ بقاء دولة إسرائيل يعني استمراريةُ بقاء الشعب اليهودي بِمُجمَلِه. يُشَكِلُ هذ المعيارُ شرطاً أساسِياً لتحقيق المعايير الباقية، فإن فُقدان هذا المعيار (أي فُقدانُ كينونة دولة إسرائيل) يعني عدم جدوى باقي المعايير برمتها، من هذا المُنطَلَق يقَعُ على عاتق القائد الإسرائيلي أن يعمل فقط لضمان استمرارية إسرائيل في التواجُد، حتى ولو أدى ذلِكَ إلى المساس بالقِيَم الأخلاقية الإنسانِية".

استمرارية الفِكر الصهيوني
عِندما يَتَحَدثُ يحزقل درور في كِتابِهِ عن مُميِزات شخصية القائدِ والتزامِهِ بالثلاثة عشر مِعياراً لا يتطَرَقُ إلى يسارية أو يمينية القائد أو الأحزاب المُشَكِلَةُ للحكومة وإنما يتحدثُ عن استمرارية الفِكر الصهيوني وإبقائِهِ حَياً للمُحافظة على أهم إنجازات الشعب اليهودي منذُ القرون الغابِرة وإبقائِهِ حياً كذلك. عِلماً بأنَّ يحزقل درور البروفسور للعلوم السياسية لم يَأتِ بفِكرِهِ وبنودهِ ومعاييرهِ من محض خيالِهِ إنما نتيجة البحث والتمحيصِ في نهج وسياسات قيادات وحكومات إسرائيل مُنذُ قِيامِها وحتى يومنا هذا فإنَّ معاييرَهُ تُعَدُّ تلخيصاً مُفَصَلاً لِسِياسةِ الفكر الصهيوني المُتَحَكِّمُ بنهجِ حكومات إسرائيل المُتعاقِبَةُ بِلا أدنى صِلة للأحزاب المُكَوِنَةُ لهذهِ الحكومات. نستنتِجُ من هذا أنَّ السِياسة الإسرائيليةً وتعامُلِها مع القضية الفلسطينيةُ لا تختلِفُ مع اختلاف الأحزاب والأشخاص المشكلين للحكومات وإنما العكس، أي أنَّ للمشروع الصهيونيُ سِياسةً واضِحةً ومشروعاً تكتيكِياً مُبرمجاً ومُبيتاً تمشي عليهِ الحكومات المُتعاقِبة مُؤديةً أدوارها في كُلِّ مرحلة.
إذا كان الأمرُ هكذا فإنهُ لَمِنَ الواضِحُ وَضوح الشمس أن قِيام أي دولة فلسطينية ولو على مساحة تُساوي 12% من أصل مساحة فلسطين يُشَكِلُ ضرراً وخيماً لاستمرارِيةُ المشروع الصهيوني في ضمان تحويل كل شبر مُتاح من أرض فلسطين إلى مُلكِية دولة إسرائيل "دولة الشعب اليهودي". من هُنا فإن المُماطلة في المُفاوضات والرفضُ والقبول ومن ثم الرفض ومن ثم القبول لهو تكتيك استراتيجي لإبقاءِ الوضع على ما هو عليهِ لكونِهِ الوضع الأمثل لاستمرارية تطبيق المشروع الصهيوني الإستعماري، ومن هذا المُنطلق فإنَّ الخطوة الجريئة المُتحدية التي أعلنتها السُلطة الفلسطينية عن ذهابِها في أيلول إلى الأمَمِ المُتحدة للمُطالبة بالإعتراف بدولة فلسطين، بل وتأييد دُول العالم بأغلبية ساحقة لهذهِ الخُطوة كانت كفيلة لإشعال الضوء الأحمر في المطبخ السياسي للحكومة الإسرائيلية ومُحاولتها بأي ثمن إيقاف هذه الخُطوة.

اتفاقيةُ أوسلو
ماذا يعني أن تتراجع إسرائيل عن وعودها التي على أساسِها أُبرِمَت اتفاقيةُ أوسلو؟ من المعلوم لدينا أنهُ بموجب اتفاقية أوسلو وُضِعَت خُطة لإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حُزيران عام 1967 مع إبقاء باب المُفاوضات مفتوحاً أمام الإتفاق على بعض النقاط الرئيسية والحساسة مُتسقبلاً كمُستقبل الشق الشرقي من مدينة القُدس مثلاً، وبذلك تم الإتفاق على إقامة سُلطة فلسطينية لمُدة زمنية قصيرة لكي تتم خلالها عملية الإنسحاب الإسرائيلي المُنظم إلى الحدود المُتفق عليها والبدء بتأسيس البُنية التحتية لقيام الدولة الفلسطينية. إذا كان هذا هو الإتفاق بَيِِّناً فما معنى أن تُغيرَ إسرائيل رأيها على هواها كيفما شاءت؟؟ إذا كُنا قد توصلنا إلى هذا الحد من المُفاوضات فلماذا تتمُ مُناقشة هذه البنود مُجدداً في كل مرة تتجدد فيها عملية المفاوضات؟؟ أولاً لأنهُ كما أسلفت، عملية المُفاوضات من طرف إسرائيل ما هي إلا مُماطلة على المدى البعيد لتحقيق أكبر مكاسب جُغرافية وإستراتيجية مُمكِنة وثانِياً وهُنا تقبعُ الإجابة الصريحة، لأن اتفاقية أوسلو ما هي إلا جُزءاً من المشروع الصهيوني الإستعماري المُتواصِلُ منذ مؤتمر بازل الأول عام 1897. ما الذي يدفعُ قيادة إسرائيل إلى الإعتراف بمُنظمة التحرير الفلسطينية التي نغصت عيش الإسرائيليين على امتداد أعوامٍ وأعوام؟؟ مُنذُ متى وقادة الصهيونية ينظرون إلى باقي الشعوب بأن لها حقوقاً كتلك التي مُنِحَت للشعب اليهودي؟؟ إذاً ما كانت غاية المشروع الصهيوني من وراء إبرام إتفاقية أوسلو؟

تجريد الفلسطينيين من انتمائهم
إن الدور الذي لعِبَتهُ مُنظمة التحرير الفلسطينية ونيلها الإعترافُ الدُولي بأنها المُمثل الأوحد للشعب الفلسطيني كان يُهدد المشروع الصهيوني، فالتكتيك الذي اتبعتهُ حكومات إسرائيل المُتتالية هو تجريد الفلسطينيين من انتمائهم إلى أي هوية أياً كانت وجعلهم "دواباً" بشرية تمشي وراء أكاذيبِ حكومات إسرائيل حتى يتم محيهم الثقافي والفكري والإنتمائي الكامِلِ وبالتالي مسح ما يُسمى الشعب الفلسطيني من الوجود. وجود مُنظمة التحرير الفلسطينية ونهجها المُناضل رفع من معنويات الشعب الفلسطيني المُشتت في أرجاء الدُنيا ومنحهم شعوراً بالعِزة والصُمود، لذلك كان على إسرائيل أن تُفكر دائِماً بطريقة مُثلى لتصفية المُنظمة. قامت إسرائيل بعدة أعمالٍ عسكرية استهدفت المُنظمة فوجدت أن لا جدوى من دفع جيشها النظامي لقتال شوارع ضد أشباحٍ تُوجع هيبة الجيش الإسرائيلي دون جدوى من تحقيق الهدف الرئيس (تصفية المُنظمة), ثُم حاول جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" أن ينال من عزيمة المُنظمة من خلال اغتيال مُفكريها وأُدبائها وقياداتها فلم تفلح كذلك بتصفية المُنظمة، ثُم جاء إعلان الإستقلال عام 1988 من الجزائر خبراً ثقيلاً على مسامِعِ قيادات إسرائيل وأنار ذات الضوء الأحمر الذي أنارهُ قرار الذهاب إلى الأُمم المُتحدة في يومنا هذا. وجدت إسرائيل نفسها أمام مأزق على درجة عالية من الخطورة فقررت أخيراً أن تُصفي المُنظمة معنوِياً على المدى البعيد فخُلِقَت فكرة اتفاقية أوسلو.

قيادات اليسار الإسرائيلي
كان وضع المُنظمة حرِجاً جداً بعد خروجها من جنوب لبنان، قياداتها تفرقوا في أرجاء المعمورة، وتونس التي احتضنت نواة المُنظمة وصفها الأول ما عادت تحتمِلُ أكثَرْ.. كان لا بُد من إيجاد حل. عملية انتقال المُنظمة من فِكرِ الكِفاح المُسلح إلى فكر الكِفاح السياسي كانت الحل الأمثل الذي طُرِحَ على طاولة المُظمة.. فإما أن تتفكك المُنظمة حالاً خصوصاً بعد نزع جُلَّ سِلاحِها الذي أبقتهُ وراءها في جنوب لبنان وإما أن تخوض تَجرُبةً السِياسة لكي تُحافظ على نفسها وعلى كونها مُمَثِلاً للشعب الفلسطيني الذي ضاعت حقوقهُ إذ كانت بأيدٍ عربية أُخرى!!! فجاءت إتفاقيةُ أوسلو. كانت تعلم إسرائيل أنَّ اعتراف المُنظمةِ (المُمثل للشعب الفلسطيني) بالكيان الإسرائيلي كدولة يُشكل انتصاراً مؤقتاً لإسرائيل بالإضافة إلى انخفاض شعبية المُنظمة في صفوف الشعب الفلسطيني في الشتات وفي الداخل الفلسطيني الجريح، كان تكتيك إسرائيل يرتكِزُ على أن يشعر فلسطينيو الداخل أن المنظمة تخلَّت عنهم نهائياً بعد أن لم تأتِ اتفاقيةُ أوسلو على ذكرهم بتاتاً، هكذا استطاعت إسرائيل أن تصنع صِراعا داخِلياً في صفوف الفلسطينيين الذين "خاب ظنهم" بالمُنظمة.. وهُنا كان أول الأمر.
كون إسحاق رابين وشمعون بيرس أبرز قيادات اليسار الإسرائيلي في ذلك الوقت خلق بلبلةً وأعطى معناً جديداً لليسار واليمين الإسرائيلي، وراح الناس يقيسون اليسارية واليمينية بحسب سياساتهم المؤيدة أو المُعارضة لعملية السلام مع الفلسطينيين، إلا أنَّ هذا التعريف الجديد ما هو إلا بلبلةً لعقل المُفكر العربي إذ أنهُ كما أسلفت لا تُقاس اليمينية من اليسارية في إسرائيل على هذا النحو. ثُم بدأ مشوار ما بعد أوسلو، مُنظمة التحرير أصبحت عنواناً ثانوياً بعد ابتداع إسم "السُلطة الوطنية"، قامت إسرائيل بتعويد العالم على إسم "السُلطة" ودورها حتى ساد الإعتقادُ حتى في صفوف قيادات المُنظمة أن الفلسطينيين باتوا يملكون دولة!!!! برلمان.. وزارات.. بعثات دبلوماسية.. مؤسسات... اختلط الأمر على الجميع وسكت صوت السلاح أمام صوت السُلطة والقيادة، وبدأت تتكاثرُ وتتكاثفُ الأخطاء.. فساد.. كساد ثقافي واجتماعي.. تم اغتيال الإقتصاد الفلسطيي على يد إسرائيل عن طريق إمساكها ثروات واستحقاقات السُلطة الوطنية، أُقيم الجدارُ وعلى أثرهِ اغتيلت القُدسُ اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً.. حتى بات الناس يعيشون يومهم دون الإلتفات إلى وضع القضية الفلسطينية.. شعبية المُنظمة في صفوف الفلسطينيين انحفضت إلى درجات سُفلية مُعتِمة... واغتيل أبا عمار.
ظنَّت إسرائيل أن باغتيالها رمز القضية ستطوي صفحة القضية إلى الأبد، فما كان ذلك. ثُمَّ ظنَّت أنَّ الخلاف الأسود بين المنظمة وحركات المقاومة الأُخرى سيُخمد إسم فلسطين فما كان ذلك.. ثُم جاءت المُفاوضات المُباشرة الأخيرة ليُعلن فيها بن يمين نتنياهو عن شروطهِ الأنانية الثلاثة عشية المُفاوضات في خِطابِهِ الشهير الذي ألقاهُ من قاعة بيغين-سادات في جامعو بار إيلان عام 2009: 1) الإعتراف بدولة إسرائيل دولة للشعب اليهودي, 2) دولة فلسطينية منزوعة السلاح, 3) القُدسُ تبقى مُوحدةً وتظل عاصمة أبدية لدولة الشعب اليهودي. وشروطاً أُخرى وأُخرى، عدى عن تكثيف الإستيطان في عُمقِ المساحة التي اعترفت بِها أوسلو كمساحة خالصة للدولة الفلسطينية. فجاء الردُّ المُشَرِفُ الأول لمُنظمة التحرير الفلسطينية منذُ اغتيالها في أوسلو، وأقول المُنظمة ولا أقول السُلطة الوطنية، قرارُ "أيلول الأبيض" الذي صفع المشروع الصهيوني صفعة أًسَدٍ جريح قام أخيراً من وعكتهِ التي طالت وطالت... وطالت.

سيناريوهات عِدة
استعداداً لتطبيق قرار المُنظمة بالذهاب إلى الأمم المتحدة في أيلول الذي بات وشيكاً والذي أجج من جديد وهج المنظمة في صدور الفلسطينيين في كُل أرجاء المعمورة، قامت إسرائيل بالاستعداد لسيناريوهات عِدة، ولأنها تَعرِفُ أن الولايات المُتحدة الأمريكية التي تقِفُ في صفِ إسرائيل ستمنعُ اعتراف مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية رغم تأييد أغلبية دول العالم الساحقة بواسطة الفيتو الذي بحوزتها.. فإن السيناريو المُرشحُ في المكان الأول هو أن تندلعُ انتفاضة ثالثة في صفوف الفلسطينيين في كُل شبر من أرض فلسطين. قامت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بتزويد كل المستوطنات في الضفة الغربية بالسلاح وتدريب المستوطنين على استعماله (أُطلِقَ على حملة الإستعدادات هذه رسمياً إسم: بذور الصيف)، قامت بتحديد خطوط حمراء حول المُستوطنات إذا قام الفلسطينيون باختراقِها سيتم إطلاق النيران الحية عليهم على يد المستوطنين، قامت إسرائيل بتحصين حدودها الشمالية بجدار إسمنتي على غرار الجدار الفاصل لتمنع أي سيناريوهات كالتي شهدتها حدودها الشمالية من اختراق المُهجَّرين الفلسطينيين في ذكرى يوم النكبة الأخير. نستطيعُ القول أن مُجرد إعلان نية الذهاب إلى الأمم المُتحدة جعل من إسرائيل ثكنة عسكرية ترتجِفُ خوفاً.. فماذا إذا تم الذهاب فِعلاً؟؟

العزة والكرامة وروح المقاومة
السيناريو المعروف لدينا كما أسلفت والذي بِتنا أكيدين منهُ أن أمريكا ستمنعُ موافقة مجلس الأمن على القرار، ولكن على الرغم من ذلك يكفي أن تُنفذُ المنظمة ما وعدت بهِ فلسطينيو العالم، يكفي شرف المحاولة، يكفي أن هذه الخطوة سترفعُ من جديد شعبية المُنظمة في قلوب الفلسطينيين إلى أبعد الحدود وستُعيدُ العزة والكرامة وروح المقاومة إلى وجدانهم. أما إذا تراجعت المُنظمة عن قرارِها ولم تذهب إلى الأُمم المُتحدة دون تأجيل الموعد المُحدد لذلك، فستكون انتفاضة في الشارع الفلسطيني ولكن على المُنظمة مما سيؤدي إلى تصفيتها على يد الشعب الذي ناضلت من أجلهِ أعواماً طويلة... والله أعلم إلى ماذا ستؤول الأوضاع، رٌبما ستدعي إسرائيل أن الإنفلات الأمني في الضفة والقطاع يُهدد أمنها فتقوم باجتياحها من جديد ونعود إلى حدود عام 1967 ولكن إلى حدود السادس من حُزيران بدلاً من حدود الرابع من حُزيران.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة