التعليم العربي يعاني الخصخصة والنقص في الموارد لكنه يعاني أيضًا تمييزًا قوميًا صارخًا

"العدالة الاجتماعية تتطلب وقف خصخصة التعليم والتعليم العالي، وضمان الحق في التعليم لكل طالب وطالبة على قدم المساواة دون تمييز، وتتطلب أيضًا وقف التعامل مع التعليم العربي كقضية أمنية، وبضمن ذلك وقف تدخّل جهاز الأمن العام (الشاباك) في التعيينات في جهاز التعليم العربي".هذا ما أكده الصحافي رجا زعاترة في افتتاح مؤتمر التعليم الذي عُقد مساء الاثنين (29 آب 2011) في خيمة مركز الكرمل في حيفا، ضمن نشاطات الاحتجاج في المدينة، بمشاركة أكثر من 500 من نساء ورجال التربية والتعليم والناشطين، غالبيتهم الساحقة من اليهود.



وبعد جلسة الافتتاح الذي شارك فيها أخصائيون من مجالات مختلفة، توزع المشاركون إلى عشرات الطاولات المستديرة التي ناقشت عدة محاور تربوية منها: المساواة في التعليم، أهداف التعليم، مستقبل التعليم الجماهيري، ودور التعليم في بلورة روح ووجهة المجتمع.وشارك زعاترة في طاولة مستديرة حول المساواة في التعليم، فقدم مداخلة حول قضايا التعليم العربي، مشيرًا إلى أنّ جهاز التعليم العربي، وإلى جانب القضايا اليومية والمدنية كالخصخصة والنقص في الموارد وما إلى ذلك من قضايا عامة يعاني منها التعليم العبري أيضًا، يعاني أيضًا تمييزًا قوميًا صارخًا، يتجسّد في عدم الاعتراف بخاصيته القومية والثقافية والتربوية، وعدم وجود مديرية للتعليم الرسمي العربي ضمن وزارة التربية والتعليم وسكرتارية تربوية للتعليم العربي، "فهل يعقل أن أتعلم عن تشرنيحوفسكي وراحيل وألا أتعلم عن محمود درويش وإميل حبيبي وتوفيق زيّاد؟!"، تساءل زعاترة.وتطرّق في مداخلته إلى مناهج التعليم في الوسط اليهودي، وإلى سياسة وزارة التربية والتعليم لتكثيف التربية العسكرانية والقومجية لدى الطلاب، مؤكدًا أنّ ثمة بدائل مهنية واضحة ومعروفة تعزز قيم الديمقراطية والعيش المشترك، ترفضها الوزارة، وعلى حركة الاحتجاج أن تضعها ضمن مطالبها.
كما تحدث زعاترة عن موضوع امتحان البسيخومتري المنحاز ليس فقط ضد العرب بل ضد كل المجموعات المستضعفة كالنساء والشرقيين وغيرهم، مشيرًا إلى أنّ طريقة التصنيف هذه متّبعة فقط في دولتين هما إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يجري إخضاع التعليم والتعليم العالي للسوق والرأسمال ومتطلباتهما.هذا، وشارك في نفس الطاولة البروفيسور يعقوب كتريئيل رئيس قسم الكيمياء في المؤسسة الأكاديمية – الناصرة فتحدث عن الصعوبات التي يواجهها الطلاب العرب في التعليم العالي، كما أشار إلى سياسة الدولة ورفضها المشاركة في تمويل المؤسسة في الناصرة شأنها شأن غيرها من مؤسسات التعليم العالي.