الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:02

ماضي الدروز في إسرائيل - سهيل فراج


نُشر: 15/01/08 10:34

ماضي الدروز في إسرائيل – نتألم أم نتعلم منه ؟

في أعقاب أحداث البقيعة 30/10/2007 أخذت تتعالى الأصوات المنددة بسياسة الإهمال والتمييز وقطع الوعود التي تنتهجها الحكومة تجاه الدروز ، وما يرافقها من شعور التذمر والظلم وعدم المساواة وهضم الحقوق ثم نقرأ عبر الصحف بأن الطائفة الدرزية تبدو اليوم وكأنها غير مرغوب بها .. وأنها غير جديرة بالاهتمام .. وتمر بفترة من الحرج والارتكاب (مالك بدر، كل العرب 30/11/2007) . وكذلك نقرأ بأن الدروز ليسوا فقط رمزًا لـ "البيتا والزعتر" وأن على أصحاب القرارات الاستجابة للأصوات المعبرة عن شعور التذمر والمرارة لدى أبناء الطائفة الدرزية (رفيق حلبي ، هآرتس 5/11/2007) ، ثم نقرأ الكثير من ردود الفعل على تصريحات حاخام مدينة صفد ضد الدروز .
إن هذا السيناريو من عام 2007 أعادني إلى سيناريوهات مشابهة من ماضي الدروز في إسرائيل فها هو بن غوريون بنفسه يورد في يومياته من تاريخ 25/8/1960 بأن الدروز يشعرون بالتمييز ضدهم ثم تكتب صحيفة معاريف 11/2/1964 بأن حكومة إسرائيل تفضل أبناء الأقليات الأخرى على الدروز في مؤسسات الدولة . ونفس الصحيفة تكتب 31/1/1965 على لسان شباب دروز  "نحن لا نريد أن يزورنا رجال الأحزاب إنما مرشدون لتطوير قرانا .. فنحن نخدم في الجيش مثل اليهود لكن حقوقنا مهضومة وتعود الصحيفة وتكتب في 14/11/1966 بأنه لا يوجد لحكومة إسرائيل سياسة واضحة تجاه الطائفة الدرزية وأن الأصوات الدرزية أخذت تتعالى ضد سياسة التمييز . أما صحيفة هآرتس من نفس التاريخ فتورد مقالا ً للصحفي إيلي إلعاد يصف فيه السياسة الإسرائيلية تجاه الدروز بأن سياسة "احترمه واحترسه !!" . أما الصحفي رؤوبين بن تصفي فيكتب في صحيفة معاريف 28/2/1971 واصفًا شعور التذمر الذي يسود أبناء الطائفة الدرزية حيث يذكر بأن هذه الأقلية لم تعد تلك الأقلية الشجاعة والمخلصة التي ربطت مصيرها بمصير اليهود ثم يضيف في عدد آخر من تاريخ 1/3/1971 وعلى لسان أحد الشباب الدروز بان العلاقات اليهودية – الدرزية ستكون نهايتها الانهيار !! ، وفي تاريخ 15/5/1972 تورد صحيفة هآرتس مقالا للصحفي يهودا أريئيل بعنوان "الدروز يمسكون بحصانين في الإسطبل" مبينًا فيه بأن ولاء الدروز لأسيادهم غير ثابت عبر التاريخ وهم معرضون للتغيير وفقـًا لمصالحهم ! . ولعل الكلمة التي ألقاها عضو الكنيست أمنون لين في جلسة الكنيست في أيار 1974 تعبر عن طبيعة العلاقات الدرزية اليهودية في تلك الفترة حيث انتقد في كلمته قيام جماعة من اليهود ، واصفًا إياهم بعدم المسؤولية والتعقل ، بإهانة مجموعة من الجنود الدروز والاعتداء عليهم ثم يضيف "ببساطة لا أستطيع أن أفهم كيف أنه بعد 26 عام لقيام الدولة التي فيها ضحى الدروز بحياتهم ، كيف يتجاهل اليهود ذلك ؟ ، وهل قمنا بما فيه الكفاية لتوعية الجماهير بصدد تحالف الدم وشركة المصير بين اليهود والدروز" .
وعلى ضوء الغليان ومظاهر التذمر لدى أبناء الطائفة الدرزية في بداية السبعينات قررّت حكومة إسرائيل عام 1974 تشكيل لجنة لتقصي مشاكل الطائفة الدرزية وقد توصلت لجنة بن دور إلى الحقيقة بأن أحد العوائق التي تقف أمام تطور علاقات أفضل بين الدروز وبين اليهود ومؤسسات الدولة هو انعدام التعرف الكافي على الدروز وتفهمهم من حيث تضحيتهم في مجال أمن الدولة وأن بعض المظاهر الخطيرة والمؤسفة التي أساءت للعلاقات بين اليهود والدروز كحوادث كريات شمونه ومعلوت قد حدثت بسبب عدم وجود التفهم المشار إليه أعلاه . أما تقرير لجنة شخطرمان البرلمانية عام 1975 فأشار إلى خيبة الأمل المقلقة لدى أبناء الطائفة الدرزية من تعامل الحكومة مع الدروز في إسرائيل الأمر الذي يستدعي توجه جديد في السياسة الإسرائيلية تجاه الدروز .
على الرغم من تقارير هذه اللجان تكتب صحيفة يديعوت أحرونوت 18/11/1977 بأن الشباب الدروز يتجندون في جيش الدفاع الإسرائيلي لكنهم لا يتلقون تلك المساعدات التي يتلقاها أبناء الأقليات الأخرى وفي تاريخ 21/4/1987 تورد صحيفة دافار خبرًا مفاده أن المرحوم الشيخ أمين طريف يطالب الحكومة بتشكيل لجنة لفحص مكانة الدروز في إسرائيل والحقوق التي يحصلون عليها مقارنة مع الواجبات التي يقدموها وفي تاريخ 19/5/1987 تورد نفس الصحيفة تصريحًا للمرحوم الشيخ أمين يحذر فيه من تدهور العلاقات بين الدروز والدولة واصفًا الدروز بأنهم على مفترق طرق !! .
وفي أعقاب أحداث بيت جن "الزابود" تنشر صحيفة دافار 13/5/1987 خبرًا عن قيام مجموعة من شباب في قرية بيت جن بالتعدي على صحفيين يعملون لنفس الصحيفة ثم تعود الصحيفة وتكتب في تاريخ 8/6/1987 وعلى لسان مرشد يهودي من مدرسة الحقل ميرون "ان خطر تجولنا ، نحن وموظفي المحميات الطبيعية في قرية بيت جن هو أكثر من خطر تجولنا في السامرة وقطاع غزه" . وعلى لسان أحد المواطنين الدروز تكتب صحيفة هآرتس 16/8/1989 بأن الغليان الذي يشهده المجتمع الدرزي في البلاد سيدفعه حتمًا إلى الانفجار . وفي تاريخ 12/11/1990 يصرّح عضو الكنيست رعنان كوهين من على منبر الكنيست بأن كل حكومات إسرائيل قد أخطأت في تعاملها مع الدروز مما سيؤدي إلى تدهور العلاقات الدرزية اليهودية أما عضو الكنيست دان تيخون فيصرح في جلسة الكنيست نفسها قائلا ً "في سنوات السبعين الأولى بحثت الكنيست في قضية مساواة الدروز وكذلك في سنوات الثمانين .. ونحن لا نفعل شيئًا .. سيأتي يومٌ وفيه لن يسكت لنا الدروز .. وسننعتهم بالخونة وأعداء الدولة .. بأيدينا سنصنع هذه الحقائق" .
 وأخيرًا وعلى ضوء هذا العرض التاريخي الموجز لا بد أن أتساءل "هل أحداث البقيعة هي هفوة أم انعطاف"  أم استمرارية ؟ وهل من ماضي الدروز في إسرائيل نتألم أم نتعلم ؟؟ .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.97
EUR
4.65
GBP
257619.08
BTC
0.51
CNY