الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

سلوان موسى حصادية: ميدان التحرير درس للإسرائيليين!

كل العرب
نُشر: 16/08/11 12:09,  حُتلن: 13:56

سلوان موسى حصادية:

تصرف الشرطة مع المتظاهرين كما في الدول العربية تماما.. ضرب وتسكيت وتخويف وحتى زج المتظاهرين في السجون

اختلاف التوجه الصحفي في تغطية الثورات العربية و"الثورة" الإسرائيلية يؤكد على أن حتى الصحافة في هذه الدولة غير نزيهة

تقوم حوالي 200 عائلة رأس مالية يهودية بالسيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي! وهذه العائلات غالبا ما تتفق في ما بينها على أن لا تضر إحداها بمصالح الأخرى

التوجه الذي تتبعه العائلات الرأس مالية يمنع المنافسة بين شركات الإنتاج مما يضر كثيرا في مصلحة المستهلك ويؤدي إلى غلاء المعيشة ومعاناة المستهلك

عجيب أمر الإسرائيليين! فهم منهمكون بالتصريحات غير المفيدة والغريبة تارة(رئيس الحكومة) وظلم الفلسطينيين وتشريدهم تارة أخرى ! إنهم لشعب رسخت الحرب في كل ميادين حياتهم حتى في نفوسهم. ما يثير العجب أيضا أنهم غالبا ما يدعون الديمقراطية "متمننين" على عرب الداخل بالحقوق التي "يعطونهم" إياها, مذكرين إياهم بأن في حكم مبارك(سابقا) والأسد وأمثالهم لم يكن عرب الداخل "ليحلموا" بمثل هذه الحقوق! لكن المفارقة الكبرى هي أن نظام الحكم عندهم لا يختلف بتاتا عن مبارك وأصحابه!

السيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي
تقوم حوالي 200 عائلة رأس مالية يهودية بالسيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي! هذه العائلات غالبا ما تتفق في ما بينها على أن لا تضر إحداها بمصالح الأخرى حتى ولو كان ذلك على حساب المستهلك (الشعب)! فمثلا إذا امتلكت عائلتان مختلفتان مصنعين مختلفين ينتج كل منهما منتجاً مشابها وله نفس الاستعمال والوظيفة وموجه إلى نفس جمهور الهدف, تتفق العائلتان على أن يباع المنتجان بنفس السعر أو أن لا يقل سعر المنتج عن حد أدنى تحددانه العائلتان! هذا المثل يصور فعلا الواقع الاقتصادي في إسرائيل! فالتوجه الذي تتبعه العائلات الرأس مالية يمنع المنافسة بين شركات الإنتاج مما يضر كثيرا في مصلحة المستهلك ويؤدي إلى غلاء المعيشة ومعاناة المستهلك. وبذلك تعتبر إسرائيل دولة رأس مالية بعينها، الأمر الذي يتنافى مع الديمقراطية. فالشعب الإسرائيلي يدفع أموالا تتعدى مقدرته للشركات الرأس مالية المتعددة في" الدولة الديمقراطية" ! الوضع الاقتصادي الإسرائيلي المتدهور في الآونة الأخيرة اجتاح الدولة بأكملها فهنالك غلاء على جميع الأصعدة المعيشية في إسرائيل: الغذاء، الوقود، السكن، الاتصالات ، الصحة وحتى المياه!

رفع المعاشات
 لم يعد الشعب الإسرائيلي يطيق هذا الوضع الاقتصادي لذا فكانت له ردة فعل: مظاهرات! لقد قامت في الآونة الأخيرة العديد من المظاهرات التي شملت العديد من مجالات العمل. إذ ناشدت هذه المظاهرات برفع المعاشات التي باتت لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية للموظفالعامل (يذكرني بمصر)! آخر هذه المظاهرات وأشدها وطئة هي مظاهرة الأطباء ومظاهرة الطبقة الوسطى في إسرائيل على غلاء أسعار الوحدات السكنية. كان في مظاهرة الوحدات السكنية التي تعدى عدد مشاركيها ال300 ألف مشارك محاولة تقليد للثورة المصرية في ميدان التحرير من قبل المتظاهرين الإسرائيليين! إذ قاموا بنصب الخيام في المراكز والساحات العامة في مدن مركزية مثل تل أبيب والقدس! هذا وردد المتظاهرون عبارات مثل " الشعب يطالب بعدالة اجتماعية".. ليس ذلك فحسب بل تجد بعضهم يتزوج في أماكن المظاهرات كما حدث في ميدان التحرير!

الشعب يطالب بعدالة اجتماعية
بالنسبة لتصرف الشرطة في المظاهرات فقد كان تصرفها مع المتظاهرين كما في الدول العربية تماما..ضرب وتسكيت وتخويف وحتى زج المتظاهرين في السجون! أما بالنسبة للمشاركة الصحفية في هذه المظاهرات فنجد الصحافة "تتجند" لكي تعبر عن الإعلام الحر والمدافع عن الديمقراطية والمنحاز للمتظاهرين ضد الحكومة الظالمة. ولكي تثير الصحافة مشاعر وحفيظة الجمهور قامت بتحويل ساحات المظاهرات لقصص شخصية. فقد نقلت الصحافة أحداثا شخصية من موقع المظاهرات فترى طفلا لا يتجاوز الستة اشهر متضامنا مع أهله في مواقع المظاهرات. وذلك مع العلم أن القصص الشخصية تثير تعاطف جمهور القراء أو المشاهدين اكثر من اي توجه صحفي آخر! لكن الغريب أن الصحافة نفسها والتي غطت أحداث الثورات العربية عارضت آن ذاك كل المفاهيم الديمقراطية والاجتماعية وانحازت للحكام بشكل غير مهني. إذ قام إيهود يعاري المحلل السياسي للشؤون العربية لنشرة الأخبار الرئيسية للقناة الثانية بالتهكم من المتظاهرين وبدعم عدم سقوط مبارك "صديق إسرائيل الطيب" على حد ذكره! هذا الصحفي الذي كان من المفروض أن يدعم حرب المتظاهرين للحرية و الديمقراطية بحكم وظيفته كصحفي وإنسان! نراهُ قد تنكّرَ لها. وما نستطيع استخلاصه من طريقة تغطية الصحافة الإسرائيلية هي أن هذه الصحافة تقوم على الاهتمام بمصالحها فقط! ففي الصحافة المكتوبة مثلا نجد أن صحيفة إسرائيل اليوم وهي أكثر الصحف العبرية انتشارا في إسرائيل تدعم الحكومة بينما يديعوت وماعاريف تنتقدان الحكومة بشكل لاذع وقاسي ويعود السبب في ذلك على حربهم مع صحيفة إسرائيل اليوم على الانتشار وعلى سوق الإعلانات (اسرائيل اليوم تخدم رئيس الحكومة سياسيا بشكل مطلق وتضر بالمصالح الاقتصادية ليديعوت ومعاريف لانها اكثر انتشارا). لكن "والحمد لله" تجتمع الثلاثة صحف(صحافة متلونة) لإحباط العرب وإظهارهم بأبشع صورة حتى في اطهر وأجمل مواقف لهم: الثورات.

ميدان التحرير
المظاهرات في إسرائيل وتقليد المتظاهرين لما حدث في ميدان التحرير أتت لتؤكد على انهيار النظام الاقتصادي الرأس مالي الإسرائيلي. عدا عن ذلك فان اختلاف التوجه الصحفي في تغطية الثورات العربية و"الثورة" الإسرائيلية يؤكد على أن الصحافة في هذه الدولة غير نزيهة.
مع كل ذلك الفشل الذي اجتاح كل "زنقة" اجتماعية واقتصادية في دولة إسرائيل، يبقى أمرا وحيدا بارزا تنجح إسرائيل فيه بشكل كامل وهو ظلم الفلسطينيين وشن الحروب عليهم! فالغارات ما زالت تطلق على غزة بدون ذريعة. هذا الشغف للحرب موجود في الحياة اليومية وفي الجو العام الإسرائيلي.ففي مقابلة أجراها الإعلامي الإسرائيلي رازي بركائي في إذاعة الجيش الإسرائيلي مع امرأة يهودية قُتل زوجها على يد شباب عرب علقت وأكدت:" نحن نريد أن يكون لنا قادة تحافظ على حقوقنا وتحمي أولادنا وتقودهم بثقة وحماية في حربهم القادمة"! الحديث يدور حول امرأة فقدت زوجها للتو وبشكل تراجيدي فبدلا من اللجوء لحلول أفضل ها هي تتمنى وتتنبأ حربا قادمة وليس سلاما!!  هذه السيدة كما إسرائيل لا تتغير ...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة