وهبة:
لا يعقل ان يكون المواطنين المخلصين لدولة اسرائيل هم اكثر المظلومين

في الكثير من القرى الدرزية تنعدم الخرائط الهيكلية المحتلنة والمصادق عليها والتي تفي بإحتياجات توسيع القرى

المواطنين يضطرون الى البناء دون تراخيص ويعاقبون بغرامات ثقيلة مرات عدة والحكومة "صماء"

إن إستمريتم في التجاهل فلا تستغربوا من تصرفات الشباب وأبناء الطائفة الدرزية لانه بلغ السيل الزبى ولن نحتمل هذا الوضع أكثر

إستمع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو واعضاء الكنيست اليوم الخميس الى شرح مفصل عن معاناة الدروز في اسرائيل وذلك من خلال الكلمة التي القاها ممثل الدروز في الكنيست نائب رئيس الكنيست مجلي وهبة على منبر الكنيست والذي فضل التطرق في كلمته الى اهم القضايا التي تشغل باله ويعمل من اجلها في مسبرته البرلمانية.

فالنائب وهبة فضل عدم التطرق الى الوضع السياسي والدولي لحكومة اسرائيل الحالية وانما فضل طرح مشاكل الدروز في الوقت الذي حدد له في الجلسة الخاصة للكنيست والتي شارك فيها رئيس الحكومة فقال له: "الدروز على فوهة بركان واليوم وضعهم اصعب من الامس ولكنه اسهل من الغد، ان استمريتم في التجاهل فلا تستغربوا من تصرفات الشباب وابناء الطائفة الدرزية لانه بلغ السيل الزبى ولن نحتمل هذا الوضع اكثر ...كفى.. كفى ".

الوصول الى حافة الهاوية
وما جاء في كلمة نائب رئيس الكنيست مجلي وهبة والتي استمع اليها رئيس الحكومة واعضاء الكنيست بشغف نذكر ما يلي: " في البداية، اريد ان اتطرق، بحضور رئيس الحكومة وكنيست اسرائيل، الى قضية تضايقني جدا وتثير فضولي كمواطن وممثل جمهور، اعتقد اننا وصلنا الى حافة الهاوية، حيث بلغ السيل الزبى والوضع في الوسط الدرزي والشركسي خانق ولا يطاق، فانا ابن هذه العشيرة المعروفيه، واعرف جيدا المشاعر التي تسيطر على ابناء جلدتي.

صرخة الدرزي!
في غضون العامين والنصف الاخيرين تنقلت بين جميع لجان الكنيست، خاصة في لجنة المالية، واصرخ "صرخة الدرزي" امام مكاتب الحكومة، امام الرئيس وامام كل من بمقدوره الاستماع الى مشاعر انعدام المساواة، انعدام العدل وانعدام الامل. على ما يبدو سيدي رئيس الحكومة اننا مغيبين عن سلم الافضليات الوطني لحكومتك ولسنا على سلم الافضليات الذي فرضته وثيقة استقلال الدولة وقوانين دولة اسرائيل.نحن نعيش في حلقة مفرغة ابدية من انعدام المساواة وانعدام العدل في نظام ديمقراطي اسرائيلي نفتخر ونعتز به.

الواجبات المدنية
على ما يبدو ان الدروز والشركس في دولة اسرائيل متساوين في الواجبات المدنية، ولكن حقوقهم اقل من "كاس كوتج". هل نبالغ اذا طلبنا ان نعيش كما يعيش باقي المواطنين، مع كهرباء في البيوت، بنى تحتية في القرى وخرائط هيكلية منظمة؟ وهنا المكان لاوضح المشاكل القاتلة التي نعاني منها – ولكن للاسف الشديد مطالبنا لا تقع على اذان صاغية وانما على وزراء "صامتين".

تمرد الشباب والطائفة الدرزية
لا من مصغ ولا من معيل. فالوضع وصل الى درجة الغليان . لا يعقل ان يكون المواطنين المخلصين لدولة اسرائيل هم اكثر المظلومين.واضاف وهبة في كلمته المؤثرة والتي وصفت حال الدروز اليوم بقوله:كواحد من الذين حاربوا في حروبات اسرائيل في البلاد وخارجها، وكواحد من الذين ضحوا، وسيبقى كذلك، على كيان هذه الدولة، يؤلمني جدا وبشكل شخصي ان اقول هذه الكلمات. رئيس الكنيست يعلم علم اليقين ببعض الارساليات الدولية التي اقوم بها ونضالي من اجل الدولة في ارجاء العالم.كل ذلك اقوم به باخلاص وامانة كاملة وبنجاح تام.عندما اعود الى بيتي الى دولتي وارى المشاكل الخانقة لدى الدروز والشركس اتسائل:هل هذا هو المقابل لاخلاصنا؟، حتى لو كنت المتحدث الوحيد في الهيئة فان لساني سيعجز عن وصف الاوضاع التي آلت اليها الطائفة الدرزية في اسرائيل. وعلى الرغم من ذلك ساحاول، وخلال الوقت الذي حدد لي، ان اقف على اهم الامور المتعلقة بتمرد الشباب والطائفة الدرزية.

الخارطة الهيكلية
اولى المشاكل التي تطرق اليها النائب وهبة كانت ازمة الخارطة الهيكلية حيث قال:" في الكثير من القرى الدرزية تنعدم الخرائط الهيكلية المحتلنة والمصادق عليها والتي تفي باحتياجات توسيع القرى.مئات البيوت غير المرخصة والتي تبنى سنويا ليس لان المواطنين لا ينفذون المطلوب منهم وانما لان لجان التنظيم والبناء يجمدون الخرائط، على الرغم من الجهد الكبير الذي تقوم به سلطاتنا المحلية.

التجاهل اليومي لمعاناة المواطنين
المواطنين يضطرون الى البناء دون تراخيص ويعاقبون بغرامات ثقيلة مرات عدة والحكومة "صماء"، في عشرات الجلسات التي بادرت اليها لتنظيم قضية الخرائط المفصلة في لجان الكنيست المتنوعة، كان الموظفين يختفون.ولا يكلفون انفسهم عناء المشاركة في الجلسات واذا اشتركوا فكانوا يلقون اللوم الواحد منهم على الاخر وسط التجاهل اليومي لمعاناة المواطنين، فقط في بيت جن وعسفيا ودالية الكرمل هنالك اكثر من الفين من المباني والتي لا تعالج من قبل لجان التنظيم. حتى المحاكم تعترف ان المواطنين على حق وبسبب قلة الوقت لن اقرء على مسامعكم اقوال القضاة في بعض قرارات المحاكم. الحكومة ملزمة بايجاد الحلول ليس اليوم وانما منذ الامس. اما القضية الثانية التي تطرق اليها النائب مجلي وهبة فكانت ازمة الكهرباء حيث قال:هل تعلم سيدي رئيس الحكومة ان في دالية الكرمل وعسفيا هنالك ما يقارب 800 بيت بدون كهرباء ؟ ايضا في هذه القضية بادرت الى عدة جلسات في لجان المالية ولجنة شؤون مراقبة الدولة.

لجان التنظيم والبناء لتطوير
ولكن ما اشد استغرابي حين لم يحرك احد ساكنا. عائلة باكملها سحقت وضحت بحياتها جراء ذلك. وايضا عندما اقترحت اجراء تعديل على قانون لجان التنظيم والبناء لتطوير ،مؤقت، لمراحل التنظيم القروي فقد تم تحويل الاقتراح الى اقتراح لجدول اعمال الكنيست، عقدنا جلسة في اللجنة وكذلك هنا في الكنيست- الحكومة ما زالت تحافظ على صمتها "المخجل". لكل الحاضرين هنا يوجد كهرباء في بيوتهم، تخيلوا الحياة كما في العالم الثالث حين يضطر الناس الى ايصال بيوتهم بالكهرباء عن طريق مولد الكهرباء(الجنراتور).
 
توزيع قسائم البناء للجنود
الا يملكون دولة تمنحهم الحقوق الاساسية لربط بيوتهم بالكهرباء؟قضية توزيع قسائم البناء للجنود الدروز المسرحين كانت من ثالث الامور التي تطرق اليها وهبه بقوله:معلوم لديكم انه وفي بعض القرى الدرزية لم يطبق قانون التسويق وتوزيع القسائم على الجنود المسرحين. في قرية بيت جن حيث انا اسكن ومنذ عشر سنوات لم توزع قسائم بناء عدا عن جندي يعاني من شلل في القسم السفلي من جسمه والذي اصيب في عملية الرصاص المصبوب. اين تتوقع الحكومة ان يسكن الاف الجنود المسرحين؟ وسط انعدام قسائم البناء والخرائط المفصلة، لا يوجد امامهم سوى حل العيش في "الهواء" . حتى ان الحكومة ما زالت تعرقل توزيع القسائم بمقدار 780 قسيمة بناء لان 40 مليون شيكل والتي خصصت لهذا الشان لم يروا النور بعد بسبب مماطلة وزارة المالية.عندما عرض وزير الاسكان، مؤخرا، على منبر الكنيست برنامجه "المبجل" لشراء الدور في القرى تم تغييب القرى الدرزية من القائمة.

إعطاء الحلول الفورية
وانهى وهبه حديثه بالقول: " هذا غيض من فيض. وانا لن اتطرق الى مشكلة المجاري المنسكب والمناطق الصناعية المشلولة والتي تزيد من البطالة والبنى التحتية المتدهورة، اريد ان افترض انك تتلقى التقارير من الوزراء ولكنني اريد ان اقول لك اننا على فوهة بركان سينفجر قريبا. الطائفة الدرزية لن تستحمل اكثر التعامل المهين معها.الحكومة التي من الواجب عليها تفضيل ابناء الطائفة الدرزية والشركسية تقذف من قبلكم الى اخر قائمة سلم الافضليات، اقترح تحديد جلسة للحكومة لتعالج قضية تطبيق القرارات الحكومية على ارض الواقع وتناقش ازمة الوسطين الدرزي والشركسي وفي اسرع وقت ممكن تنفيذ وتطبيق الحلول اللازمة .واعطاء وزرائك التعليمات اللازمة للعمل وتصحيح الخلل دون تاجيل اخر واعطاء الحلول الفورية للقضايا الملتهبة التي طرحتها على مسامعك، ابقاء الوضع كما هو اليوم دون حلول شافية سيؤدي الى انشاء لجان تحقيق برلمانية واعلمك انني لن اسمح بوجود وضع من عدم المساواة في دولتي. انت تقود الحكومة ومن اهم وظائفك الاستماع والتعقيب واعطاء الحلول الشافية لما عرضته من مشاكل. مشاكلنا تتازم اكثر واكثر مع مرور الوقت، الوضع اليوم اصعب من الامس ولكنه اسهل من الغد".