الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 12:02

رثاء من الاستاذ عارف ابو قويدر: وداعاً يا أستاذ محمد أبو عجاج (ابو وديع)

كل العرب
نُشر: 23/06/11 22:44,  حُتلن: 07:46

فجع الوسط العربي في الجنوب بحر هذا الاسبوع بخبر رحيل أستاذي المرحوم محمد أبو عجاج (أبو وديع) اسكنه الله تعالى فسيح جناته، فكانت الفاجعة مؤلمة جدا لكل من عرف هذا الأستاذ العظيم . لم أصدق الخبر الذي سمعته من احد الأصدقاء، فأخذت اتصل إلى معارفه للتأكد من صحة هذا الخبر المفجع، كان حزني على هذا الأستاذ الماجد كبيراً لقد عرفته منذ اللحظة الأولى في كلية "كي" وذلك لبصمته المعروفة وإبداعه الراقي في العزف على العود لأنه فعلاً كان ملكاً للعود.

لا أملك أي فكرة كابن من الجيل الصاعد ما المعنى الحقيقي لسنوات الستينات والسبعينات؟ وعلى حد معرفتي كان عدد المعلمين من أبناء النقب لا يتجاوز تعداد أصابع اليد. وعلى الأغلب كانت ظروف عملهم صعبة ويتقاضون اجر بخس بل بالكاد يكفي لأن يكون سادا لرمق الجوع ولكن الإرادة والمحبة بالجيل القادم جعلت التضحية في سلم أولياتهم وها هي رسالتكم أستاذي وصلتنا بكل فخر واعتزاز .
كم هي وجيزة هذه الأيام... كم هي وجيزة هذه الشهور يا أستاذي العزيز .... كأنما هو البارحة القريب المتخفية خلف السنين. كم سريعا هاجمك الموت الفجائي، كم سريعا رحلتَ عن دنيانا؟!!

لقد كان حلمك وتطلعك كبيرا ولكنه كان في رأيك بسيطا وقريب التحقيق بفضل طاقتك الكامنة هكذا آمنتَ وصرّحتَ ودعَوْتَ الشبابَ إلى الطموح والشموخ نحو فضاء لا يعرف القيود ولا الحدود، وها نحن نرى أن جهودك قل نظيرها في كل ما يخص الابتكار والإبداع في مجالك والذي – للأسف الشديد - لا نر الكثير من أبناء النقب يتجهون لإدخال روح جديد من الفن والمسرح والعلم والأبتكار فنقبنا بأمس الحاجة لأمثالك أيها الغالي.
كم كنت متواضعاً، لا تمر الا والبسمة على شفتيك وتمر علينا بالسلام... لم أنسى لك روح القابلية للغير، اذكر انني اتصلت بك لمقابلة صحفية فرفضت ان تتحدث معي إلا ان أكون ضيفا عندك لأنك صاحب الأصالة والكرم.... كم كنت محترماً على الرغم انك وصلت لدرجاتٍ لا تعد ولا تحصى... دائما كنت "المايسترو" ليس في الموسيقى بل في الإرشاد نحو جودة الرقي والإبداع الإلقائي....
لمن لم يعرف "أبو وديع" عن قرب، أقول له أثناء عملي الصحافي في صحيفة "العربية" وموقع "بكرا" – بعد ان تتلمذت على يديه في الكلية الأكاديمية كي الموقرة- تعرفت على هذا الأستاذ من خلال تغطية انجازاته المشرفة وجوائزه القيمة في كل حدب وصوب فهذا يعني أنه صاحب عطاء غير مجذوذ أو محدود. فوداعاً يا أستاذنا الماجد.. وداعاً أيها النجم الذي أضاء سماء الجنوب بنشيده التربوي.... وداعاً أيها المجدد الذي لم يخشى أن يذهب إلى الإبداع الموسيقي دون هوادة... وداعاً ....

لن ننساك يا أبا وديع وسيبقى شخصك خالداً في نفوسنا وتراثك حيا في قلوبنا، وسوف نحافظ عليه، إن ما نراه ألان من تطور للنشيد والموسيقى كان بفضل مسعاك الطيب الذي أوجد نوعا آخر من التربية، فالأنشودة مثلها مثل الرياضة كانت معدة من اجل التقارب والأخوة بين أبناء البشر. وأخيرا أخي الحبيب أبليت بلاءً حسنا منقطع النظير.

نعم حقا هذا أنتَ ؟!
إنّها الحياة يا ابا وديع..
إنّها الحياة يا عزيزي
إنّها الحياة..
فالوداع .. وليرحمك الربّ ولا نسأله إلا أن يسكنك فسيح جناته مع النبي المختار وبالقرب من ألأخيار وأن يرزقك النظر لوجهه وهو العزيز الجبار.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة