الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

جريس بولس: طعم المحبة والإخلاص والوفاء

كل العرب
نُشر: 18/06/11 12:31,  حُتلن: 12:34

جريس بولس:

نم قريرَ العينِ في حضن الآب فها هم رفاقُكَ يحوطونُ بك، يكملونَ المشوارَ الذي بدات، يتمونَ البناءَ الذي اسست طوبَةً طوبةً وحجراً حجراً

في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل المربي الاستاذ فريد رجا سعيد، سكرتير فرع التجمع الوطني الديموقراطي في كفرياسيف سابقاً.

أيُّها القارىء الكريم. كتَبْتُ ولمَّا إتَّصَلَ بي خبرُ المصيبة لم امْلِك من قلبي إلا ما شَغَلْتُهُ بها، ولا من عيني إلا ما بكيتُ به لها، ونَزَلَ بي ما يَنْزِلُ بمن قارعَهُ الزَّمانُ عن واحدِهِ، ونازعَهُ الموتُ في بعض نفسِهِ، وزَلَّ عن يدهِ الذُّخْرُ الذي ادَّخَرَهُ لصروفِ الزَّمانِ، وسلب السيفََ الذي لم يَزَلْ يُعِدُّهُ للقاء الأقران، ثُمَّ تَنَجَّزْتُ موعودَ الله تعالى بالصبر والعزاء،ولقد كانت المصيبة بابي يزيد جراحةً لا دواءَ لها إلا الصبْرُ، وخسراناً لا جَبْرَ لَهُ إلا الاجْرُ، فها انا – ايَّدَ الله تعالى ابا يزيد، جريحُ يدِ الدهر، ولا طبيبَ لِمَنْ جرحَهُ، وسليبُ يد الموت ولا ضامِنَ لمن اجترحََهُ، وقد دَفَنْتُ يدي بيدي، وبكيتُ على عيني بعيني، وافردْتُُّ في نفسي عن نفسي، والرزيّةُ بموتِ ابي يزيد رزايا، كما ان العطيه كانت ببقائِهِ عطايا. ولكن لا كثير من المصائب مع الايمان بالله تعالى، رحم الله ابا يزيد الجامع لمحاسِنِ الاداب الشيخ حلما وان كان غضّ الشباب، فلقد احتضِرَ وهو فتيُّ السنِّ، واهتصر وهو رطب الغصن، وكسوفُ البدر عند تمامِهِ اوقَعُ، وكسْرُ العودِ عند اعتداله أوْجَعُ":

إنَّ الفجيعَةَ بالرّياض نواضراً
لأشَدَّ منها بالرّياضِ ذوابلا

أبا يزيد: ايها الاخُ والصديق يا رفيقَ الدرب ايها القريب البعيد.
رغم انك اخترت الباقية لك مسكِناً وموطناً الا أنَّكَ ما زلت تعيش في قلوبنا وعقولنا.
رَحَلْتَ عنا بجسدك وها انتَ تقيمُ معنا بروحِك.

نم قريرَ العينِ في حضن الآب فها هم رفاقُكَ يحوطونُ بك، يكملونَ المشوارَ الذي بدات، يتمونَ البناءَ الذي اسست طوبَةً طوبةً وحجراً حجراً بسواعدهم السَّمراء، يتصبَّبُ العرقُ من جبهاتِهِم وتروي حبَّاتُهُ المتساقطه ارضَ الوطن المقدَّسَة ذرَّةً ذرَّةً وسرعانَ ما تَمْتَصُّه الذرَّات وتتذوقُ فيه طعم المحبَّة والاخلاص والوفاء والفداء لهذه الارض ارض الآباء والاجداد.

هؤلاء الرفاقُ الذين اقسموا اليمين صغيرُهم قبل كبيرِهم بان يجعلوا من فرع حزبنا في كفرياسيف منارة يهتدى بها وبرقاً خَفَّاقاً يرفرفُ في سماء هذا الوطن عاقدين العزم على الصمود والتحدِّي مضيفينَ الى سجلِّ الوطن صفحات مشرقة ومشرِّفة من النضالِ والكفاحِ، متسلحينَ بالكرامَةِ والشَّهامَةِ والعروبة، متمنطقينَ بالوطنية الخالصة، متسربلينَ ثوب التجمع المزدان بمبادئِهِ السامية التي لا نَحيد عنها والذي حاكته ايادٍ بيضاءَ وقلوبٌ نقيَّة ونفوسٌ مؤمنة.

نم قرير العينِ فالبنيانُ أصبح شاهقاً والصرحُ بات شامخاً.
اننا على دربِكَ لسائرون
بخطوات ثابتة تهزّ الارضَ
وزئيرُ اشبالنا الذين رعيتهم فتركتهم يملأُ الغاب فترتابُ منه الكائناتُ.
ها هي اللحمةُ تزداد بيننا
وها هي اليقظه التي اردت تريبُ خِصمنا.
ونحن هنا نمنحُك وسامَ الشَّرفِ، نقلدك ميدالية ذهبية. كتبَ عليها:
"مات فريدُ التجمع
حبيب الوطن وعزيز البلد
والله اعطى والله أخَذ"

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخل ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة