الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 21:02

سوسن زهدي شاهين: هل نحن متأثرون أم مؤثرون؟

كل العرب
نُشر: 08/06/11 09:32,  حُتلن: 14:03

سوسن زهدي شاهين في مقالها:

نحن الشباب من يرسم السيناريو العربي وخريطته الآن ، لا أصحاب القرار من العرب

آفاق ربيع الشباب العربي أزهر في اولى ثوراته ليكسر حاجز الصمت والخوف الذي غلفهم من قبل أنظمتهم الجائرة

كم كان جميل عندما شاهدنا الفلسطينين يأتون الى الحدود يطالبون بالعودة والدخول الى فلسطين في تحول استراتيجي ونوعي لم يتم التوقع له؟

شهدنا الكثير من الأفلام السينمائية التي تحدثت عن النصر الأفتراضي للجيوش العربية في تحرير فلسطين ، ولكن أين من هذه الافلام لم يحصد أي جائزة تذكر لا لشيء

الشباب العربي الذي كسر حاجز الخوف والإنغلاق رفع راية الوحدة والأمل لشباب الفلسطيني لتتشابك الأيدي ولا نجد أي فرق بين عربي وفلسطيني فكنا كلنا على الحدود طلاب حق وعودة

ما بين النكبة والنكسة انتصار يزدهر ففي الخامس عشر من آيار عام 2011 عاش الشعب الفلسطيني ذكرى مرور 63 عاما على النكبة الفلسطينية المليئة بالالم والحزن وتجرع منها كأس الويلات المتلاحقة على مدار 63 عام ، هذا الشعب الذي انجب اجيال متعاقبة ليعيش الجيل تلو الجيل ينصدم بحاجز الاحباط العربي الذي غلفته به الانظمة العربية من حوله ، لتبقى تعيش على ذكرى الحروب التي هزمت بها ، وتعد العدة التي لم تنتهي بعد من اجل القدوم الى فلسطين لتحريرها ، منذ 63 عاما ونحن نستمع الى العرب وندائاتهم وانهم قادمون الينا ، والحمد الله شهدنا الكثير من الأفلام السينمائية التي تحدثت عن النصر الأفتراضي للجيوش العربية في تحرير فلسطين ، ولكن أين من هذه الافلام لم يحصد أي جائزة تذكر لا لشيء ، لكن لانه مجرد واقع افتراضي حاول العرب رسمه ليبقى في مخيلتنا .

براثن الإحتلال وكماشته
إبر تخدير تناولناها على جرعات ، منذ النكبة حتى النكسة ، نعم اخذت الجيوش العربية 19 عاما من أجل إعداد العدة لتحرير ما سقط من فلسطين بين براثن الاحتلال وكماشته ، انتظروا كل هذا الوقت ليخوضوا حرب ، اسقطت الباقي ، واضاعته ، 21 دولة هزمت امام دولة واحدة ، وانتصر شعب واحد هو الشعب الفلسطيني الذي حمى كرامة الأمة العربية وأزال غبار خيبتها عن جبين فلسطين . ليبقى هذا الشعب بأجياله المتعاقبة الجيل تلو الجيل يدافع عن فلسطين . فنقلبت الآية وأصبح العرب يجلسون أمام شاشة التلفاز ينظرون لوضعنا وحالنا ويقولون لا حول ولا قوة بالله قلوبنا مع فلسطين ومعكم، عقولنا معكم ويرددون شعارات بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين ولم تفدى لا فلسطين ولا غيرها، وبقينا بين شد وجذب مد وجزر نقاوم طوفان التذويب والانصهار في بوتقة الاحتلال والاحلال . الا ان آفاق ربيع الشباب العربي أزهر في اولى ثوراته ليكسر حاجز الصمت والخوف الذي غلفهم من قبل أنظمتهم الجائرة ، وغلبت الصمت على طلاب الحق ليطلبوه ، ثار الشباب العربي ولا نعرف ان كنا نحن المأثرون بهم ام المتأثرون ، لتنطلق رياح التغير التي اجتاحت الصمت الرهيب كاسرة سواد الليل الذي غلف حياة الامة العربية ، ابتداء بتونس الحبيبة تلك التي احتضنت الثورة الفلسطينية الى مصر الى اليمن وليبيا والبحرين وسوريا وغيرها غيرها من الدول الى المغرب العربي ، ذلك التسونامي الذي اجتاحنا ، ليرسم ذكرى وسيناريو مختلف في النكبة ، كم كان جميل عندما شاهدنا الفلسطينين يأتون الى الحدود يطالبون بالعودة والدخول الى فلسطين في تحول استراتيجي ونوعي لم يتم التوقع له ، لتفتح الجبهة الشمالية حرب وخرقا في امن الدولة التي تعتز بأمنها اكثر مما يجب واكثر من المتوقع ، شباب بعمر الزهور يغامرون ليثبتوا فشل احقال الألغام المزروعة بأرضنا وتأبى تلك الالغام الى ان تصمت وتنحني امام العابرين عليها وتخجل من مشاعرهم ، اذا كانت الالغام صمتت امام هذا التحرك فمابالكم بأنظمة اقفلة ابواب العودة امام طالبيها.

كسر حاجز الخوف والإنغلاق
رفع الشباب العربي الذي كسر حاجز الخوف والإنغلاق راية الوحدة والأمل لشباب الفلسطيني لتتشابك الأيدي ولا نجد أي فرق بين عربي وفلسطيني فكنا كلنا على الحدود طلاب حق وعودة ، الكل قال ان هذه فورة شباب لا ثورة فأتت النكسة ذكرى هزيمة الجيوش العربية ، تلك الجيوش التي اضاعت ما تبقى من البلاد، ليأتي الاحفاد والابناء ليزرعوا الانتصار على النكسة ، وليثبتوا ان ما حدث في النكبة ليس مجرد رد فعل بل هو عمل تكتيكي ، فلكل مقام مقال ولكل مكانن رجال ، وارهبت اسرائيل تلك الدولة العظيمة التي باتت تتفرج بعين الفرح على العالم العربي ، وانه انشغل بترتيب بيته الداخلي متجاهل قضيته الاهم ، فستفزه شباب العرب في ثورتهم ومطالبهم بالعودة ، لترهبهم وتقول لهم نحن هنا لن تفرحوا بسلام دون سلامنا الداخلي ، الآن اسرائيل تعد الطريق لنهاية وتتجهز لرحيل لاننا اصبحنا كلنا الشباب العربي والفلسطيني مأثرين ومتأثرين فألف تحية لربيع العربي وشبابه والف سلام ووردة . لأننا نحن الشباب من يرسم السيناريو العربي وخريطته الآن ، لا أصحاب القرار من العرب ، وأصحاب الجاه، ولن يقف اي عائق امامنا لاننا متسلحين بالمعرفة والعلم والوحدة والايمان بالاستراتيجية الشبابيه العربية المشتركة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة