الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

حازم القواسمي: ما هي الثوابت الفلسطينية؟

كل العرب
نُشر: 28/05/11 21:38,  حُتلن: 14:05

 حازم القزاسمي في مقاله:

إعطاء الشرعية للكيان الصهيوني الغاصب ليس من ثوابت الشعب الفلسطيني، والتنازل عن يافا وحيفا وعكا وأي شبر من فلسطين ليس من الثوابت

الثابت الفلسطيني الأول هو أنّ فلسطين عربية من النهر إلى البحر ومن الناقورة إلى رفح خالية من الصهاينة. والثابت الثاني هو عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم وبيوتهم وأراضيهم التي تم تشريدهم منها وتعويضهم عن كافة الخسائر المادية والمعنوية التي تعرضوا لها.

 القضية الفلسطينية
هذه هي الثوابت بالنسبة لي بشكلها البسيط والتي هي أساس قضيتنا الفلسطينية. وقد يقول البعض، مثل المفكّر العربي إبراهيم علّوش، أنّ "الثوابت الفلسطينية هي كل ما ورد في الميثاق الوطني الأصلي الغير محرف الذي اعتمده المجلس الوطني في صيف عام 1968 في القاهرة بالإجماع ودون أية معارضة من الفصائل والشخصيات الفلسطينية كافةً"، وبالطبع أتفق مع هذا الطرح تماماً.

 الثوابت الفلسطينية
إلا أنّ كثرة الحديث عن الثوابت، والتعديل على الثوابت، وتغيير الثوابت بطلب وضغط من أمريكا وإسرائيل، جعلني أفكر بتبسيط طرح الثوابت حتى يعلمه الطفل قبل الكهل ويعلمه العربي قبل الفلسطيني. فقد ساءني كثيراً اليوم وأنا أتحدث مع بعض الفتية والفتيات في القدس أنهم لا يعلمون ما هي الثوابت الفلسطينية. فمنهم من ربط الثوابت بالجدار، ومنهم من ربطها بالمستوطنات، والقلة الذين ذكروا كامل تراب فلسطين نسوا عودة اللاجئين. ولا شكّ أنّ حديث بعض القادة عن الثوابت بطريقة إنشائية خطابية زادت من ضبابية تحديد الثوابت والتمسك بها. كما أنّ هناك بعض قيادات الفصائل الفلسطينية التي تنازلت عن تحرير كامل تراب فلسطين، ولكنها ما زالت متمسكة لفظيّاً على الأقل بحق العودة. والأسوأ أنّ هناك بعض القادة الفلسطينيين من تنازل عن الثابتين الرئيسيين وهما تحرير كامل تراب فلسطين وكذلك عن حق العودة، وما زال يتحدث عن الثوابت، فأي ثوابت يتحدث عنها!

 إعادة بناء منظمة التحرير
لذلك كله فهناك توهان تام لدى الفلسطينيين والعرب عندما يطلب منهم تعريف الثوابت الفلسطينية. وأصبح من الضروري العودة لتثبيت المفاهيم الرئيسية والثوابت الفلسطينية بأبسط لغة ممكنة: التحرير الكامل والعودة الكاملة. ولا يوجد فلسطيني على وجه هذه الأرض يستطيع التنازل باسم الشعب الفلسطيني في كل مكان عن هذين الثابتين، مهما كان منصبه ومهما مرّ الزمن. وقد قام الشعب الفلسطيني بتفويض منظمة التحرير من أجل تحقيق الثوابت وليس التنازل عنها. وعندما تتنازل المنظمة عن الثوابت، يتنازل الشعب عنها ولا تعد تمثله ولا تمثل ثوابته. لذلك، فالمطلب الرئيسي اليوم لدى الشعب الفلسطيني في كل مكان هو إعادة بناء منظمة التحرير عن طريق انتخاب مجلس وطني جديد لقناعتهم بأن الشكل الحالي للمنظمة هو شكل مشوه لعبت به إسرائيل وأمريكا كما أرادت وحرّف في الميثاق الأصلي من أجل إرضاء المحتل.

الكيان الصهيوني
فإعطاء الشرعية للكيان الصهيوني الغاصب ليس من ثوابت الشعب الفلسطيني، والتنازل عن يافا وحيفا وعكا واللد والرملة ودير ياسين وعمواس وأي شبر من فلسطين ليس من الثوابت، والتعايش مع المحتل ليس من الثوابت. والثابت الوحيد والأوحد أن نهاية كل احتلال استيطاني هو الزوال، كما حصل مع الاحتلال الفرنسي للجزائر وكما حصل مع الاحتلال البريطاني للهند، وكما حصل مع الاحتلال الأمريكي لفيتنام. فالاستعمار مصيره إلى مزبلة التاريخ، والصهاينة بفكرهم العنصري الإحلالي وإجرامهم الذي ارتكبوه بحق الفلسطينيين والعرب قد فاقوا سابقيهم من الذين استعمروا فلسطين عبر التاريخ. إلا أنّ مصيرهم أيضاً كسابقيهم، وإنّ كيانهم حتماً إلى زوال، ولو بعد حين!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة