الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 03:01

مقالة تنضح عنصرية في مجلة يهودية

حسام حرب
نُشر: 27/08/06 10:12

* "الحرب العالمية القادمة: العرب أكثر الشعوب التي تعرف الكراهية والضغينة" مركز عدالة قدم شكوى إلى المستشار القضائي للحكومة وطالب بفتح ملف جنائي ضد المسؤولين عن النشر ومقاضاتهم فورا


في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، تطل علينا مجلة "عولام هحسيدوت"، التي تعنى بشؤون اليهود المتزمتين، وتنشر مقالا تحريضيا عنصريا فاشيا من أسوأ المقالات التي نشرت ضد العرب، من مسلمين ومسيحيين. "الحرب العالمية القادمة:العرب أكثر الشعوب التي تعرف الكراهية والضغينة"، هذا هو العنوان الذي اتخذته المجلة لها ووضعته على غلاف المجلة، أما العنوان الذي وضعته المجلة على التقرير الداخلي فكان "العرب كل نواياهم سيئة".
مجلة "عولام هحسيدوت" تصدر مرة كل شهرين، وتطبع 18 الف نسخة توزع في إسرائيل ومعظم توزيع المجلة يتم في خارج البلاد، اتخذت لنفسها مقرا في مدينة بيت شيمش. كاتب المقالة يتسحاق بن زئيف، ووفق كلماته، اعتمد في مقالته على عدة وثائق دينية، أهمها الوثيقة التي خطها الرمبام ليهود اليمن، على حد زعمه.
واليكم بعض ما جاء في هذا المقال الذي نشر على 5 صفحات، وقد حاول مراسل "العرب" أن يختصر بعض الأمور، ولكن خطورة التفوهات العنصرية التي ميزت حالت دون الاختصار.
"العرب كل نواياهم سيئة"
عنوان المقالة: "العرب كل نواياهم سيئة" ومما جاء فيه: "منذ الأزل وحتى الأبد لن تتواجد امة اشد عداوة من العرب للشعب اليهودي، هذا ما قاله الرمبام في الوثيقة المشهورة التي وجهها إلى يهود اليمن، وهذا ليس بالغريب فهو قد عرف العرب على حقيقتهم ومدى مكرهم ودهائهم، والغريب في الأمر انه وعلى الرغم من مرور مئات السنوات على كتابة تلك الوثيقة، فالأمور ما زالت على حالها ولم تتغير، والعرب يطبقون ما قاله الرمبام حرفيا".
الكاتب الحاقد يقول أن أصعب سبي مر على الشعب اليهودي هو السبي زمن أبناء إسماعيل، حيث تعاملوا مع اليهود بقسوة ووحشية، وهذا ما نتعلمه من وثيقة الرمبام والتي جاء فيها :"معلوم لديكم يا يهود اليمن والذين تسكنون بين العرب أن الله وضعنا ما بين العرب ليعذبونا ويحاولوا إزهاقنا حيث قال الرب "أعداؤنا جناة" لن تتواجد امة أسوأ من العرب تجاه الشعب اليهودي، نواياهم سيئة ويهدفون دائما إلى تصغيرنا وإيجاد الطرق لإزهاقنا"، حتى ان الملك داوود صاح قائلا: "ويل لي، لأنني سكنت مع أهل القدر"... نحن حتى الآن ما زلنا نتعذب ونعاني من عبودية أبناء إسماعيل وكذبهم وذلك بدرجة أكثر مما نتصور وما تتصوره الخليقة ولكن علينا بالصبر".



السبي الأكثر صعوبة

ويضيف الكاتب ويزعم: "حول السبي في فترة الاسماعيليين جاء في التوراة: "السبي في فترة الاسماعيليين أصعب من سبي مصر لأنه في سبي مصر وعلى الرغم من العبودية التي لحقت بنا ولكنهم كانوا يطعموننا ويلبسوننا، ولكن السبي فترة الاسماعيليين لم يكتفوا بالاستعباد بل معاملونا بوحشية ولم يدفعوا لنا الأجر بل على العكس طالبونا بدفع الأجر، ولكن ما السبب في كل تلك العبودية؟ الجواب قاله الرمبام: "سيدتنا سارة أخطأت حينما عذبت هاجر، وإبراهيم اخطأ حينما لم يردع سيدتنا سارة من تعذيب هاجر، ولهذا الباري سمع صوت بكاء وعذاب هاجر واخرج منها أبناء إسماعيل ليكونوا وحوشا ليعذبوا شعب إسرائيل بشتى الوسائل والطرق وهم يستمتعون بتعذيب اليهود، وجاء ان اليهود وقبيل السبي بعد خراب الهيكل، توجهوا إلى شعب إسماعيل وطلبوا منهم المأكل والمشرب وكان لهم ذلك، حيث أطعموهم السمك واللحم وبعد أن أكل اليهود ماتوا لان الاسماعيليين وضعوا فيه السم".
الولادة دون رؤية الوجه
ويتابع:"عندما بشر الملاك هاجر بولادة إسماعيل قال لها "لقد سمع الله عذابك ولكنه لم يقل لها لقد رأى الله عذابك، السبب في ذلك لان الله لم يرغب في رؤية الأبناء السيئين الذين ولدوا له والذين سيعذبون أبناء إسرائيل، لأنه لو فكر بالأمر لما قرر ولادة إسماعيل ولهذا خبأ الله وجهه ليمتنع عن رؤية المولود واكتفى بسماع العذاب"
"العرب وحوش"
وجاء أيضا في المقال:"في التوراة قال الله أن إسماعيل وحش وان الله ومنذ بداية الخلق اعتبر أبناء إسماعيل وحوشا واليوم نحن شاهدون على مصداقية تلك الكلمات ودقتها فهي امة تهوى الحياة في الصحارى والسكن في الأغوار، وفي أيامنا كل الشعوب أصبحت متحضرة وابتعدت عن وحشيتها، فالله قد عرف انه وبعد إن ينتزع من كل الشعوب لقب الوحوش فان هذا اللقب سيبقى ملازما لبني إسماعيل وابدآ لن يكونوا متحضرين، ولن يستقروا في مكان ما بل سيتنقلون من مكان إلى آخر بخلاف باقي الشعوب المتحضرة والصالحة".
"امة منحطة"
ويضيف: "رجال الدين اليهود الكبار يلقبون أبناء إسماعيل بالأمة المنحطة التي تسكن الخيام وتعيش في الصحارى، كما يلقبونهم بالشعب الذي يشبه الحمار لدرجة أن رجال الدين اليهود يقولون بما معناه "أن الله ندم على انه خلق أبناء إسماعيل".
اللذة حين يقتلون
ويؤكد الكاتب العنصري:"كبيرة هي قسوة أبناء إسماعيل لدرجة انه من الصعب أن يتركوا أحدا دون قتله، وجاء في التوراة أن الاسماعيليين اعلموا بني إسرائيل أنهم قتلة بأمر من الملك وان لديهم رغبة كبيرة بالقتل وان الاحساس بالرحمة والشفقة معدومة عندهم".
"وجاء في التوراة أن أبناء إسماعيل هم طغاة حين يتعاملون مع أبناء إسرائيل، وفي صفحات أخرى من التوراة جاء أن أبناء إسماعيل هم أبناء العم والتفسير لذلك هو كالآتي: حين ترى أبناء إسماعيل يقولون لليهودي نحن أبناء العم، ولكن في الخفية هم يحدثون تغييرا بسيطا حيث يستبدلون حرفا بآخر فبدلا من (أعمام) يصبحون(طغاة) فأبناء إسماعيل في الحقيقة هم طغاة وليسوا أبناء العم، وجاء في التوراة إن أبناء إسماعيل هم أكثر الشعوب عشقا للحرب وانه في نهاية الكون سيعلنون الحرب على كل الشعوب.
أقسى من النازيين
رجل الدين اليهودي اهرون من طائفة بلعزا تفنن في وصف أبناء إسماعيل وإثناء فترة حرب سيناء قال عن العرب أن قسوة الطغاة العرب اكبر بكثير من قسوة النازيين، وأضاف: "منذ القدم يجب أن نحفر في صميمنا كرهنا للعرب لأننا عانينا الأمرين عندهم وعند هتلر وليس سرا أن المفتي شجع هتلر وحرضه وعلمه كيف تصنع ملاجئ الغاز والمحارق وكيفية القضاء على اليهود، ولهذا كيف يمكننا أن نعيش مع مثل أولئك الوحوش الذين يفكرون دائما كيف سيقضون علينا؟".
سيطرة العرب على ارض إسرائيل
"في فترة السبي كانت لأبناء إسماعيل السيطرة والحكم، وخاصة في ارض إسرائيل وقد حكموا البلاد مئات السنين وجاء في التوراة أن الله منح أبناء إسماعيل السيطرة في هذه البلاد فقط عندما كانت فارغة وخالية.
السيطرة على الحرم الشريف
ويؤكد الكاتب الحاقد في مقالته: "حتى على الأماكن المقدسة ما زال أبناء إسماعيل يسيطرون ، في فصل"دربي اليعزر" تم التنبؤ أن أبناء إسماعيل سيبنون المكان المقدس لهم على أنقاض خراب الهيكل وإنهم سيبنون حصنا وسورا حوله كما حصل بالفعل. ظاهرة اعتبار مدينة القدس بأنها مقدسة والحج إليها مرتبط بالقيامة، هذا ما تؤكده التوراه، عندما يحكم العرب في القدس فان القدس هي قدس مدمرة على الرغم من ان اليهود يسكنون فيها.



المحامية عبير بكر: عدالة قدمت شكوى الى المستشار القضائي للحكومة وطالبت بفتح ملف جنائي ضد المسؤولين عن النشر وتقديمهم للمحاكمة بأسرع وقت.
"قراءة ما ورد في المقالة لا يترك أي مجال للشك بان الهدف من وراء النشر هو التحريض العنصري والمساس بالمشاعر الدينية للمسلمين. محاولة كاتب المقالة التستر وراء آرائه العنصرية بواسطة إسنادها إلى مراجع دينية لا تعفيه من مسؤوليته الجنائية. فالقانون الجنائي يوضح بشكل لا يقبل التأويل بأن استعمال اقتباسات دينية لا تعفي من المسؤولية الجنائية طالما أن الهدف هو التحريض العنصري. الكم الهائل من العبارات العنصرية يثبت أن الهدف هو التحريض وليس زلة لسان هنا أو هناك وهنا تكمن نيّة الكاتب بالتحريض العنصري والتحقير والمساس بمشاعر العرب عامة والمسلمين خاصة.
عدالة قدمت شكوى إلى المستشار القضائي للحكومة وطالبت بفتح ملف جنائي ضد المسؤولين عن النشر وتقديمهم للمحاكمة بأسرع وقت. يذكر أن العقوبة القصوى على تهمة التحريض العنصري هي السجن ل- 5 سنوات. أما العقوبة القصوى على تهمة المساس بالمشاعر الدينية فهي سنة واحدة.
دوف حنين: محاولة ساقطة لأدلجة الصراع وتخليده!
"هنا لا مجال للتأتأة أو التبرير: على كل يهودي ومن منطلق إنسانيته أولا أن يخجل من قراءة هذا المقال العنصري، المليء بالتحريض ضد العرب والذي ينحط إلى مستوى المخالفة الجنائية التي تستحق الملاحقة القضائية ويمنع منعا باتا المرور عليه مر الكرام.المقالة تحريضية عنصرية وسأعمل على طرح الموضوع أمام لجنة المعارف البرلمانية".
"الحقيقة بأن هذا المقال قد نشر في مجلة هامشية لا تقلل من خطورته، فنمو النباتات السامة في الهامش وغض النظر عنها قد يشكل لها فرصة للتفشي كالسرطان في المجتمع كله، ومن هنا تنبع الخطورة. هنالك طريقة واحدة للتعامل مع هذه النباتات: قطع دابرها فورا ودون تهاون، خاصة وأن هذا هو موسم انتشارها، في أعقاب صدمة الهزيمة في العدوان على لبنان، وما يعنيه هذا من إثارة للنزعات الفاشية في المجتمع الإسرائيلي".
سيادة المطران عطا الله حنا : التفسيرات الكتابية التي يتبناها هذا التقرير هي تفسيرات مسيـّسة تندرج في إطار ما تقوم به الحركة الصهيونية من محاولات لتسخير الديانات
سيادة المطران عطا لله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس عقب على المقالة:
إننا نستنكر بشدة ما ورد في هذا التقرير من معلومات مغلوطة مسيئة ليس فقط للكتاب المقدس وللديانات الأخرى وإنما للديانة اليهودية أيضاً ، فإن ما ورد في هذا التقرير خطير جداً سنقوم بمتابعته بالتنسيق والتشاور مع جهات معنية أخرى ولكن باختصار نقول بأن كاتب هذا التقرير ومن يقفون خلفه ويتبنون هذه الأفكار العنصرية الممزوجة بالحقد والكراهية يتجاهلون حقيقةً إيمانية أساسية وهي أن الله خالق السماء والأرض هو اله محبة ورأفة وحنان وليس كما يصوره التقرير أنه اله انتقام وكراهية وحقد وان التفسيرات الكتابية التي يتبناها هذا التقرير هي تفسيرات مسيـّسة تندرج في إطار ما تقوم به الحركة الصهيونية من محاولات لتسخير الديانات وتعاليم الكتب المقدسة خدمةً لأطماعها وأهدافها وسياساتها التي هي أبعد ما تكون عن القيم والأخلاق والإنسانية .
وإن هذا التقرير يدل على وجود أزمة أخلاقية داخل المجتمع الإسرائيلي الذي لا يقبل الآخر وينظر إليه بعجرفة وبنظرة فوقية وكأنه كائن حقير لا يستحق الحرية والكرامة لا بل يستحق أن ينعت بأبشع الأوصاف، وهذه الظاهرة هي ليست ابنة اليوم وإنما هي متأصلة في كثير من المؤسسات والهيئات الإسرائيلية.
إننا ككنيسة ومؤمنين أمام هذا التقرير وما فيه من تهجم وإساءة على الرموز الدينية لن نكون مكتوفي الأيدي وأننا بصدد التنسيق والتشاور مع رجال الدين المسيحي والإسلامي لاتخاذ موقف مشترك يؤكد رفضنا لهذه العنصرية والكراهية العمياء التي تقرأ وتستنتج بين سطور هذا التقرير وفي حيثياته وسنتابع هذه المسألة الخطيرة التي لا تخلو من التحريض أيضا واستعمال المصطلحات البذيئة التي تدل على المستوى المتدني أخلاقيا وإنسانيا لمن يتبنون هذه المواقف وهم ليسوا قلة في المجتمع الإسرائيلي.
سماحة القاضي أحمد الناطور:
وإذا أتتك مذمتي من "ساقط" فهي الشهادة لي باني كامل إن مثل هؤلاء الكتاب والناشرين إنما هم نمطٌ مارقٌ من المخلوقات العجيبة التي كلما تناسينا سقوطها أبت إلا أن تعود لتؤكد انتماءها إلى الرذيلة من جديد.
وكلما حاولت التشبه بالناس، خذلتها أفعالها لتردّها إلى حقيقة أصلها الرديء.
وطبيعي أن الساقط أثناء سقوطه لا يملك أن يثني نفسه عن الإمعان في السقوط لأن أمره لا يكون بيده. ومن يتخذ الرذيلة فلسفة حياة، فانه ليس عنصريا يميز بين الأعراق فحسب، بل انه لا يستحق أن ينتمي إلى الجنس البشري أصلا ً. ونحن إذ لا نستهجن الانحطاط على مثل هؤلاء الذين يعتبرون السفالة قيمة من القيم، وينَظّرون للحقارة والدناءة النظريات، وقد ألفنا ذلك عنهم، فان الأدهى من فعلتهم في هذه النشرة هو تدليلهم على أن هذه الأفكار المريضة ليست اختراع رؤوسهم المريضة، بل هي راسخة في النصوص الدينية، وفي مقولات رجالاتهم الذين يعتبرونهم مرجعية ً دينية، ونحن نقول إنه إن كان إسناد أقوالهم في هذه النشرة إلى رجالاتهم صحيحا، وأرادوا أن يصدقهم الناس فيما ينسبون إلى أنفسهم من رذائل، فان اقل ما يقال في ذلك هو أنهم قد نجحوا في التدليل على أن دينهم هذا الذي يصفون على هذه الشاكلة إنما هو في غاية العنصرية، فهم يصفون دينهم باللاسامية البشعة، وإذا كان هذا ما أرادوا أن يثبتوه فقد نجحوا فيه وهنيئا لهم في ضلالتهم هذه، أما نحن فنقول: وإذا أتتك مذمتي من "ساقط" فهي الشهادة لي باني كامل. هذا من ناحية،أما من الناحية الأخرى، فطالما سمعنا الصراخ عن اللاسامية، في كل حال يذكر فيها اليهود، ونحن نسأل ما هي اللاسامية اذا لم تكن هذه بأسوأ حالاتها شكلا ومضمونا ، وما هي العنصرية ان لم تكن هذه الأقوال طاغية عليها، وما هو التحريض الأرعن، أن لم يكن هذا هو بعينه. ولنا أن نتساءل أيضا ً: لماذا يقف المسؤولون عن تطبيق القانون صامتين إزاء هذه الفئة الضالة، والى متى يتركونهم يعيثون في الأرض فسادا؟. لو قيلت مثل هذه الأقوال عن اليهود في صحيفة عربية أو أجنبية، لقامت الدنيا ولم تقعد، بدعوى اللاسامية البشعة، وكأنّ السامية حكر عليهم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.79
USD
4.03
EUR
4.70
GBP
231290.13
BTC
0.52
CNY