الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 01:02

دراسة حديثة ومفاجئة: الإفراط في النظافة يهدد حياة طفلك

كل العرب
نُشر: 21/05/11 11:02,  حُتلن: 14:22

الميكروبات ُتكسب الجسم مناعة ضد الأمراض وتساعد على التئام الجروح

بروفيسور ألماني: السماحللأطفال باللعب بحرية في البيئة المحيطة بهم يحظون بأقل إصابة بالحمى وأنواع مختلفة من الحساسية

أجرى علماء دراسة حديثة كانت نتيجتها بمثابة المفاجأة للجميع، حيث أثبتت هذه الدراسة مقولة"رب ضارة نافعة"، مؤكدة أن الإكثار من النظافة يضع جهاز المناعة عند الإنسان في خطر، فيصبح المرء أكثر عرضة للإصابة بالحمى وأنواع مختلفة من الحساسية. هذا ما أكده البروفيسور الألماني أولريش كايل أن الأطفال الذين يسمح لهم باللعب بحرية في البيئة المحيطة بهم أقل إصابة بأنواع الحساسية. وأوضح كايل في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" أنه جمع على مدى عشرين عاماً بيانات عن 2 مليون من الأطفال والشباب المصابين بأمراض الحساسية في 106 دول مركزاً على ظروف حياة هؤلاء وأنه انتهى إلى نتيجة مفادها أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف سيئة أقل عرضة لأمراض الحساسية.


صورة توضيحية

النظام المناعي وتطوره
وأشار البروفيسور الألماني المتخصص في الطب الاجتماعي بجامعة مونستر الألمانية، إلى أن الأطفال الذين لا يخضعون لرقابة مفرطة من أهلهم، الذين يحرصون على إبعادهم عن أماكن الجراثيم، هم الأطفال الأكثر حظاً في مواجهة الحساسية.
وأضاف كايل:"لاحظنا في إطار الدراسة الدولية عن الربو وأمراض الحساسية في الطفولة أن معدلات انتشار الربو وأمراض الحساسية في الدول النامية أقل منها مقارنة بالوضع في استراليا، ويؤكد ذلك النظرية التي مفادها أن الأطفال الذين لا ينشأون في ظل ظروف معقمة ونظيفة يطورون نظاما مناعيا مختلفا، أي أنه لابد من السماح للأطفال من وقت لآخر باللعب في التراب والطين".
ورداً على سؤال عن تأثير الطين فى تطور المناعة قال كايل :"نحن البشر نشأنا بشكل مختلف عبر مئات وآلاف السنين، لقد كنا معرضين أكثر للجراثيم وأنواع العدوى في الطبيعة مما أدى إلى تطور جهاز مناعي مناسب لدينا، أما اليوم فنحن معرضون لتحديات صحية مختلفة تماماً، فلم يكن هناك على سبيل المثال نظافة بهذا الشكل لأسلوب المعيشة، أما اليوم فنحن نعيش في وسط نظيف جدا وخالي من الجراثيم مما جعل نظامنا المناعي يتطور بشكل مختلف تماماً".

تغذية صحيحة
وفيما يتعلق بدور التغذية في هذا الشأن، أوضح كايل أن النظام الغذائي لدول البحر المتوسط، أي الكثير من الأسماك والخضروات والبقوليات، يحمي من خطر الإصابة بأمراض الحساسية أو الربو، في حين أن الدهون غير المشبعة الموجودة في الطعام الذي ينضج في الزيت كما هو الحال مع الوجبات السريعة ضار ويساعد على الإصابة بأمراض الحساسية، كما أن أطفال الآباء المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية والربو".  كما كشفت دراسة حديثة أن تزايد هوس البريطانيين بالنظافة قد يؤدي إلى ارتفاع قياسي في أمراض الحساسية المهددة للحياة.
وأشارت الدراسة إلى أن وزارة الصحة البريطانية تنفق مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 11% من ميزانيتها، على علاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة وحادة من الحساسية ومن بينها الحساسية الناجمة عن الغذاء ولسعات النحل.

فوائد الميكروبات
ومن جانبها، أكدت إيرين ريس كلايتون المعدة الرئيسية للدراسة "وجدنا أن نسبة الأجسام المضادة عند الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة ويتعرضون لمادة "بيسفينول أ"، أعلى ما يشير إلى ان نظامهم المناعي لا يعمل بشكل جيد". ووجد الباحثون أيضاً ان تشخيص إصابة الأولاد والمراهقين بالحمى والحساسية كان أكبر عند تعرضهم "للتريكلوزان". وأكدت دراسة أميركية أن الإفراط في النظافة قد يضر بالصحة، وذلك لأن الميكروبات ُتكسب الجسم مناعة ضد الأمراض وتساعد على التئام الجروح.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة