الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

كسر حالة التطبيع مع الحصار


نُشر: 02/01/08 08:09

يتبين كل يوم  أن تطبيع الحصار المفروض على 1.5 مليون من البشر في قطاع غزة، هم أهلنا، يكاد يصبح أمرا واقعا أو معطى كمعطيات الكوارث الطبيعية التي لا مقدرة لنا نحن البشر على منعها.
 والدعاية المنتجة والصادرة عن المبادرين للحصار والمتعاونين معه، والمتواطئون معه تقول أن هنالك مجموعة من الشعب خرجت عن طاعة أولي الأمر وعليها أن تدفع الثمن. لا يحصر العقاب بحق هذه المجموعة، وهي حركة سياسية انتخبها الشعب بانتخابات ديمقراطية، بل بمن يتواجد معها، ومن يؤيدها أو يعارضها، ومنهم الحركات السياسية والرجال والنساء والأطفال. إنه عقاب جماعي تحت رعاية المجتمع الدولي والذي ترفضه الأعراف الإنسانية والدولية.
 وبعد الحسم العسكري الذي نفذته هذه الحركة، حماس، في الصيف الماضي، وما تفرع عنه من ممارسات خاطئة مستمرة، هو خطأ استراتيجي ندفع ثمنه جميعا كل يوم، أولا لأنه سلوك خطأ ومرفوض بحد ذاته، وثانيا لأن المبادرين والمتعاونين والمتواطئين مع جريمة الحصار يشعرون بالغبطة إزاء الفرصة التي سنحت لهم بالتجرد مما تبقى من معايير أخلاقية ( وطنية وإنسانية وأدبية) فيقدمون الغطاء الفلسطيني والعربي لهذه الجريمة – جريمة الحرب – جريمة الحصار والتجويع والقتل اليومي.
 والأفدح أن الثمن الذي يقبضه المتعاونون مع الحصار، ليس حقوقا وطنية على الأرض والسيادة وعودة اللاجئين، بل أموالاً. هكذا قايض فريق فلسطيني الحقوق (بحجة أن ميزان القوى الراهن لا يسمح بتحقيق حقوق وطنية) بأموال من أمريكا والدول الغربية التي ثبت من خلال ممارساتها تاريخيا وراهنا أن معظمها إن لم يكن كلها لا يعنيها، في غياب الموقف الوطني والقومي الصلب،  سوى مصالحها وحماية إسرائيل كما هي.
 ويتسائل البعض ما إذا كان واقعيا بعد أنابوليس أن يدعى للحوار بين حماس وفتح وجميع أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية. ذلك أن محاربة "الإرهاب" وعدم التحاور مع حماس وإبقاء الساحة الفلسطينية دامية ونازفة أصبح شرطا أساسيا لتسلم الأموال والاستمرار في الحديث عن عملية السلام، وذر الرماد في العيون.
 هذا الشرط  والتزام المفاوضين في أنابوليس به، يبدو أنه جعل الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني والعالم العربي – قوى وحركات ومنظمات المجتمع المدني – يشعرون بالعجز إزاء ذلك. مع أننا تابعنا هذه الساحة قبل ذلك وكانت تتسم بالنكوص وغياب المبادرات الشعبية. لا شك أن انقسام أي حركة وطنية في مرحلة التحرر الوطني هو وبال عليها لأنه أيضا يضعف حالة التضامن الخارجية معها. وهو ما يفسر جزئيا هذه الحالة العربية الشعبية شبه الراكدة في عموم الوطن العربي، وكذلك في الساحة الفلسطينية عموما وفي الساحة الفلسطينية داخل الخط الأخضر خصوصا.  لقد أصبح السكوت على استمرار هذه المأساة جريمة.
 ومن هنا جاءت المبادرة التي أطلقتها مجموعة من الأحزاب والحركات  العربية الفلسطينية داخل الخط الأخضر، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الإسلامية بشقيها وحركة أبناء البلد. أي المبادرة لحملة شعبية لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني.
 إن ما يجري في قطاع غزة كارثة إنسانية ومأساة حقيقية ومعرضة للتفاقم حيث يسقط يوميا قتلى وشهداء برصاص ومدافع الاحتلال، وتزداد البطالة والفقر والجوع، ويسقط المرضى صرعى لغياب الأدوية وبسبب منع العلاج.
هذا الوضع، يفرض التحرك فورا لمنع تحول الحصار إلى أمر طبيعي. يجب العمل فورا على كسر الحصار والضغط على الفرقاء الفلسطينيين للبدء في حوار جدي وشامل وأن تطرح مبادرات جديدة تأخذ جميع المعطيات الأساسية، ويجعلها الوسطاء أمرا واقعا أمام الفرقاء المتخاصمين وفي مواجهة الأعداء الخارجيين. إن هذه الأحزاب والحركات التي نجحت في التوصل إلى عمل مشترك تتوخى أن تطلق هذه المبادرة الوطنية والإنسانية حملة مشابهة واسعة في العالم العربي ورفع الصوت عاليا ضد هذه الجريمة الإنسانية، وإعادة الإمساك بالمبادرة الوطنية الوحدوية.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.04
EUR
4.71
GBP
242011.56
BTC
0.52
CNY