الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 11:01

الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر يكتب: في زيارتي للمستشفى لافتات بالعربية ولكن ..

كل العرب
نُشر: 13/05/11 18:30,  حُتلن: 16:57

نادر أبو تامر:

فهل لو بقيت هذه اللافتات بدون لغة عربية أفضل، على اعتبار أن اللغة العربية المكتوبة في اللافتة غير سليمة بل وحتى مسيئة إلى لغتنا الأصلية؟

عيادة الخدج تصبح عيادة الخرج، وصحة المرة تصبح محة المرأة، ومكتب استقبال المرضى يصبح مكتب استقبال المرض نفسه، ومركز تطور الولد يصبح مركز تطوّد المرض

خلال زيارتي لأحد المستشفيات الكبيرة هذا الأسبوع شعرت بسرور شديد عندما لاحظت بأنه يعلق لافتات مكتوب عليها باللغة العربية إلى جانب اللغتين العبرية والانجليزية.



أخطاء مذهلة
قلت بيني وبين نفسي للوهلة الأولى قبل أن أرى اللافتات: إن هذه الخطوة لطيفة للغاية ويجب تشجيع مختلف المؤسسات والأطر على أن تقتفي اثر هذا المستشفى. لكن عندما اقتربت من اللافتات لكي اقرأ اللغة العربية فيها ذهلت تماما عندما اكتشفت أن هناك عشرات الأخطاء في الترجمة والإملاء وفي كل شيء.
عيادة الخدج تصبح عيادة الخرج، وصحة المرأة تصبح محة المرأة، ومكتب استقبال المرضى يصبح مكتب استقبال المرض نفسه، ومركز تطور الولد يصبح مركز تطوّد المرض، ناهيك عن الأحرف الناقصة والمحذوفة والتي لم تولد بعد، وضابط الأمن والخدمات يصبح حابط الأمن والحزمات... زلوطوها... وحدث ولا حرج...

إساءة الى اللغة العربية
فهل لو بقيت هذه اللافتات بدون لغة عربية أفضل، على اعتبار أن اللغة العربية المكتوبة في اللافتة غير سليمة بل وحتى مسيئة إلى لغتنا الأصلية؟ أم أن تكون هناك لغة عربية، ولو كانت مغلوطة أفضل على اعتبار أن هذا سيعود، في نهاية المطاف، بالفائدة علينا لأنه يعطي الشرعية لتواجد اللغة العربية على اللافتات؟.
وهذا الأمر ذكرني باللافتات المعلقة على الشوارع والتي تتنكر للغة العربية وتكتبها بصورة مغلوطة، وأحيانا تبقي على الاسم العبري ويكون مكتوبا على اللافتة بحروف عربية لكنها تحمل الاسم العبري مثل: حديرة، عكو، وغيرها.

مراعاة الكتابة الصحيحة
إنّ كل محاولة لزيادة وجود اللغة العربية على اللافتات هي محاولة مباركة وطيبة، لكن على الأقل، عليها مراعاة الكتابة الصحيحة للغتنا واحترام أسسها وقواعدها واحترام كياننا اللغوي والحضاري والقومي وعدم تجريحه والمس به، من خلال عدم احترام لغته وهويته.
وقد أخذت على نفسي مسؤولية التقاط صورة لكل لافتة تسيء إلينا وإلى لغتنا ولا تحترمنا والتوجه إلى المسؤولين ليعملوا على تصحيح هذا الغبن بحق هذا الموروث الثقافي والحضاري والإنساني الجميل الذي يسمى اللغة العربية. وأرحب بكل شخص منكم ينضم إليّ.

















 

مقالات متعلقة