الرواية عن حكاية امرأتين في خريف العمر وعقل مسكون بالخرافة

عن دار "راية" في حيفا صدرت رواية الأديب سلمان ناطور "هي، انا والخريف" وتقع في 260 صفحة من القطع المتوسط ، بتصيم فني راق أشرف عليه وائل واكيم ويزين غلافها لوحة لندى ناطور وهي تفتتح منشورات دار النشر العربية التي أسسها الشاعر بشير شلش إلى جانب المجموعة الكاملة لقصائد الشاعر طه محمد علي ومجموعة قصص قصيرة للاديب محمد نفاع.

العقل والعاطفة
بطلتا الرواية امرأتان في خريف العمر، الأولى زينات/ كهرمان التي تمضي حياتها أسيرة خرافة غرسها فيها جدها ليخفي عنها موت والديها المأساوي بسبب إحساسه بالذنب في لحظة ضعف غيبية وعندما تدخل في حياتها جميلة حسن لتحميها من مؤامرة السلطة التي ستهدم بيتها تبدأ بتحريرها من الخرافة وعندها تكتشف جميلة عمق حالة القمع التي تعرضت لها كشاعرة ومثقفة متمردة فيعود إليها ربيع العمر وعنفوان الشباب.

قرية عربية غير مسماة
مكان الرواية قرية عربية غير مسماة وقد تكون في أي بلد عربي وزمانها يمتد حوالي مائة عام والشخصيات الثانوية هي جد آمن بسلطة العقل عندما درس في بيروت وراح يبحث عن مصادر العقل العربي في سمرقند وبلاد الشيشان فعاد بالحكاية مع صديقه اللبناني الذي عين مدرسا في القرية وعلّم جميلة حسن كتابة الشعر وبالمقابل شخصية رئيس السلطة المحلية ومن حوله من موظفين ومهندس وعاملة اجتماعية وكلهم متورطون في الصراع بين العقل والعاطفة.
في الرواية كثير من الحكايات الشرقية التي تتحول إلى خرافات يبنى عليها واقع إشكالي لأفراد يدفعون الثمن، ثمن الشعوذة والغيب الذي يسكن العقل العربي المغيب فتنتصر اللاعقلانية بفضل القوة فقط. ويذكر أن الكاتب كرس ثلاثين عاما من حياته الأدبية لمشروع الذاكرة الفلسطينية الذي شملته ثلاثيته "ستون عاما/ رحلة الصحراء" الصادرة عن دار الشروق في رام الله وعمان عام 2009 وفي روايته هذه يتناول موضوع العقل العربي من خلال شخصيات وأحداث متخيلة لكنها تعكس واقعا عربيا خريفيا مثل التينة العارية التي تجدد نضارتها مع قدوم الربيع (للتينة والخريف حضور بارز في الرواية).