الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:02

كايد القصاصي يكتب: تراجع غولدستون لن يمحو الجريمة

كل العرب
نُشر: 05/04/11 11:31,  حُتلن: 14:09

كايد القصاصي:

غولدستون قد قام بتحقيق ميداني وشاهد الحقائق على ارض الواقع عندما قام هو واللجنة الدولية التي يرأسها بزيارة قطاع غزة

التراجع مخالف للمبادئ الأخلاقية والقانونية, لأنه جاء نتيجة ضغوط سياسية تعرض لها هذا القاضي من قبل إسرائيل والمنظمات الصهيونية في جنوب أفريقيا

الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين موثقة وشاهدها كل العالم وكل أحرار الدنيا، وتراجع غولدستون لن يغير الحقيقة ولن يمحو الجريمة، ولن يلغيها!!!

يبدو ان القاضي الجنوب أفريقي السابق ريتشارد غولدستون الذي اعد تقرير عن الانتهاكات التي ارتكبت في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي في شتاء 2008 وبداية عام 2009 وضمن عملية الرصاص المصبوب يريد التراجع عن التقرير الذي قدمه الى الأمم المتحدة, وذلك عن طريق الضغوطات الكثيرة التي مارستها إسرائيل على القاضي غولدستون وبواسطة حليفتها أمريكا وعلى الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا, والتي أثمرت واتت أكلها في نهاية المطاف.
إن غولدستون قد قام بتحقيق ميداني وشاهد الحقائق على ارض الواقع عندما قام هو واللجنة الدولية التي يرأسها بزيارة قطاع غزة, بالإضافة لذلك فان كل العالم والمنظمات الدولية والحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان قد شاهدوا جريمة العدوان على غزة واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً, واقترفوا جرائم ضد الإنسانية.

"تراجع؟"
ان إسرائيل وعلى لسان قادتها لا يكتفون بتراجع القاضي غولدستون بل يطالبون بالغائه فوراً وعرض النتائج الحالية على المجتمع الدولي, وليس الاكتفاء بنشر مقال بجريدة واشنطن بوست, كما انهم ذهبوا بعيداً القادة الإسرائيليين فهم يطالبون أيضا غولدستون بالاعتذار على اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتجاهل إن العملية " الرصاص المصبوب" كان دفاعاً عن النفس.
إن غولدستون تراجع عن تقريره الذي أعده تحت الضغط وعلى ما يبدو فانه قبل الرواية الإسرائيلية, فالسؤال هنا كيف يسمح لنفسه قاضٍ ترأس لجنة دولية, وقام بجولات وصولات في غزة, والتقى مع المدنيين واصدر وثائق دولية مع أعضاء اللجنة الذين هم ايضاً من القضاة الدوليين, واعتمد على شهادات شهود عيان في الميدان, وبعد كل هذا يريد التراجع !!؟ الأمر مضحكاً وفاضحاً ومخزياً, ويأتي من دوافع غير مفهومة, إن التراجع يعتبر منعطفا خطيرا ومستهجنا وهذا رائياً شخصياً لان التقرير هو للجنة وليس لشخص, فلا قيمة قانونية ولا أخلاقية لتراجع القاضي
ان التراجع مخالف للمبادئ الأخلاقية والقانونية, لأنه جاء نتيجة ضغوط سياسية تعرض لها هذا القاضي من قبل إسرائيل والمنظمات الصهيونية في جنوب أفريقيا منذ استلامه رئاسة لجنة التحقيق الدولية ولم يصمد هذا القاضي اليهودي في مواجهة الحملة المسعورة والضغوطات النفسية التي مارستها عليه الحركة الصهيونية.

جرائم إسرائيلية
ان الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين موثقة وشاهدها كل العالم وكل أحرار الدنيا, وان تراجع غولدستون لن يغير الحقيقة ولن يمحو الجريمة, ولن يلغيها!!!, ماذا سيقول غولدستون لأهالي ضحايا الحرب؟, وكيف يستطيع أن ينام ويرتاح بهدوء وسكينة؟.
إن دماء الشهداء الزكية ستلعنه, وستلعنه ايضاً الأجيال القادمة على هذا التراجع المخزي ,الجبان, المعيب والمخجل والتقاعس والتخاذل والخيانة في نصرة الحق والتآمر على الشعب الفلسطيني.
يا سيادة القاضي ان إسرائيل كانت تقصف المدنيين الفلسطينيين بالقنابل الفسفورية وليس بالورود, إن آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء هذا الحرب وان مئات المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد التي دمرت تم تفجيرها بواسطة قنابل ذكية من الأوزان الثقيلة التي زودتها الولايات المتحدة لإسرائيل, فان تبرئة إسرائيل وقادتها من هذه الجرائم يكشف بوضوح انحياز أمريكا المطلق لإسرائيل مهما قامت وفعلت جرائم حرب وعمليات إبادة بحق الشعب الفلسطيني, لان الولايات المتحدة الأمريكية قد قادت حملة سياسية بالتنسيق مع إسرائيل لإسقاط التقرير في مجلس حقوق الإنسان, ولكنها فشلت وأنت اليوم تطل علينا وتعلن تراجعك عن تقرير قد قمت بإعداده بنفسك!!.
فانا أقول لك بان هذا التراجع المخزي لن يمحو الجريمة والمجزرة, بل ستبقى راسخة في كل ذهن طفل فلسطيني إلى الأبد...

مقالات متعلقة