الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

راسم ناطور يكتب: بين بوتفليقة وأحلام مستغانمي

كل العرب
نُشر: 02/04/11 12:59,  حُتلن: 13:08

راسم ناطور في مقاله:

الشعوب التي لا قيمة للإنسان فيها والتي تفتدي " بالروح وبالدم" جلاًٌََديها  لن يرحمها الآخرون

المقتدرون وأصحاب الامتياز في مصر يرسلون أولادهم إلى مدارس أجنبية ويتعلموا الانجليزي قبل العربي

اللغة ليست فقط اداة يستعملها السياسيون للتملق والإرهاب الفكري بل هي ايضا الوجدان التاريخ الأحلام ومنارة الدرب

اللغة وجدت كأداة للاتصال ولم تولد معنا فهي نعمة اكتسبتها كل الشعوب وعندما يحرمك الآخرون منها فهم يريدونك أن تبقى عاريا أمام جلدات الاحتلال


أغلبنا يرى أولاده وهم يرسلون تلك الرسائل المكتوبة في الهاتف النقال وما يسمى sms او messngre او chat. انا لا يخيفني فحوى ما يكتب في هذه الرسائل وإنما لفت نظري أن لغة جديدة تنشأ بيننا ونحن لا ندري. ويمكن أن نسميها "عربيش" مثل لغة "الاديش" عند اليهود. وهي خليط من اللغتين مكتوبة بالعبري أو العربي مثل "بسيدر" في العربي او "אבעתי הודעה". ونرى ذلك أيضا تحت عنوان ردود الفعل في المواقع وما يسمى أضف تعليق وبالأخص في المواقع داخل للقرى الدرزية .

 زوال اللغة العربية
أقول هذا ليس لأني خائف من زوال اللغة العربية بل من خوفي من الأهالي الذين باتوا لا يأبهون لهذه الظاهرة, ولان قسم من الأهالي يسأل ما هي أهمية تعليم اللغة العربية ؟ في الوقت الذي يقل استعمالها اليومي وبالأخص في مباهج الحياة الالكترونية مثل الهاتف النقال والبريد والتشات والماسنجير والتعليم في الجامعات الإسرائيلية.
هذه الظاهرة متواجدة ليس فقط في الأقلية العربية الإسرائيلية ففي مصر مثلا المقتدرون وأصحاب الامتياز يرسلون أولادهم إلى مدارس أجنبية ويتعلموا الانجليزي قبل العربي. وفي المغرب وجدت ان تعليم اللغة العربية يتم في كتب فرنسية وفي لبنان بعد كل كلمة ترادفها كلمتين بالفرنسي حتى في الإعلام الرسمي اليومي .

الإطار الجغرافي والسياسي
شخصيا أنا أؤمن ان من وراء هذه الظواهر هي - الحالة السياسية التي يتواجد بها الإنسان داخل الإطار الجغرافي والسياسي معا . كثيرون يؤمنون – "إن واحدنا يبقى عربي حتى يصطدم بحائط الصد العربي ذاته " ويقصدون بذلك استحواذ الدين والتعصب والديكتاتورية والجهل وغياب العلم والحريات على العروبة مما يرسلنا الى الالتجاء الى هويات أخرى مثل ملايين العرب في الغرب ومثل الطوائف المحلية في إسرائيل . هذا الأسبوع وصل ليدي كتاب "قلوبهم معنا وقنابلهم علينا" للكاتبة الرائعة احلام مستغامي من الجزائر, وبعد اول مقالة ونصف الثانية وجدت الإجابة لأهمية تعلم اللغة .تقول أحلام : ( أن نزار قباني مات بحرقته يسأل :
"أنا يا صديقتي متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة وعقاب "
ويسأل درويش : من يدخل الجنة أولا ؟ من مات برصاص العدو أو برصاص الأخ ؟ لقد قدر لنا أن نختار فقط بين أن نكون مع الذين يقتلوننا أو مع الذين سيأخذون عنا القتلة ثم يعودون لينهبوا ما في خزينتنا.. كل الوقت يسألون : أنت مع من ؟ مع أي شارع ؟ مع أي علم ؟ مع أي قناة ؟ مع أية صورة لزعيم ؟مع أي طائفة ؟ مع أي دين ؟ مع أي قبيلة وأي عائلة ؟ مع تراب الوطن ؟ أم التراب الذي تلقي به الشاحنات لقطع شرايين الوطن ؟
أجيب أنا مع الملايين العربية التي ما عادت مستعدة للموت من أجل الوطن )
اللغة ليست فقط اداة يستعملها السياسيون للتملق والإرهاب الفكري بل هي ايضا الوجدان, التاريخ, الأحلام ومنارة الدرب.

اختلاف اللغات
فعندما نقول الجزائر تظهر عندك كلمة بوتفليقه مثلا. عندنا فلق الشيء أي قسمه بالقوة وتوحي بالعنف . من سوريا عندنا بشار ولكنه أسد يفلق كل رأس حتى انه ليس بحاجة الى زائير لما خلفه له والده .
في السعودية عندنا الفهد الأسود كلون النفط اللزج الذي تعلق بداخلة الطيور ويوحي بالمستقبل الأسود. في العراق كان عندنا صدام الذي لم يكن بحاجة الى الصدمة الكهربائية لإخضاعك يكفي جفته الذي كان تحت "باطه"
وفي ليبيا عندنا ألقذافي الذي يقذف بحممه على الرايح والجاي لجانبه سيف الإسلام الذي يقطع الرؤوس كقطع الكعك.
وبالمقابل عندنا أحلام مستغاتنمي المسؤولة عندي عن عملية ال- "سنتور" لأمخاخ هذه الأمة.وعندنا نزار قباني والصافي وفيروز والرحباني وسعيد والعقل ودريد لحام الذي يلحم الجروح وعادل إمام الذي شاهد كل شيء
بدون هذه اللغة كيف كنا سنعرف من الأسماء أمام من نقف ومع من نتعامل وكأن حتم علينا حتى بأسماء زعماءنا غرس الشر
وأما في أسماء كتابنا وفنانينا لا تحيى إلا خلايا الدم البيضاء المدافعة عن التهاب الورم السياسي في عروبتنا.

ملك بدون شعب
لولا هذه اللغة المتواجدة الآلاف السنين والتي قال الشافعي قبل مئات السنين هذه الأبيات منها :
اذا رأيت الكلب في أيام دولته ضع لرجليك أطواق من الزرد واعلم بان العار عليك تلبسه من عضة الكلب لا من عضة الأسد هذه الأبيات تلائم ما يدور في أوطاننا العربية ففي حين علينا أن نضع كل يوم الأطواق من عضتهم يضعون الآخرين أطواق من الزمرد
هذه اللغة التي تقول بها مستغانمي : " الشعوب التي لا قيمة للإنسان فيها والتي تفتدي " بالروح وبالدم" جلاًٌََديها  لن يرحمها الآخرون. وأنا أقول : ليس هناك ملك بدون شعب خنوع وعبيد.
هذه هي اللغة التي تصنع وصنعت الحريات في العالم.

اللغة أداة للإحتلال
خلاصة القول ان المشكلة لا تكمن في حائط الصد او في كونك أمريكيا او عراقيا او إسرائيليا المشكلة هي ان تتذكر كما كان يكتب الروم لقياصرتهم عند عودتهم من الانتصارات على بوابة المدينة : لا تنسى انك بشر . اللغة وجدت كأداة للاتصال ولم تولد معنا فهي نعمة اكتسبتها كل الشعوب وعندما يحرمك الآخرون منها فهم يريدونك أن تبقى عاريا أمام جلدات الاحتلال. وبرودة الفقر.

 

مقالات متعلقة