المنحة التي ينالها الطالب منوطة بالمحسوبيات والانتماءات السياسية، مما يجعل الطالب مسلوب الحرية بل أكثر من ذلك فقد يكون أحيانا مستعبداً ومطارد التفكير جرّاء تلك المنحة
هناك شرخ وانفصام في انتمائه، حين يصبح الانتماء الأول لمصدر المنحة هذه، مما يزعزع قضية الانتماء والارتباط بالقيّم الإنسانية الراقية والتي تكون الكرامة ركنها الأساسي
ضمن نشاطات الفعاليات والقوى السياسية في الوسط العربي، ينشق عنها ما بات يعرف بصناديق منح للطلاب الجامعيين، والتي تهلل لها أبواق ومنابر صحف تلك الأحزاب ووسائل إعلامها المتاحة، التي تصب كل اهتمامها في كيفية استيعاب اكبر عدد ممكن من الطلاب الجامعيين من اجل تقديم المساعدات المادية حسب شروط تقرّها الهيئات المسؤولة عن هذه الصناديق، عندها يأخذ الطالب في إعداد وتجهيز كل ما يلزم من أجل نيّل تلك المنحة. وكأن تلك المنحة ستنقذه من مأزقه المادي الذي يمر به الطالب! علماً أن هنالك مساعدات مباشرة من الجامعات والمعاهد مرتبطة في تقدمة عمل ما للمجتمع.
صورة توضيحية
أما في ما يتعلق بالصناديق في الوسط العربي فللأسف الشديد فإن المنحة التي ينالها الطالب منوطة بالمحسوبيات والانتماءات السياسية. مما يجعل الطالب مسلوب الحرية بل أكثر من ذلك فقد يكون أحيانا مستعبداً ومطارد التفكير جرّاء تلك المنحة. مما يجعل الطالب في عدم استقرار وراحة, ومما يجعله في موقع مراقبة ذاتية مستمرة لنفسه كي لا يصدر نقداً ما من الطرف الذي حصل منه على تلك المنحة، مما يعني انه يعيش مكبلاً ومقيداً في تفكيره وسلوكه وتصرفاته لأنه غير طليق أمام أعين تلك الهيئات التي أمدته بتلك " العطية" أي المنحة. مما يعني أن هناك شرخ وانفصام في انتمائه، حين يصبح الانتماء الأول لمصدر المنحة هذه، مما يزعزع قضية الانتماء والارتباط بالقيّم الإنسانية الراقية والتي تكون الكرامة ركنها الأساسي.