الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

د. أحمد الطيبي على العرب: حوادث الطرق.. التهور العنصرية وضحايانا

كل العرب
نُشر: 18/03/11 14:10,  حُتلن: 17:38

د. أحمد الطيبي:

السياقة المتهورة داخل البلدات العربية هي نوع من التحدي للسلطة او للقانون

الانخفاض في عدد قتلى حوادث الطرق لدى الجمهور العربي بطيء مقارنة بالوسط اليهودي

نحن أخذنا على عاتقنا بعد الاجتماع بأن نضع هذه القضية على جدول عملنا السياسي البرلماني

لا بد ان نتوقف مع الذات لنرفع صوتنا عاليا امام الانفلات احيانا لبعض الشباب السائقين الذين يعتقدون ان السياقة المتهورة داخل البلدات العربية هي نوع من التحدي للسلطة


قبل ايام استقبلنا في كتلة الموحدة والعربية للتغيير السيد شموئيل ابواب مدير جمعية" اور ياروك" بهدف بحث موضوعة حوادث الطرق في المجتمع العربي .

العرب يتصدرون قوائم المصائب
وضعت جمعية " الضوء الأخضر – جمعية تغيير ثقافة السياقة في إسرائيل " بين أيدينا تقريرها السنوي الذي تصرخ منه الأرقام والاحصائيات مبينة ان المواطنين العرب مرة أخرى يتصدرون القوائم عند الحديث عن المصائب والكوارث : عدد العائلات تحت خط الفقر، عدد الأولاد في خطر ، عدد العاطلين عن العمل ... وعدد قتلى حوادث الطرق.

نسبة القتلى العرب 43%
نسبة العرب من قتلى هذه الحوادث يصل الى 43% أي ضعف نسبتهم السكانية، ومن بين 60 % من الأطفال غير اليهود الذين قُتلوا في حوادث الطرق، 92 % هم من العرب. والانخفاض في عدد قتلى حوادث الطرق لدى الجمهور العربي بطيء مقارنة بالوسط اليهودي. احتمال تورط السائق العربي في حادث طرق أكبر بثلاثة أضعاف من السائق اليهودي، البلدات العربية تعاني من مشاكل في البنية التحتية ما يزيد خطر وقوع حادث طرق، غالبية الأطفال قتلوا بحادث طرق في ساحة البيت او طرقات الأحياء السكنية، والنقطة الإجمالية أن ستة !! من بين البلدات العشر التي تتصدر نسبة الإصابات من حوادث الطرق هي بلدات عربية.

إنعكاس الإجحاف والتمييز والتقصير
هذه الأرقام الصارخة تعكس الإجحاف والتمييز والتقصير من قبل حكومات إسرائيل المتعاقبة تجاه المواطنين العرب، وعدم الاستثمار في كل ما يمكن ان يحد من هذه المأساة. غياب ساحات اللعب للأطفال والحدائق العامة يجعل أماكن اللعب الوحيدة المتيسرة بالنسبة لهم هي الأزقة والحارات بين السيارات المتوقفة والمتحركة، البنية التحتية المتردية للشوارع البلدية والعامة السريعة في المناطق العربية تساهم في هذه النسب المقلقة، إنعدام الإرشاد والتوعية الجماهيرية لدى الطلاب وفي الأطر الشعبية ، غياب النوادي والمراكز الثقافية والترفيهية والرياضية يجعل جيل الشباب يخرج كل طاقاته على الشارع وراء المقود، انعدام المناطق الصناعية المنظمة يجعل الحارات والأحياء هي المكان الوحيد المتيسر لإيقاف الشاحنات والسيارات الثقيلة الخطرة . فهل بعد كل هذا يمكن ان نلوم الضحية؟ ولكن لا بد ان نتوقف مع الذات لنرفع صوتنا عاليا امام الانفلات احيانا لبعض الشباب السائقين الذين يعتقدون ان السياقة المتهورة داخل البلدات العربية هي نوع من التحدي للسلطة او للقانون وسرعان ما تكون النتيجة ضحايا غالية من ابنائنا وبناتنا.انها مسؤوليتنا في المدرسة والبيت والمسجد والاعلام والبرلمان.وفي كل مكان.

امتحان المسؤولية
انه امتحان المسؤولية تجاه المواطن منذ ميلاده حتى مماته، مما يرجعنا مرة أخرى إلى النقص في الميزانيات وعدم الاستثمار في القرى والمدن العربية من قبل مختلف الوزارات المتعلقة بالأمر، وترك المواطن العربي يصارع وحده كل هذه المسببات التي من الجهل ألا نتوقع أن تؤدي الى هذه النتيجة الحتمية ... العرب يتصدرون قائمة قتلى حوادث الطرق !
نحن أخذنا على عاتقنا بعد الاجتماع مع المسئولين عن التقرير الصادر وإدارة جمعية " الضوء الأخضر " المرورية بأن نضع هذه القضية على جدول عملنا السياسي البرلماني، وفي رأس سلم أولوياتنا، بأن نطالب جميع الجهات الرسمية بأن تقوم بواجبها .. وهو واجبها ولزام عليها .. لمنع هذه الكارثة والحد منها. وإن كان هناك من يعدّ مواليدنا كل يوم من منطلق كوننا خطر ديمغرافي .. فنحن نرفض أن نعدّ قتلانا كل يوم من منطلق كوننا مواطنين منقوصي الحقوق ! 
 

مقالات متعلقة