أثناء خروجي من المصرف , تلفتُ حولي لكي أذهب إلى السيارة وأعود إلى البيت. وما إن التفتُ يساراً وإذ بمجموعة شباب قد يصل عددهم إلى عشرة أشخاص, كل واحد منهم يجلس وأمامه زجاجة النرجيلة يراقبون حركة المارة , يجلسون بمقهى خاص بشرب النرجيلة وأعمارهم لا تتعدى العشرين سنه.
كان منظر بشع للغاية , لم أكن أتوقع أن شرب النرجيلة مهم لهذه الدرجة وممتع أيضاً! وان له أماكن خاصة تجمع الشباب الطيبة في مكان واحد وتجعلهم لاهون عن دينهم وعلمهم وصحتهم وجيبهم.
كل شاب من هؤلاء الشباب يظن بأنه قد كَبُرَ وأنه قد سُمِحَ له بالتدخين وشُرب النرجيلة وقيادة السيارة بسرعة وسماع الموسيقى الصاخبة بصوت عالٍ ! ولكنه بنظر المجتمع هو من أقل الأشخاص احترامًا وأقلهم وعياً وإدراكاً.
لا يعلم بأنه يُهدر صحتهُ ويُحرِق نقوده من أجل الجلوس بمقهى مفتوح على الشارع لشرب النرجيلة والحديث والقهقهة والكلام مع رفاقه وكأنهم يناقشون قضية العالم !!
لماذا لا يفكر هذا الشاب بمستقبله الآتي ؟ لماذا لا يعمل لجلب النقود ليلتحق بإحدى الجامعات أو الكليات أو حتى بناء بيته أو مساعدة عائلته ؟ لماذا يركض لتحطيم صحته ولصرف أمواله على أُمور لا تستحق حتى القرش؟؟
لماذا لا يستطيع أن يكون قدوة للأجيال الصغار القادمة , وأن يكون قدوة لأهله ولأهل بلده ؟ لماذا يصّر على أن يكون شاب غير طموح ؟؟
منظر هؤلاء الشباب اللذين كانوا جالسين في المقهى جعلني غاضبه جدا وآسفة على أجيال تتحطم  وتنكسر أمام عيون الأهل؟؟ لماذا نحن في مجتمع يصعب علينا أن نجد الشاب المثالي والطموح والشاب القدوة والخير لمجتمعه الذي نستطيع أن نثق به ونعتمد عليه ؟
ربما نجد شباب ذوي أخلاق عاليه وحميدة ولكن للأسف بأعداد صغيره جداً.
كُلي أمل أن يتغير هذا الوضع إلى الأحسن وأن نرى ونلاحظ عدد الشباب ألجيده آخذ بالازدياد وعدد شباب النرجيلة آخذ بالنقصان.