الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

ثورة شعبية على العنف والجريمة بقلم كايد القصاصي

كل العرب
نُشر: 07/03/11 11:23,  حُتلن: 08:07

كايد القصاصي في مقاله:

الجرائم التي تحصل في مجتمعنا العربي كثيرة وتقشعر لها القلوب والأبدان 

مجتمعنا العربي يعاني من خلل تربوي ويقع تحت ضغوطات اقتصادية، اجتماعية او حتى سياسية

هناك جرائم على خلفية ما يسمى جرائم الشرف التي تحصد أرواح فتيات بعمر الورود تزهق أرواحهن عن سابق تصور وتصميم على أيدي أبائهن او أمهاتهن او إخوانهن

كل فرد في مجتمعنا ملقاه على عاتقه مسؤولية وواجب أخلاقي وديني ووطني ان يعمل على تنمية القيم الاجتماعية والتربوية، من اجل ضمان مجتمع خالٍ من العنف والقتل

لا تكاد تسترجع شيئاً من التوازن عقب سماع نبأ جريمة مروعة ذات معالم غير مسبوقة، حتى تتفاجأ بأخرى اشد هولاً وأعمق ايلاماً والجريمة مقترنة بابن ادم من لحظاته الاولى، ولكن انتشارها ومدى تداول أخبارها يتزايد بحسب عوامل مساعدة على ارتكابها.
ان الجريمة تقع في كل مكان وفي كل زمان، ولكن ظاهرة العنف والجريمة تتصاعد في مجتمعنا العربي وتعصف بمجتمعنا في هذه الايام وارتفاع وتيرتها تتوجب منا التحرك السريع، لان هذه الافة تهدد مجتمع باكمله، وتسبب أضرار وزهق للأرواح البريئة وعلى وجه الخصوص الحق في الحياة والسلامة الجسدية للناس.

ادانة الجرائم والعنف
يتفق كل العقلاء في الأرض وبغض النظر عن أديانهم او انتماءاتهم الطائفية او الفكرية على ادانة الجرائم والعنف والقتل بكل صورة واشكاله واعتبارها عملاً مقيتاً يتنافى الكرامة الانسانية فضلاً عن مخالفته للأديان السماوية والشرائع الدينية، ولا يختلف هؤلاء على تعريف الجريمة وان كانوا يختلفون على طريقة معالجتها والتعامل مع الأفراد الذين يمارسونها، وهذا الاختلاف حق بشري.
ان هذه الظاهرة الخطيرة تعكس مدى التراجع الحضاري والتخلف السلوكي، فالعنف هو آفة البشر منذ الأزل، وهي غريزة تلقائية، وما قتل قايبل لهابيل الا خير دليل، وما أتت الأديان السماوية والفلسفات والتشريعات القانونية الا لضبط هذا العنف لحماية الفرد والمجتمع، ولعل تصاعد ظاهرة العنف والجرائم في المجتمع العربي ناجماً عن التمحور النفسي تجاه الامور المادية او التعصب العائلي والقبلي، وذلك من خلال ترسخ النظرة بتحقيق الذات بالوضع المادي للشخص باللهاث السلوكي والصراع الذي اصبح يشكل ظاهرة توتر صراع نفسي يوقع الأفراد في سلوك عنيف لأبسط العراقيل المختلفة.

جرائم الشرف
ان الجرائم التي تحصل في مجتمعنا العربي كثيرة وتقشعر لها القلوب والأبدان، فهناك جرائم على خلفية ما يسمى جرائم الشرف التي تحصد أرواح فتيات بعمر الورود تزهق أرواحهن عن سابق تصور وتصميم على أيدي أبائهن او أمهاتهن او إخوانهن.
ان مجتمعنا العربي يعاني من خلل تربوي ويقع تحت ضغوطات اقتصادية، اجتماعية او حتى سياسية، وهذا يؤدي لتفشي ظاهرة العنف على مختلف أشكاله وسبب في الاحتراب والشجارات والقتل والعواقب الوخيمة بكل ما يتعلق بذلك.
ان كل فرد في مجتمعنا العربي ملقاه على عاتقه مسؤولية وواجب أخلاقي وديني ووطني ان يعمل على تنمية القيم الاجتماعية والتربوية، من اجل ضمان مجتمع خالٍ من العنف والقتل، مبني على الاحترام المتبادل والترابط الاجتماعي تكون ركيزته الاساسية التسامح والاحترام المتبادل بين الناس
وهنا أتساءل ماذا عن القيادة السياسية العربية في البلاد، وماذا عن القيادة الدينية والمحلية ورجال الاصلاح ورجال التربية؟، وماذا عن مؤسسات المجتمع المدني؟ وماذا عن دور المساجد والوعاظ؟، لماذا قيادتنا السياسية والدينية لا تحرك ساكناً!!!، لماذا كل هذا السكوت!! لماذا لا يقوم هؤلاء جميعاً بتوعية شاملة تسعى الى وقاية المجتمع من الجريمة؟.

المصيبة أعظم
إنني أقول ان كنتم تعلمون فتلك مصيبة، وان كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم، ان نبذ العنف ومحاربته واجب أخلاقي وديني على كل فرد وعلينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمحاربة الجريمة والعصبية القبلية والعنف والفساد الأخلاقي، والدعوة للتسامح والمحبة، ولا بد من إقامة مؤتمرات توعية في كل بلد وبلد واصدار ميثاق شرف يلتزم به الجميع، وان تضع النقاط على الحروف، وان تسمى الاشياء باسمها، ان يفوق الجميع من غفلته ومن سباتهم العميق، وإعلان ثورة شعبية على العنف والجريمة حتي تحقيق النصر.

مقالات متعلقة