الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 00:01

ما هي الرابطة الوثيقة مع مولودك الجديد؟

كل العرب
نُشر: 18/02/11 13:26,  حُتلن: 08:05

قد يكون طفلك جميلاً ويجذبك لضمّه واحتضانه، لكنه إنسان جديد تماماً، فهو شخص عليك أن تعتادي عليه قبل أن تصبحا متقاربين كثيراً

يعدّ اكتئاب ما بعد الولادة مرضاً حقيقياً وقد يتسبّب في تأخير عملية تكوين الرابطة الوثيقة، ومن الأفضل أن تطلبي مساعدة طبيبك في أسرع وقت ممكن

عندما يتحدث الخبراء عن الرابطة الوثيقة، فإنهم يشيرون بذلك إلى العلاقة الوطيدة التي تتشكّل بينك وبين طفلك. إنه هذا الشعور الذي يجعلك ترغبين في أن تغمرين طفلك بالحب والحنان وتكونين على استعداد للقيام بأي شيء لحمايته. يتكوّن هذا الشعور لدى بعض الآباء والأمهات خلال الأيام الأولى، أو حتى الدقائق الأولى، من الولادة. وقد يتطلب هذا الشعور وقتاً قليلاً لدى البعض الآخر. في الماضي، كان يعتقد الباحثون الذين قاموا بدراسة هذا الموضوع، أنه من الضروري قضاء الكثير من الوقت مع الطفل حديث الولادة خلال الأيام الأولى لتعجيل تكوين هذه الرابطة الوثيقة. إلا أننا نعلم الآن، أن تكوين الرابطة قد يأتي مع مرور الوقت. فالأهل الذين ينفصلون عن أطفالهم بعد الولادة مباشرة لأسباب طبية يمكنهم أيضاً تكوين علاقة وطيدة ومليئة بالحب.


صورة توضيحية

ماذا لو لم تتكوّن هذه الرابطة مع طفلي فوراً؟
لا تقلقي، إن تكوين الرابطة بين الأهل وأطفالهم عملية معقدة وتستغرق بعض الوقت عادة. طالما أنك تؤمنين طلبات طفلك الأساسية وتغدقين عليه الحنان باستمرار، فلن يتألم إذا لم تشعري نحوه برباط قوي من النظرة الأولى. يوضح إدوارد كريستوفرسن، أخصائي علم نفس الأطفال: "أن هناك الكثير من القيل والقال حول موضوع الرابطة الوثيقة مع الطفل حديث الولادة، مما يشعر الأمهات بالذنب ما لم ينتابهن إحساس بارتباط قوي مع طفلهن في الحال". ويضيف قائلاً "إلا أن الشعور بتلك الرابطة هو تجربة فردية، ومن الحكمة أن نتوقع حدوثها مع مرور الوقت، تماماً مثلما نتوقع حدوثها من أول لحظة".
قد يكون طفلك جميلاً ويجذبك لضمّه واحتضانه، لكنه إنسان جديد تماماً، فهو شخص عليك أن تعتادي عليه قبل أن تصبحا متقاربين كثيراً. لا يمكنك أن ترغمي نفسك على تكوين الرابطة الوثيقة، ولا توجد معادلة سحرية لتحقيق ذلك. غير أن الرابطة الحقيقية بين الأهل وأطفالهم تتطور من خلال الرعاية اليومية. مع الوقت، وازدياد معرفتك بطفلك، وتعلّمك كيفية تهدئته والاستمتاع بصحبته، سوف تتعمّق مشاعرك نحوه. في اليوم الذي ترين فيه ابتسامته والتي قد تكون المرة الأولى، ستجدين أنك تنظرين إلى طفلك وتدركين أن مجرد رؤيته تملؤك بالسعادة والحب تجاهه. هذه هي الرابطة الوثيقة.

متى يستدعي الأمر القلق؟
إذا وجدت أنك بعد مرور بضعة أسابيع لم تشعري برابطة أقوى تجاه طفلك وأنك لست مرتاحة معه مقارنة مع اليوم الأول، أو إذا شعرت بغربة إزاءه أو استياء منه، عليك التحدث حينها مع طبيبك. يعدّ اكتئاب ما بعد الولادة مرضاً حقيقياً وقد يتسبّب في تأخير عملية تكوين الرابطة الوثيقة، ومن الأفضل أن تطلبي مساعدة طبيبك في أسرع وقت ممكن.

مقالات متعلقة