الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 00:01

تجربة عاطفية فاشلة في جيل المراهقة ليست نهاية العالم.. إحمي نفسك من الصدمات!!

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 09/02/11 10:03,  حُتلن: 07:53

الصدمة العاطفية إجمالاً هي حالة من الحرمان المفاجىء من الارتباط بشخص عزيز له مكانة وتأثير عميق في قلب ونفس من وقعت عليه الصدمة


للوقاية من الصدمات العاطفية، يجب عدم انسياق الشباب وراء تيار من الوهم والخيال، وأن يحـكّموا عقولـــــــهم قبل الدخول في أي عـــــلاقة عاطفية، وألا يعيشوا فى حالة اندفاع عاطفي

الحب في جيل المراهقة له خصائص تتميّز بالتأثر الشديد، فمشاعر المراهق مرهفة وانفعالاته غير محدودة، وتلك حالة طبيعية جرّاء تقلب العواطف. إذا مال المراهق عاطفياً نحو جنسه الآخر ودخل في حالة إعجاب تأججت مشاعره وتغيّر سلوكه، فمال للرقة واللطف الشديد، أما عند انكسار قلبه، فيصل التأجج العاطفي السلبي أوجه. انفعالاته السلبية تتصاعد بدرجة عالية وتأخذ أشكالا من تصرفات عصبية عاصفة وأحياناً مدمّرة وهدّامة له أو للمحيطين به. حبّ يعتمد على إثبات الذَّات وإثبات الهوية (أنا موجود)أنا أحب إذاً أنا موجود، ففي هذا النوع من الحبّ، يبحث الشخص عن قبول الذات، لأن بعض الأهل لا يتقبلون اولادهم المراهقين لذاتهم، لذا فهم يبحث المراهق عمّن يتقبله لذاته، لهذا على الوالدين أن يربيا أبناءهم تربية واعية، وأن يتقبلوهم لذاتهم حتى لا يقعوا في هذا النوع من الحبّ، وهذا النوع من الحب قائم إجمالاً على الخيال والعناد وعدم القدرة على تصوّر الذَّات والمصادمة مع الأهل، لذا يجب أنْ يَثبُت للفتى نفسه أن حبه خاطئ وليس ناضجاً، لأننا لو قلنا له: إن حبك فاشل، إن حبك خاطئ، فلنْ يقبل ذلك، وسيرفضه رفضاً كبيراً.

- يعتكف المراهق في غرفته عن تناول الطعام.
- يرفض مكاشفة أهله أحزانه
- تتعلق المراهقة بالأغاني العاطفية والكليب الحزين
- في أحيان كثيرة يدخل المراهق في حالة شعور بالانتقام والعنف
- لا لإصدار الأهل تعليمات مثل: "زودتها، لا لزوم لكل هذا الحزن، لازم ومش لازم
- الرياضة تعمل على تفريغ التأجج العاطفي
- حب المراهقة هو الأكثر فشلا والفتاة أكثر تأثراً بالصدمة العاطفية
- ليقدر كل مراهق ظروفه الخاصة وشخصه وعمره . 

مؤشرات إنكسار قلب المراهق: اعتكاف للشاب وبكاء وأغنيات غرامية للفتاة
عند تجربة المراهق الفراق العاطفي، يدخل بحالة كارثة إنفعالية تزعزع أمانه واطمئنانه. حدوث فراق أو خيانة في العلاقة يتسبّب للطرف المتضرّر حزناً شديداً وحالة من الكآبة السوداوية والتشاؤم، فيعتكف المراهق في غرفته ساعات طويلة لا يكلم أحدا ولا يرغب بتناول أي نوع من أنواع الطعام الذي كان يشتهيه ويطلبه. يرفض مكاشفة أهله أحزانه، وحين التدخل للمساعدة يغضب ويثور ويزيد اعتكافاً. وهناك أيضا الفتاة المراهقة التي تبكي متأثرة من أي مشهد أو أغنية غرامية وتصبح المدرسة كابوساً فتبدأ بالتغيّب بحجج واهية. تعود بعد يوم دراسي عصبية المزاج تغضب وتتأثر بدون أي سبب. تتعلق بالأغاني العاطفية والفيديو كليب الحزين وكثيرا ما تبكي لوحدها حزينة. شعور المراهق عند فراق الحبيب صعب كما فراق الموت.

كيف يفكر المراهق بعد الفراق العاطفي؟
بعد حدوث الفراق العاطفي يبدأ المراهق المتيّم بجلد ذاته بقساوة ويدخل في حالة من اللوم. يصاب بالدوار من كثرة الأسئلة التي يطرحها على نفسه في كل لحظة من لحظات يقظته: هل أنا هو(هي) السبب؟ هل قصّرت عاطفيا أو عقليا؟ ألم أبين لها (له) مدى حبي أو بالعكس ربما بالغت؟ هل يوجد في غيري ما كان ينقصه عاطفياً، جسمانياً، عقليا؟ ويدخل أيضا في حالة من الندم والتمني: لو أنني قمت بـ... حين طلب(ت) مني ... لو أنني لم أقل-أفعل- كذا.. لما... كل هذا يسبّب له الاكتئاب، الغضب والحنق الشديد على الطرف الآخر وعلى الجميع. في أحيان كثيرة يدخل في حالة شعور بالحاجة للانتقام والعنف خاصة في مرحلة المراهقة -عدم استقرار عاطفي، جسماني وعقلي-. يسيطر عليه شعور بالقهر، الكراهية والتشاؤم.

دور الأهل لخروج المراهق من أزمته وما هي المدة الزمنية؟
بالطبع للزمن دور هام في عملية الاستشفاء. توقع مدة زمن الاستشفاء قدر قوة صدمة الفراق. لا لتصنيف المشاعر ولا لإصدار تعليمات مثل: "زودتها، لا لزوم لكل هذا الحزن، لازم ومش لازم او "حبك فاشل". نعم للتعاطف مثل: "كم أشعر معك، الحب لذيذ ويسعد القلب...". ينصح بقراءة روايات أو مشاهدة أفلام تحكي عن حالة مماثلة بهدف التعزية. كتابة يوميات أو رسائل. في المرحلة الأولى من كتابة الرسائل ينصح أن تتضمن مشاعر غضب وعتاب. في المرحلة الثانية يلزم الانتقال لطرح أنواع استفسارات وتساؤلات تخص العلاقة. وفي المرحلة الأخيرة يلزم اتخاذ مواقف بما ينوي أن يفعل للخروج من الحالة الصعبة التي غرق فيها. الزمن يشفي الكثير من الأحزان والآلام، وأوأخيرا على الأهل النصح بممارسة أنواع رياضة جسمانية، فالرياضة تعمل على تنفيس ضغوطه وتفريغ تأججه العاطفي. وقد حذّر باحثون أميركيون من أن انهيار أول علاقة غرامية في حياة المراهق وكثرة الجدال مع الأهل ومواجهة المشاكل الاجتماعية، كله أمور تترك أثراً سلبياً عليه لاحقاً كأمراض القلب والأوعية الدموية.

اختيارات خاطئة من دون جوهر
بما أن حب المراهقة هو الأكثر فشلا، فالشاب والفتاة في هذه المرحلة يعتمدان فقط على الشكل والمظهر من دون الجوهر، الذي هو أساس الزواج الناجح، ما يفسّر تغير المشاعر بين المتزوجين بعد مرور بضع سنوات على الزواج، لاختلاف الأسس التي يختار من خلالها كل طرف طرفه الآخر، بين مرحلتي المراهقة والنضوج. الفتاة أكثر تأثراً من الشاب بالصدمة العاطفية، لأنها مجبولة بالعاطفة بالفطرة، لذلك علينا ان نهتم بها ونرعاها ونأخذ بيدها ونوجهها ونعزز ثقتها بنفسها.
الصدمة العاطفية إجمالاً هي حالة من الحرمان المفاجىء من الارتباط بشخص عزيز له مكانة وتأثير عميق في قلب ونفس من وقعت عليه الصدمة. هذا الحرمان يمنعه من استمرارية الحياة ما يجب، والصدمة العاطفية ليست مقصورة على عمر من الأعمار حيث يمكن أن يتعرّض لها أيّ شخص لأنها ترتبط بالمشاعر والأحاسيس، حيث لا يمكن أن يعيش أي فرد بلا مشاعر ولا أحاسيس، ولكــــــن هناك مراحــــل سنّية معيّنة يكــون فيها الفــرد أكثر تأثراً من غيره بالصدمة العاطفية، مثل مرحلة المراهقة، والتي تتصــف بسرعة وقوة الإندفاع العاطفي نحو الجنس الآخر سعياً وراء اكتشاف خبايا وأسرار هذا الجنس، حــيث تتحرّك المشاعر وتدق القلوب. ويتصوّر كل طرف في علاقة الحب أن هذا الحب هو نهاية العالم والغاية الكبرى، ولكـن سـرعان ما تتغيّر
الأوضاع وتتبدد الأوهام والخيالات، ويفتر الحب وتضــــعف العلاقــة ويكتشف كل فرد أنه يعيش في بحر من الأوهام والخيال، وما هي إلا علاقة عاطفية غير ناضجة لأن العواطف في مرحلة المراهقة لم تستقر بعد وهي تتصف بالسطحية، وتسير طبقاً للأوهام والتخيّلات، وأن من أكبر عوامل تحريكها دوافع الجنس والسعي وراء اكتشــــــاف عالم الجـنس الآخر. وهنا تظهر أعراض وعلامات الفشل وحدوث الصدمة العاطفيّة وتتجلى آثارها ومضاعفاتها حيث التعثّر وحالات الاكتئاب والسلوكيات غيرالسوية.

نهاية العالم
يتصوّر بعض الشباب بعد المرور بتجربة عاطفية فاشلة أن صدمتـــهم العاطفية هي نهـــاية العـــالم ممـــا يدفعهم للاكـــــتئاب ويجعل منـــهم صـــيدا سهلا للشعور باليأس والاحباط، فما هي الأسباب التي تدفع بعض الشباب للتعرّض الى هذه الحالة ؟ وما هي سبل العلاج التـــــي يراها علماء النفس والاجتماع لتجاوز الصـــدمة بسلام؟

آراء علماء النفس
للوقاية من الصدمات العاطفية، يجب عدم انسياق الشباب وراء تيار من الوهم والخيال، وأن يحـكّموا عقولـــــــهم قبل الدخول في أي عـــــلاقة عاطفية، وألا يعيشوا فى حالة اندفاع عاطفي، لأن العاطفة الجامحة اذا استسلم الانسان لها ولم يحسـن ترويضها تصبح مثل الحصان الجامح الذى استهوته الرياح فانطلق غير مبال بشيء . لذلك يجب أن يقدر كل شاب أو فتاة ظروفه الخاصة وطبيعة شخصيته وعمره ويقتنع أن مغامرة الدخول في علاقة عاطفية غير محسوبة، حتما تنتهى بالفشل.
الصــــدمة العاطفــــية إجمالاً هي حالة من الحرمان المفاجىء من الارتباط بشخص عزيز له مكانة وتأثير عميق في قلب ونفس من وقعت عليه الصدمة. هذا الحرمان يمنعه من استمرارية الحياة ما يجب، والصدمة العاطفية ليست مقصورة على عمر من الأعمار حيث يمكن أن يتعرّض لها أيّ شخص لأنها ترتبط بالمشاعر والأحاسيس، حيث لا يمكن أن يعيش أي فرد بلا مشاعر ولا أحاسيس، ولكــــــن هناك مراحــــل سنّية معيّنة يكــون فيها الفــرد أكثر تأثراً من غيره بالصدمه العاطفية ، مثل مرحلة المراهقة والتي تتصــف بسرعة وقوة الإندفاع العاطفي نحو الجنس الآخر سعياً وراء اكتشاف خبايا وأسرار هذا الجنس، حــيث تتحرّك المشاعر وتدق القلوب. ويتصوّر كل طرف في علاقة الحب أن هذا الحب هو نهاية العالم والغاية الكبرى، ولكـن سـرعان ما تتغيّرالأوضاع وتتبدد الأوهام والخيالات، ويفتر الحب وتضــــعف العلاقــة ويكتشف كل فرد أنه يعيش في بحر من الأوهام والخيال، وما هي إلا علاقة عاطفية غير ناضجة لأن العواطف في مرحلة المراهقة لم تستقر بعد وهي تتصف بالسطحية، وتسير طبقاً للأوهام والتخيّلات، وأن من أكبر عوامل تحريكها دوافع الجنس والسعي وراء اكتشــــــاف عالم الجـنس الآخر. وهنا تظهر أعراض وعلامات الفشل وحدوث الصدمة العاطفيّة وتتجلى آثارها ومضاعفاتها حيث التعثّر وحالات الاكتئاب والسلوكيات غيرالسوية.
يتصوّر بعض الشباب بعد المرور بتجربة عاطفية فاشلة أن صدمتـــهم العاطفية هي نهـــاية العـــالم ممـــا يدفعهم للاكـــــتئاب ويجعل منـــهم صـــيدا سهلا للشعور باليأس والاحباط، فما هي الأسباب التي تدفع بعض الشباب للتعرّض الى هذه الحالة ؟ وما هي سبل العلاج التـــــي يراها علماء النفس والاجتماع لتجاوز الصـــدمة بسلام؟

الأزمة العاطفية ربما تكون.. "فرصة"
للوقاية من الصدمات العاطفية، يجب عدم انسياق الشباب وراء تيار من الوهم والخيال .. وأن يحـكّموا عقولـــــــهم قبل الدخول في أي عـــــلاقة عاطفية، وألا يعيشوا فى حالة اندفاع عاطفي، لأن العاطفة الجامحة اذا استسلم الانسان لها ولم يحسـن ترويضها تصبح مثل الحصان الجامح الذي استهوته الرياح فانطلق غير مبال بشيء . لذلك يجب أن يقدر كل شاب أو فتاة ظروفه الخاصة وطبيعة شخصيته وعمره ويقتنع أن مغامرة الدخول في علاقة عاطفية غير محسوبة، حتما تنتهى بالفشل.
كلمة أخيرة .. لابدمن القول أن " الأزمة فرصة " وفقاً للمثل الصيني ، ويمكن أن تتحول المحنة العاطفية إلى فرصة للنمو واختبار للحياة وللذات ، مهما كانت الآلام المرافقة لمعاناة الصدمة العاطفية ويمكن أن تشكل دروساً للشاب وللشابة وتجعلهما أكثر صلابة وأكثر نضجاً من النواحي العاطفية والحياتية.

مقالات متعلقة