الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:02

بقلم كايد القصاصي على موقع العرب: الثورة الشبابية تهز عرين الأسود

كل العرب
نُشر: 06/02/11 09:58,  حُتلن: 14:17

ثورة الشباب المصريين أسقطت مبارك قبل أن يفرح بتوريث وتسليم ابنة السلطة

طالما حلم ان يكون ابنة جمال رئيسا لأكبر دولة عربية وأكثرها وزنا في الشرق الأوسط ذات المكانة

ابدأ مقالي بقول الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي "اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ومن لا يعانقه شوق الحياة تبخر فيها واندثر"



الحديد لا يلين وان انكسر
ثلاثة عقود والرئيس مبارك في سدة الحكم وكان ينتظر حتى يكبر نجله المدلل جمال مبارك حتى يورثه السلطة, لكن ثورة الشباب المصريين أسقطت مبارك قبل أن يفرح بتوريث وتسليم ابنة السلطة التي لا طالما حلم ان يكون ابنة جمال رئيسا لأكبر دولة عربية وأكثرها وزنا في الشرق الأوسط ذات المكانة العظيمة والهامة دوليا وإقليميا.
فجاءت ثورة الشباب فخرج الملايين للشوارع مطالبين تنحية مبارك وتغيير النظام ,فكانت الصدمة كبيرة ومروعة لان لا أحدا توقع تلك ما حصل وحدث لأنة يعتبر زلزالاً وحدثاً تاريخياً قلب الموازين والحسابات فأصبحت 1+1= ملايين, الحديد لا يلين وان انكسر ,الصخر لا تنكسر وان هزت الجبال لا تهز ثائر هؤلاء الشباب المصريين الأبطال في الميدان ,في عرين
الأسود, أطال الله بعمرهم وامدههم يرددون بلادي بلادي انت حبي وفؤادي ,فالشباب المصريين هم التاريخ الواعد الذي تستمد مصر منة سر البقاء
والحضور فهم الحاضر الذي يحمل لشعبهم أسماء الخلود والمجد, فمصر محفوظة بشبابها وهي قوية بهم, فالشعب المصري لا يموت لأنة شعب الثورة وشعب العظماء.

السلاح الفتاك المطور
إن الثورة التونسية التي أسقطت نظام الرئيس زين العابدين في الرابع عشر من شهر كانون الثاني قادها الشباب وها هم الشباب المصري يريد ترجمة التجربة التونسية على ارض الكنانة والتي يحكمها الرئيس مبارك منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما.
إن الزلزال والثورة الشبابية التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وتنحية مبارك وإسقاط النظام الدكتاتوري سوف تجبر مبارك على التنحي ,لأنها
تحمل رسالة واضحة لا التباس بها وهي رحيله وإسقاط نظامه, فلا يمكن للنظام تجاهل هذه الثورة الشعبية الملتهبة والمشتعلة والتي سوف تزداد اشتعالا بما لا يمكن السيطرة عليها ,فلا بد أن يندحر هذا النظام والذي بات قريبا جدا واقرب من أي وقت مضى إن السلاح الفتاك المطور والبلطجية لا يقف أمام إرادة الشعب ,لا يقف أمام الصمود والتحدي والتحرر من اجل نيل الكرامة والحرية الغائبة عنهم منذ ثلاثة عقود.
ان قطار التغيير تحرك ولا ريب ولا رجعة ولن تعود مصر ابدا كما كانت قبل 25 كانون الثاني مهما حدث او لم يحدث طال الزمان او قصر قبل ان تتحقق مطالب الشباب المصري المعلنة والذين يطالبون بإزاحة النظام برمته.
لقد قال الشباب المصري كلمته عالية وواضحة وأنصت لها التاريخ جيدا بعد
صمتا طويل وظن البعض ان قدرته على الصبر ستضعف ولكن كل هذه التوقعات فشلت فشلا ذريعاً وذهبت إدراج الرياح ودفنت في ميدان التحرير,فقدرتهم المدهشة على هدم جدار الرعب التاريخي في مواجهة ماكنة النظام القمعي فاقت كل التوقعات.
إن قيام هذه الثورة بقيادة شبابية في مصر العروبة بعد تونس الخضراء يكرس نمطا ثوريا جديدا لا يحتاج الى قيادة تنظيمية طالما الإرادة متوفرة لدى هؤلاء النخبة الشبابية الواعدة.

مفترق طرق صعب
ليس من المبالغة القول إن تغييرا ديمقراطيا حقيقيا في مصر سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام سلسلة تغييرات إقليمية قد تعيد رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد, ان انهيار النظام في تونس ومن ثم في مصر هو انهيار لسياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط ومن حقها ان تقلق جدا ,ان السياسة الخارجية لأمريكا استثمرت الكثير من الجهد والمال لترسيخ دعائم هذه الأنظمة القمعية ليس حبا به وإنما حرصا على تامين حدود إسرائيل , من المؤكد ان تصريحات القيادة الإسرائيلية تدل على انهم في حالة رعب وهلع وهم يتابعون التطورات في مصر بمنظار كبير وبترقب مستمر لأنهم يعتقدون بانه لن يأتي نظام مصري أفضل بالنسبة إليهم من نظام مبارك الذي يوفر لهم الحماية والأمن مقابل مكاسب قليلة تكاد تكون صفر.
ان الدول العربية التي تعتبر بان النظام المصري هو محورها تقف اليوم أمام مفترق طرق صعب وشائك بعد ان خسرت تونس وباتت على وشك ان تخسر الحلقة المهمة والاهم مصر .ان ولادة عملية التغيير باتت وأصبحت وشيكة جدا وبات رحيل مبارك مسالة وقت فلا يمكن ان يستطيع اي نظام قمعي البقاء بقوة القمع والإرهاب والترهيب لان إرادة الشعب أقوى من سلاحهم وبطشهم ورصاصهم ولم تعد هذه الأنظمة تثير الرعب والرهبة عندهم وإنما تثير التقزز والاحتقار .
لا يمكن ان تقمع الأنظمة يقظة مشاعر الشباب وشعورهم بحقهم في المطالبة بالخبز والحرية والكرامة والتنفس دون مراقبة, إنني أقول لا خيار لهذه
الأنظمة إلا الإصغاء إلى صوت الشباب والاستماع لهم لان الديمقراطية الحقيقية هي الطريق الوحيد للاستقرار والسلام والأمان, ولا يمكن لجيوش
الأنظمة قمع الثورات الشعبية لأنها أصبحت من تراث الماضي السحيق , ان الشباب الثائر ينتظر مرحلة جديدة مشرقة في التاريخ المصري الحديث. فتحية إجلال وإكبار لشباب مصر الذي يمتلك الوعي الوطني الناضج والمتقدم والمسئول والذي تار لكي يرد الاعتبار لتاريخ مصر العريق والى حضارتها ويرد الاعتبار للكفاح الذي خاضه الشعب المصري عبر تاريخه الطويل....

مقالات متعلقة