الشاعر سعود الاسدي لموقع العرب:

حنيني لهذا البلد جمرة لا تنطفأ وبركان لا يهدأ وبالرغم من غيابي 51 عاما الا انها حاضرة في ذهني 51 سنة

ان هذه الشجرة الشهاب ستظل تنبت وكل ما جف جانبا منها اخضر جانب آخر منها هذه الشجرة ستبقى طول العمر والى الابد

 لا انسى حب هذه البلد لي ففي عيون اهلها اقرأ المحبة والوداد والشوق وشعور متبادل مع هؤلاء الاناس الذين تجمهروا الليلة وغمروني بلطف ومحبة عظيمة جدا

اكتظت صالة العرض التابعة للمركز الجماهيري في دير الاسد بالمئات من اهالي القرية والقرى المجاورة ورؤساء مجالس محلية ورجال دين ومشايخ من الطائفة المعروفية وأدباء وشعراء محليين وشخصيات اجتماعية ومدراء مدارس حضروا جميعهم ليكرموا الشاعر والاديب الكبير ابن القرية سعود الاسدي وذلك ضمن البرنامج الثقافي الذي ينظمه المجلس المحلي في دير الاسد والذي يحمل عنوان " ثقافيات".

ففي حفل مهيب حضره المئات قدم الشاعر والاديب سعود الاسدي محاضرة شنفت آذان المستمعين هذه المحاضرة التي حملت عنوان "شاعر بين شاعرين-المتنبي وابي العلاء المعري" بيّن سعود الاسدي من خلال محاضرته عظمة الشاعرين وابداعهما الادبي من خلال اقتباسات شعرية من شعرهما الملحمي للمتنبي والفلسفي للمعري.

أسلوب وآداء
سعود الاسدي قدم بحثا شاملا حول الشاعرين من خلال دراسته لشعرهما الذي عشقه منذ نعومة اظفارة فيما صفق الحضور معجبا بما روى من اسلوب وآداء، ذلك الاسلوب الذي يمتاز فيه سعود الاسدي عن غيره. وفي نهاية حديثه قرأ الشاعر باقة من اشعاره أثارت اعجاب الحاضرين.
رئيس المجلس المحلي المحامي نصر صنع الله رحب بالحضور الكرام وأشاد بدور سعود الاسدي الطلائعي في بعث الروح في الشعر الفلسطيني في الداخل فهو شاعر الوطن والارض والصخر والجبل والزيتون والازهار كما لقبه رئيس المجلس نصر صنع الله . كذلك زف صنع الله بشرى برنامج " ثقافيات" الذي يدار تحت رعاية المجلس المحلي داعيا كل مواطن في دير الاسد يرى بنفسه القدرة على العطاء لبلده ووطنه ان ينضم لهذا البرنامج وان يطرح ما يراه مناسبا من فعاليات ترفع مكانة بدير الاسد من جديد نحو أفق جديدة يصب في مصلحة الاجيال القادمة.
وقد ادار الحفل الاستاذ احمد حسن عبد الله اسدي الذي اتقن شرح دور سعود الاسدي في جعل الشعر الفلسطيني يحتل مرتبة مرموقة لانه يمتاز بمزايا خفية تجعله خالدا، فكلما قرأت النص الشعري عند سعود الاسدي فإنه يمنحك معنى جديد. كذلك تطرق الى الوحدة العضوية اي ان القصيدة الشعرية هي عضو واحد بمعنى انه يصعب الاستغناء عن اي بيت منها بالاضافة لذلك فإن وجود عناصر القصة بوحداتها الثلاث يجعل النص الشعري عند سعود الاسدي كاملا متكاملا يزيد من اكمال قراءة القصيدة.
كما والقى المربي نسيم عاطف درويش اسدي كلمة جاء فيها اهم ما قاله ادباء وشعراء في الداخل والخارج حول شعر سعود الاسدي تلاها بقصيدة من ابداعه اشاد فيها بالدور الفريد من نوعه لسعود الاسدي في الشعر. كذلك القى عمر سعيد حرب باقة من أشعار سعود الاسدي التي لاقت استحسان الحضور. وتخلل الاحتفال قراءات من أشعار سعود الاسدي القها الطفلتان يارا محمد عبد الرازق أسدي وسلمى يوسف أمين أسدي.
وقد قام رئيس المجلس المحلي المحامي نصر صنع الله بتكريم الشاعر سعود الاسدي بدرع خاص ومميز بالاضافة الى تكريمه بباقات الورود من قبل الحضور.

جمرة لا تنطفأ
وفي حديث مع الشاعر سعود الاسدي عن تكريمه من قبل اهل بلده قال: "حنيني لهذا البلد جمرة لا تنطفأ وبركان لا يهدأ وبالرغم من غيابي 51 عاما الا انها حاضرة في ذهني 51 سنة ليلة ليله . فقد عشت مع اهل بلدي وعاشرت كبيرها وصغيرها وشيوخها واطفالها الذي كبروا واصبحوا شباب والشباب اصبحوا ختيره والزمن يكر ويفر وهذه الدنيا باقية على حالها فيا محلي عليك مني سلام".
واضاف سعود الاسدي: "لا انسى حب هذه البلد لي ففي عيون اهلها اقرأ المحبة والوداد والشوق وشعور متبادل مع هؤلاء الاناس الذين تجمهروا الليلة وغمروني بلطف ومحبة عظيمة جدا. فلا استطيع ان اصف شعوري ومحبتي لاهل هذا البلد لمن قاموا بتوجيبي واحترامي ولا انسى فضلهم ابدا". وعن قيام العديد من اهالي القرية بنظم الشعر والزجل وهل له فضل بذلك قال الاسدي: "ان هذه الشجرة الشهاب ستظل تنبت وكل ما جف جانبا منها اخضر جانب آخر منها هذه الشجرة ستبقى طول العمر والى الابد فدير الاسد بلد لطيفة ومناخها لطيف وجبلها جميل وسهلها خصب ترى فيها ليونه سهلية ممزوجة بعبير النرجس الذي ينبت هنا. هذه الارض كانت مسرح لي وانا صغير فكنت اقطف نرجسها واليوم احضروا لي باقية من هذا النرجس من هذه الارض التي احببتها وما زلت اتخيلها وعندما اكتب اي شيء جميل فإنني ارجع في خيالي الى هذا المنبع".