الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 14:01

منى أبو شحادة:مصر لا تعودي لزمن الخبز والحشيش والقمر؟

كل العرب
نُشر: 29/01/11 08:28,  حُتلن: 11:51

منى أبو شحادة في مقالها:

لم يتحفنا بطلته البهية (عل الإلهام لم يزوره والحظ لم يحالفه لكتابة خطابه)


خيل الينا أن جمال عبد الناصر وأحمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول، شخصيات أسطورية خرجت من ألياذة الشعب المصري


لعل السيدة هيلاري نسيت أن الهراوات المستخدمة والقنابل المسيلة لدموع المصريين هي من صنع أمريكي


وهكذا انتهت الليلة ما بعد الألف ليلة ولم ينتهي تاريخ صلاحية حكم مصر...ولكن رجاءاً مصر لا تعودي لزمن الخبز والحشيش والقمر

مع إشتعال الغضب في أجندة الشعب المصري اليومية منذ 25 كانون الثاني، عادت إلينا شمس مصر الذهبية التي استصرختها السيدة فيروز منذ سنوات طويلة علها تظهر تلك النخوة القديمة التي غابت عن مصر طويلاً، والتي حبستها أنظمة الطوارئ التي فرضها مبارك لسنوات طويلة، حتى بتنا نسخر من كل صوت متفاءل يؤكد أن الشعب المصري شعب ثوري لا يقبل القهر، وبتنا موقنين أنه شعب " الخبز والحشيش والقمر" بعد فترة الصمت الرهيب الذي غرقت به قاهرة النيل العظيمة، حتى خيل الينا أن جمال عبد الناصر وأحمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول، شخصيات أسطورية خرجت من ألياذة الشعب المصري، دون أن يكون لها علاقة بأرض الواقع.

ثورة رغيف الخبز تقمع الحشيش وتشرق الشمس
لسنوات طويلة قطع الطاغية حسني مبارك، أي علاقات للشعب المصري بقضايا الإنسانية والكرامة لشعوب العالم، حتى توقف قلب العروبة النابض عن الخفقان، حواجز مغلقة واستراتيجيات سلام وخنوع وتخوين للمقاومة، لدرجة أنه أبقى الشعب المصري يلهث وراء رغيف الخبز لسنوات طويلة، حتى وصل هذا الشعب عاجزاً عن شراء حتى رغيف الخبز وسط غلاء الأسعار، وثورة الياسمين التونسي، انتشر عبقها في ميدان التحرير وفي محافظة السويس وفي كل مكان ينبض في القاهرة...ولم تستثني رائحة الياسمين أحياء مصر التي تضم أبناء الطبقة الارستقراطية.
ثورة رغيف الخبز كانت كفيلة لأن ينفض الشعب المصري رائحة الحشيش عن جلابيته، وكانت كفيلة لشروق شمس الكرامة الذهبية، وكفيلة بان يعود الشعب المصري، ليعمل بوصية سيد درويش " مصر يا أم العجايب شعبك أصيل والخصم عايب خلي بالك من الحبايب دول أنصار القضية".

عفواً سيدي الرئيس حان الوقت لتصمت
ساعات طويلة ونحن ننتظر إطلالة الطاغية حيث تم الإعلان عن نيته بإلقاء خطابه للشعب المصري، إلى أنه لم يتحفنا بطلته البهية (عل الإلهام لم يزوره والحظ لم يحالفه لكتابة خطابه) لذلك الشعب الذي حكمه بصولجان الحديد والنار، واليوم عليه أن يستعطفه ويطلب منه الصفح، هل سيادة الرئيس لم يستطع أن يقوم بالاعتذار لذلك الشعب الذي جعل أبناءه يعيشون بذل ومهانة، يسهرون يحاكون أنفسهم على ضفة النيل لشدة المشاكل التي أثقل كهولهم بها، اليوم ستسصمت سيدي الرئيس وسيتحدث الشعب، بعد أن صمت الف ليلة وليلة ليستمع إلى رواياتك الخيالية التي أشبعته مهانة ولم تشبعه غذاءاً، اليوم سيتحطم حلمك بإقامة ملكية " آل مبارك"...لأنك ستستنجد بـ"آل سعود" ليحفظوا لك مكانك بالقرب من الشقيق بن علي، الذي سبقك إلى هناك، تحطم حلمك برؤية "بكرك" جمال يستلم دفة القيادة...فالشعب نهض كالعنقاء من قلب الرماد ليعزف لحنه الخاص.

العنقاء المصرية تنهض من جديد وعل الغربان أن ترحل
لكن كل ما يقلقني هو أن تستغل الغربان السوداء نهوض العنقاء من جديد، لتفرض سيطرتها عليها، فالثورة التي تولد من رحم المعاناة تلين مع حرارة التربيت على كتفها من يد تزعم مساعدتها في النهوض، فوزيرة الخارجية الأمريكية أطلت علينا، وهي توبخ الحكومة المصرية من استخدام العنف مع الجماهير الغاضبة، ولعل السيدة هيلاري نسيت أن الهراوات المستخدمة والقنابل المسيلة لدموع المصريين هي من صنع أمريكي...فلماذا تدعي السيدة وزيرة الخارجية الانسانية والتضامن مع الشعب ومن متى كانت السيدة كلينتون ترغب بسماع صوت الشعب المصري؟ هل لأن الثور بات وشيكاً بانه سيقع لتكثر حوله السكاكين التي كان أولها سكين الولايات المتحدة ومن ثم سكين الاتحاد الأوروبي؟ الم يكن الأجدر بتلك الدول أن تنصح مبارك منذ زمان بسماع صوت الشعب بدل التأمر معه ضد ابناء هذا الشعب؟

ودقت الساعة الثانية عشر ليلاً وانتهت الحكاية!!!!
ترقبنا إعلان رئيس مجلس الشعب المصري لأمر جلل وشارفت الساعة على الثانية عشر، والقلوب تدق بعضها قلق بان يكون ذلك حلم قمع وعادت الأمور إلى مجاريها، وبعضها يدق تفائلاً بغد أفضل للشعوب رزحت تحت ظلم أبنائها، لسنوات طويلة، وأخيراً انتهت حكاية لليلة ما بعد الألف ليلة بظهور الرئيس المصري حسني مبارك على شاشات التلفزيون وهو مصر على بقائه على رأس هرم السلطة، وكأنه خطاب كوميدي مليء بالنكت المضحكة، وهو يؤكد أنه ابن الطبقة الفقيرة، ولم يتخلى عن مشاكل الشعب المصري ابداً....وهكذا انتهت الليلة ما بعد الألف ليلة ولم ينتهي تاريخ صلاحية حكم مصر...إنتهت حكاية الليلة ولكن لم تنتهي فصول الكتاب كلها، فما زالت هناك فصول عديدة لم تكتب بعد، ولكن رجاءاً شباب مصر لا تعودوا لزمن الخبز والحشيش والقمر، وانهضوا للثورة والثار من الطاغية الذي استغل طيبتكم ليعيش.

مقالات متعلقة