الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 14:01

قناة الجزيرة أميرة المؤمنين – مقال من وحي قلم: راسم ناطور

كل العرب
نُشر: 28/01/11 18:29,  حُتلن: 18:58

 راسم ناطور :

 قناة الجزيرة كانت وما تزال عند الكثير منا تمثل الوجدان العربي والضمير العربي

لم يكن الطلب من مقدمات البرامج والاخبار في تغيير نظام لبسهم بحيث يتوافق مع الشرع الاسلامي هو السبب

وظيفة الاعلام هو حماية الديمقرطية " كلب الحراسة للديموقراطية" ومن ثم الكلب الذي ينبش عن الحقائق أصبح الان هو من يصنع الحقائق وشريك سياسي صاحب أجندة

لقد أطلت علينا قناة الجزيرة في أوائل التسعينات مثل زيارة ملاك الى سجين يقبع في زنزانة عشرات السنين يريد ان يرى ماذا يجري في العالم الحر. كنا بحاجة كعرب يحكمنا الحزب الواحد والقناة الواحدة ومصلحة الواحد والحاكم الواحد الاحد ان يأتي من يعيننا على بطشهم وكسر الحائط الاعلامي والتواصل الفكري بيننا .
لقد أحببننا النشرات الاخبارية المفصلة واحببنا الاستديو الفخم واحببننا المهنية وكثرة الاموال والتكنولوجيا المتطورة وأكثر شئ احببناه أنه أخيرا هناك من يجرؤ ويشتم ويتحدى ويقاوم من بعيد ونحن على الكنبة وفي يدنا زجاجة الكوكا كولا .

لماذا هذا التوقيت؟
أنا لا اعرف مذا يدور في قطر وأنما أعرف أن في الخليج هناك أكثر من 9000 أمير يمتلكون أبار النفط ويمتلكون أكبر الشركات.
قطر لا تمثل الديمقراطية الحقيقة وهي جزء من الحالة العربيه السياسة في تركيبتها. أذا ما سرا نبوغ هذه القناة غير العاديه في قطر بالذات. هذا السؤال لم يشعلنا ابدا لاننا كنا بحاجة الى هذا التغيير مثل حاجتنا الى الهواء .
أستطاعت الجزيرة أن تنصب نفسها كأميرة المؤمنين في العالم العربي والاسلامي وأصبحنا بدون أي نوع من التشكيك نصدق كل ما يقال هناك مهما كان مصدره وغايته . فنطرب عندما يأتي عبد الباري عطوان من مكتبه المكييف من انكلترا ويرتب العالم العربي بلغته الجميلة ويعلو ضغط الدم عندنا كل أسبوع في برنامج الاتجاه المعاكس عند نديم القاسم الذي يجيد رفع الاصوات ويجيد اللعبة حين يتركنا كل اسبوع منقسمين ولا نعرف الحقيقة أين. وهذا ما يسمى في الاعلام السياسي " نشرة أخبار هدفها أن تقول لك أن ليس هناك أي خبر جديد"
ان قناة الجزيرة كانت وما تزال عند الكثير منا تمثل الوجدان العربي والضمير العربي .

الاعلام الحر الشخصي
لكني أود في هذة المقالة أن أعطي فكرة مغايرة على الاعلام الحر الشخصي الذي يمتلكة اشخاص مثل أمير قطر وبرلسكوني في أيطاليا والحاخم ادلسون... لجريدة" اسرائيل اليوم" . في حين كان وظيفة الاعلام هو حماية الديمقرطية " كلب الحراسة للديموقراطية" ومن ثم الكلب الذي ينبش عن الحقائق أصبح الان هو من يصنع الحقائق وشريك سياسي صاحب أجندة .
أن بعد ان أستوطنت الجزيرة ذهون الشارع العربي والذي رأى بها منبر الاحرار وبدون أن نشكك في مصداقية الجزيرة نرى ان العالم العربي لا يرى بالديمقرطية الحل بل نرى أن الاتجاة الوحيد المعارض هو احزاب ومعارضة اسلاميه دينية.

الشرع الاسلامي
لقد استطاعت الجزيرة ان باستعمالها مصطلحات المقاومة ان توجهنا الى التودد الى الاحزاب الدينيه (في لبنان حزب الله ,في مصر الاخوان المسلمين ,في افغانستان طالبان والقاعدة وفي فلسطين حماس وغيرها) والاقتناع أنها الوحيدة في الحلبة وانها البديل السياسي الاوحد في الساحة العربية وبدون ان تعلنها تقول لنا الاسلام في احزابه هو الحل.
لم يكن الطلب من مقدمات البرامج والاخبار في تغيير نظام لبسهم بحيث يتوافق مع الشرع الاسلامي . ان الحدث الاكبر في رائي الذي اثار الشك في الاتجاة السياسي : هو الانقلاب الحمساوي في غزة . فبعد عشرات السنين من النضال الفتحاوي وبعد ان كانت اسرائيل تتخبط والعالم يقف ويضغط لتحقيق الخطوة الثانية في ترك الاراضي الفلسطينية بعد خروجها من غزة حدث الانقلاب ورأينا كيف كانت يرمى الجنود من فتح من الشبابيك ويقتلوا على الملئ . هذا الانقسام ارجع المفاوضات عشرات السنين بل احدث اجندة سياسية جديدة عند الاسرائيلين وتلخيصها بسيط : لماذا دولة فلسطينية واحدة مع عمق جغرافي وعلماني وديمقراطي ؟


تغير المناضل الفتحاوي بالحمساوي
اسرائيل تفضل اكثر من دويلة صغيرة متصارعة بينها ليس فقط على السلطة بل صراع ايديولجي وليس بينهم عمق جغرافي.
ان المحطات الاعلامية العربية ما عدا العربية لم تثير القضية بأنها فوضى وانها تخدم اسرائيل بل العكس اغلب العرب تقبلوا الانقلاب بلطافة وبهدؤء وكانها عملية انزال سماوية من موقع الجزيرة ومن موقع المقاومه ومن منا لا يريد المقاومة .. لقد أوصلت لنا الجزيرة بطولات القاعدة يوميا في حرب العراق وافغانستان حين كانت تصل الى مواقعهم في الصحراء يجوبون الارض باللباس الاسلامي . واوصلتنا الجزيرة الى مواقع حزب الله في خنادق جبل عامل واستراحة حسن نصرالله تحت الارض وتجولت مع ابطال حماس بين بيارات الحمضيات حين كانوا يرسلون الصاروخ من مأسورة حديد . وجاء احمد من ايران وظهر اردوغان البطل من تركيا وهكذا امتلاء الفراغ السياسي بالاسلام هو الحل .

اقامة الدولة الفلسطينية
لست ضد الاسلام وانا منهم ولكن ما لم تحل الديمقراطية بدل الانظمة الموجودة وما لم يمارس العربي الديمقراطية في بيته يوميا ليس هناك تغيير بل تسيير عقائدي لا يتوافق مع النظام العالمي الحالي وسنبقى نسب الغرب والشرق ويتغير المناضل الفتحاوي بالحمساوي وستقفل اسرائيل المعابر ليس لتجويع الفلسطنيين كما ادعى الاخوة في سفينة مرمرة بل حتى يتغيير البائع الفتحاوي الذي كان يستلم البضاعة الى بائع حمساوي عبر معابر تحت الارض تسيطر عليها حماس.
الجزيرة تعتبرهذا تجويع اسرائيل تعتبرها اتفاق يرضي الحمساويين ويخلق طبقة برجوازية جديدة من حماس .
السلطة الفلسطينية لم يبقى لها اللا اللجوء الى طلب العون وطلب العفو من اسرائيل حيال المسيطر الجديد.. لذلك هذة الحملة العشوائية من قبل الجزيرة لا افهمها لم تجيء بجديد وهي استمرار لتثبيت الضرر من الانقسامات وتعطيل اقامة الدولة الفلسطينية وتثبيت الاجندة الاسلامية كحل وكبنية سياسية وحيدة .

مقالات متعلقة