الشيخان أبو دعابس وصرصور:

لقد كدنا نيأس من إمكانية تغيير أي نظام عربي بعد عقود من الزمن رزحت فيها شعوبنا تحت نير أبشع أنواع الظلم والدكتاتورية

عز علينا سقوط الشهداء والجرحى، وحز في نفوسنا ما عانيتم من قهر وظلم منذ الاستقلال وحتى الآن ، ولكن من قال أن طريق الحرية مفروش بالورود

في رسالة مفتوحة ومشتركة ، هنأ الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ، والشيخ النائب إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية / الحركة الإسلامية، ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، الشعب التونسي على ثورته المباركة ضد الدكتاتورية والاستبداد الذي مثله الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ، وعلى انتصاره الكبير ضد الظلم الاجتماعي والسياسي والذي سيكون لهما ما بعدها على المستوين الإقليمي والعالمي.

وقالا: "لقد كدنا نيأس من إمكانية تغيير أي نظام عربي بعد عقود من الزمن رزحت فيها شعوبنا تحت نير أبشع أنواع الظلم والدكتاتورية ، حتى ظننا أن أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج قد أدمنت الذل والهوان ، فما عادت تشعر بالجرح الغائر في جسدها ، وكأن ما قال الشاعر ( .... ما لجرح بميت إيلام .... ) ما قيل إلا فيها وحدها دون غيرها من شعوب الأرض ، وهي الأمة التي وصفها ربها بأعظم وصف ، وكرمها بأعظم وسام في قوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... ) ... جئتم يا شعبنا في ( تونس الخضراء ) ، لتثبتوا لنا وللعالم أن أمتنا ما ماتت وإن أوتيت من الصبر كأمثال الجبال ، وأنها إن سكتت على الظلم وقتا ما ، فإنها لن تسكت عليه إلا الأبد ، وإنها حين تتحرك فلن تستطيع قوى هشة كما هو حال أغلب الأنظمة العربية الرسمية القائمة على الفساد والتي نخر في عظمها سوس الخيانة لقضاياها الكبرى خدمة لأهدافها الصغرى في الحفاظ على السلطة ولو على حساب بحر من دماء شعوبها ، وجبال من جماجم شرفائها وأحرارها ، من هزيمة إرادة شعب انطلقت من عقال خوفها كما فعلتكم انتم في الأسابيع الأخيرة ".

أبواب الأمل من جديد
وأضافا: "لقد فَتَحْتَ أمامنا يا شعبنا في تونس ، أبواب الأمل من جديد ، وأقمت الحجة على كل خوّار ٍ يزعم أن الظلم والاستبداد في عالمنا العربي قَدَرٌ لا رادَّ له ، ولا جدوى من مناجزته ولا فائدة في مواجهته ، ولا أمل في هزيمته ، كما وأنك ألقَمْتَ حجارةً كل من يزعمون أن الخروج على الظالم لا يجوز درئا للفتنة ، وما علموا أن ما أصاب أمتنا من تخلف وهزيمة وهوان وضياع للأوطان والمقدسات وعلى رأسها القدس الشريف والأقصى المبارك ، ما هو إلا نتيجة حتمية لتخلي مجموع الأمة عن مسؤولياتها الشرعية في ردع الظالم والضرب على يده تماما كما جاء في القواعد الشرعية ( نصح وإرشاد أو خلع وإبعاد ) ... لقد جاء تحرككم يا أهلنا في تونس ليقلب الطاولة في وجه هؤلاء وأولئك، وجاء نصركم المظفر علامة رضا من الله تعالى يجب أن تعرفوا كيف تحافظون عليه، وتجعلوا منه بداية لسيادة الأمة بدل سيادة الاستبداد والقهر".

سقوط الشهداء والجرحى
أكد الشيخان أبو دعابس وصرصور: "عز علينا سقوط الشهداء والجرحى، وحز في نفوسنا ما عانيتم من قهر وظلم منذ الاستقلال وحتى الآن ، ولكن من قال أن طريق الحرية مفروش بالورود ، أو أن أنظمة الطغيان ستسلم عن قريب وبسهولة بعد أن شبعت حتى اتخمت ، وأثرت حتى بطرت ، فما عادت ترى إلا نفسها ، وما عاد يهمها إلا ( تخليد سلطانها !!! ) و ( تأبيد حكمها !!! ) ... لم تذهب دماء ضحاياكم سدى ... ها قد سقط نظام ( بن علي ) ، وها هو يهرب فلا يجد مكانا يأوي إليه إلا بشق النفس بعدما تخلى عنه كبار حلفائه في الغرب أمريكا وفرنسا ، فحظي بمكرمة ملكية وضيافة عربية من باب ( أكرموا عزيز قوم ذل ) ولو بشروط كما فهمنا . نحن على ثقة بأنكم قادرون على حماية إنجازكم التاريخي ، فلا تتوقفوا عند هذا الحد ، فما بعد سقوط النظام أشد وأدعى للانتباه والحذر بسبب كثرة المتربصين بهذا الإنجاز ، والطامعين في تسخيره لخدمة أهدافهم التي لا صلة لها بالشعب ولا بمصالحه ... احموا ثورتكم ولا تقبلوا بأقل من حل كامل وشامل لكل منظومة النظام السابق، إطلاق الحريات، واحترام التعددية السياسية، وفتح أبواب الوطن لكل المهجرين ولكل القيادات الوطنية، وتحديد موعد قريب لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة وديمقراطية يشارك فيها الجميع بلا استثناء... لا تسمحوا لأحد بالعودة بكم إلى الوراء ، ( واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) ... سيكون لثورتكم صداها القريب في كل أرجاء وطننا الرحيب، وستظلون على الدوام مَنْ فَتَحَ الباب أمام أجيالنا لبناء غد أفضل".