الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

حازم القواسمي- موت عملية التسوية السلمية

كل العرب
نُشر: 17/12/10 09:59,  حُتلن: 14:15

حازم القواسمي في مقاله:

بات واضحاً للكثير من العرب والفلسطينيين في السنين الأخيرة أنه لا يمكن الوصول لأي حل مع الصهاينة المجرمين

أنعي إلى الأمة العربية، وبملء فمي، هذه العملية السياسية التي أخذت كثيراً أكثر من وقتها، على حساب تضحيات الشعب العربي الفلسطيني

آن الأوان لهذ الشعب البطل، شعب الجبارين، ألا يضيع مزيداً من الوقت في التجارب السياسية الفاشلة، وأن يحزم أمره باتجاه المقاومة الكفيلة بتحرير الأرض وعودة اللاجئين

عظّم الله أجركم في عملية التسوية، ولا رحمة الله عليها. هذه العبارة بتنا نسمعها كثيراً في هذه الأيام ونراها على المواقع المتعددة على الإنترنت، خاصة بعد القرارات الأخيرة هذا الأسبوع لللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية، والتي أكدت جميعها انسداد الأفق في العملية السياسية الحالية، حيث أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس لجنة المتابعة العربية بالأمس "ثبوت فشل عملية التفاوض مع الاسرائيليين".

الحل مع الصهاينة المجرمين
في الحقيقة، أنني، ومنذ عدة سنوات، أحشر هذه التعزية في فمي متمنياً أن أقدمها في الوقت المناسب لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. فقد بات واضحاً للكثير من العرب والفلسطينيين في السنين الأخيرة أنه لا يمكن الوصول لأي حل مع الصهاينة المجرمين. وقد كتبت شخصياً عن وهم عملية التسوية، وعن السلام المسمم، وعن ضرورة سحب المبادرة العربية للسلام، وعن الصراع الطويل الذي ينتظر العرب مع الصهاينة، وعن وداع حل الدولتين، وكذبة المفاوضات، والمؤامرة الصهيونية في ابتلاع الأرض وتشريد المزيد من الفلسطينيين وتصفية القضية، والدور الأمريكي المنحاز للجرائم الصهيونية التي ترتكب يومياً على أرض فلسطين.

العملية السياسية أخذت أكثر من وقتها
واليوم، أنعي إلى الأمة العربية، وبملء فمي، هذه العملية السياسية التي أخذت كثيراً أكثر من وقتها، على حساب تضحيات الشعب العربي الفلسطيني، وأبناءهم في السجون الاسرائيلية وفي المنافي والمخيمات وتحت الاحتلال. أنعي لكم عشرين عاماً من المفاوضات الرسمية الفاشلة، إضافة إلى عدة أعوام سبقتها من المفاوضات السرية التي أفضت إلى مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو المشين.

الاحتلال الصهيوني لفلسطين
إثنان وستون عاماً من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، يضافوا إلى واحد وثلاثين عاماً من الاحتلال البريطاني، عاشها الشعب الفلسطيني بكل ألم وحسرة على أرضه تحت ظروف احتلالية قاسية لا ترحم ولا تراعي أدنى الحقوق الإنسانية. ألا يكفي الشعب الفلسطيني قرن من الزمن، من الاحتلال والاستشهاد والعذاب والذل والسجن والتشريد ليتعلم من تجربته في التعامل مع العدو الصهيوني والغرب الذي يدعمه ويغطي على جرائمه؟ هل نصرتنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والطرق الدبلوماسية في السابق، حتى نلجأ إليها مرة أخرى؟ وهل المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يعيش سنين أخرى من التجارب التي أثبتت فشلها لتضيف عذابات فوق عذاباته؟

الشعب البطل، شعب الجبارين
لقد آن الأوان لهذ الشعب البطل، شعب الجبارين، ألا يضيع مزيداً من الوقت في التجارب السياسية الفاشلة، وأن يحزم أمره باتجاه المقاومة الكفيلة بتحرير الأرض وعودة اللاجئين. فقد ضاقت الخيارات و استفذت الفرص، ولم يتبقى للفلسطينيين إلا الخيار الذي سلكته كل الشعوب التي تحررت، ألا وهو مقاومة الاحتلال بكل ما أمكن من السبل والدعم والاستراتيجيات حتى إنهاؤه.

نعي عملية التسوية
ولا يخفى على أحد اليوم أن هناك عدد من الأنظمة العربية التابعة للولايات المتحدة ما زالت تحاول جاهدة رفض هذا النعي لعملية التسوية، وستحاول مراراً وتكراراً تسويق المخطط الأمريكي الصهيوني والنفخ في جثة المفاوضات وعملية التسوية، لتمرير المشروع الاسرائيلي في فرض اتفاقية تقضي تماماً على ما تبقى من القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.

مقالات متعلقة