الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

المراهق والتدخين :تجربة... تقليد تمرّد على المألوف والتفرّد بأسلوب العيش ..فإدمان

تحقيق ليدي كل
نُشر: 15/12/10 17:14,  حُتلن: 13:01

المراهقة عبارة عن طاقات متفجرة ومرحلة صراع نحو الدخول إلى عالم الكبار واثبات الذات

في كثير من الأحيان يعبّر المراهق عن تمرّده بالتدخين، او لينسجم مع الأصدقاء المدخنين

عندما يبدأ ابنك بالتمرّد على المألوف والتفرّد بآرائه ورفض آراء أهله، إعرف أنه أصبح في سن المراهقة، فلا أسلوب العيش ولا الآراء ولا الأفكار ولا النصائح التي تخصّ أهله تعود وتخصّه، أو يريد أن يتّقنها أويسير على خطاها، فالطلب يصبح أمراً بالنسبة اليه، والنصيحة فرض رأي لا أكثر، فلا يجد أمامه سوى التمرّد والغضب والمقاومة الذين يشكلون ردّة فعل طبيعية عندما يشعر المراهق أنه ليس له وجود في هذه البيئة، وأن هناك قيود تمنعه من فعل بعض الأمور التي يحب أن يفعلها وهو على اقتناع بأنها صحيحة، وبدورهم الأهل وأولياء الأمر يحاولون تسيير أولادهم المراهقين بموجب آرائهم، لذلك يمارس هؤلاء المراهقين بعض السلوكيات المزعجة كالتمرد على الأنظمة رغبة منهم في تحقيق مقاصدهم الخاصة دون اعتبار لمن حولهم، وبهذه الطريقة يعبّروا عن نفسهم وأحاسيسهم ورغباتهم.

تفاوض معه بدل أن ترفض عاداته
المراهقة عبارة عن طاقات متفجرة ومرحلة صراع نحو الدخول إلى عالم الكبار واثبات الذات والتفرّد بالآراء، لهذا يجب علينا أن نستثمر هذه المرحلة بالأسلوب الأمثل، وأن نحاول توجيهها وإلا ضاعت أروع الفرص وأكبر الطاقات، ولكي نعالج تمرّد المراهقين، علينا أن نفهم أولا احتياجاتهم وأن نفاوضهم في تلبية هذه الاحتياجات وألا نستخدم أساليب القمع والقهر النفسي والاجتماعي حتى لا يتحوّل تمرّدهم إلى ثورة.
تبدأ عادة التدخين عند المراهقين بصورة بريئة، وسرعان ما تتحوّل إلى عادة تستمر مدى الحياة، فمعظم المدخنين من البالغين بدأوا بالتدخين خلال تلك الفترة الحساسة من العمر، فهل يمكن للأهل مساعدة المراهق على مقاومة هذه العادة والإقلاع عنها؟

10 نصائح للأهل لحماية المراهقين من إدمان التدخين:
تعرّف الى الدافع... ساعده على التخلي عنه... قارنه بباقي الاحتياجات...عرّفه على الادمان وشاركه آرائه فيه...
1- في كثير من الأحيان يعبّر المراهق عن تمرّده بالتدخين، او لينسجم مع الأصدقاء المدخنين، وبعض المراهقين يدخن من اجل تخفيف الوزن، او ليشعر بشكل أفضل تجاه نفسه، او للشعور بالاستقلالية، لذلك يجب أن يتعرّف الأهل إلى الدافع الحقيقي الذي يدعو المراهق للتدخين ومعرفة أصدقاءه من المدخنين، تعزيز خياراته الصحيحة والتحدث إليه عن عواقب الخيارات الخاطئة.
2- من المتوقع أن لا يصغي المراهق لنصائح الأهل، او هكذا نتصوّر، ولكن يجب أن نقول له لا للتدخين، وان التدخين ليس مسموحا به، فربما كان لهذا الرفض تأثيرًا اكبر مما نعتقد، ففي دراسة أجريت وجد أن المراهقين الذين يعتقدون أن أهلهم يرفضون التدخين أصبحوا مدخنين بنسبة اقل بمعدل النصف من أولئك الذين يعتقدون أن أهلهم لا يبالون.
3- التدخين أكثر شيوعاً بين المراهقين الذين يدخن احد والديهم او كلاهما، فإذا كنت مدخناً اترك ابنك الآن، واحصل على مساعدة لوقف التدخين، ولا تدخن في المنزل، او السيارة او أمام الأبناء المراهقين، ولا تترك السجائر بمتناول أيديهم واشرح لهم مدى عدم رضاك عن نفسك كونك مدخناً، وكم تجد صعوبة في ترك التدخين.
4- تحدث أمام المراهق عن سيئات التدخين، فهو قذر ورائحته سيئة ويمنحك رائحة نفس سيئة، ويجعل رائحة الملابس والشعر كريهة، ويصيب الأسنان بالاصفرار، ويسبب سعالاً دائماً، ويقلل من الطاقة والحيوية لممارسة أي نشاط رياضي او خاص بالشباب.
5- نبّه المراهق إلى كلفة التدخين العالية، ودعه يحسب كلفته أسبوعياً، شهرياً وسنوياً، في حالة استهلاكه لعلبة واحدة يومياً، ويمكن عقد مقارنة لهذه التكلفة مع تكلفة بعض الالكترونيات التي تلفت نظره، او الملابس او احتياجات المراهقين الأخرى.
6- يعتقد معظم المراهقين أن بإمكانهم ترك التدخين في أي وقت شاءوا، لكنهم في الواقع يدمنون النيكوتين كما يدمن البالغون، وعندما يقع المراهق في شرك الإدمان يصبح من الصعب التخلص منه، فالمراهق الذي دخن عشر سجائر على الأقل ويرغب بالإقلاع عنه، يعجز عن فعل ذلك.
7- يفترض المراهقون أن الأشياء السيئة تحدث فقط للأشخاص الآخرين، لكن العواقب المترتبة على التدخين على المدى الطويل مثل: السرطان، الجلطات، النوبات القلبية والأمراض التنفسية، ستصبح أمراً واقعاً، وستزيد معدلات الإصابة عندما يصبح المراهق المدخن بالغاً، على هذا الأساس. من المفيد التحدث عن معاناة أصدقاء وأقارب تعرّضوا للمرض كأمثلة حيّة.
8- يعتقد الكثيرون خطأ أن الأشكال الأخرى للتدخين كالنارجيلة، السيجار وغيرهما، اقل ضرراً، ولا تسبب الإدمان كالسيجارة التقليدية، فلا تدع ابنك يخدع بهذه المقولات الخاطئة.
10- شارك بفعالية في الحملات الإعلامية ضدّ تدخين المراهقين، وشجع تنظيم فعاليات تربوية ضد التدخين في المدرسة وادعم منع التدخين في الأماكن العامة.
اما إذا كان المراهق قد بدأ فعلا بالتدخين، تجنب التهديدات والإنذارات النهائية، وبدلا من ذلك قمّ بتشجيعه ودعمه للتخلص منه وحاول معرفة سبب تدخينه، ثم ناقش وسائل مساعدته على عملية وقف التدخين، مثل مرافقة أصدقاء من غير المدخنين والاشتراك بفعاليات ونشاطات رياضية جديدة، فتوقفه عن التدخين هو أفضل ما يمكنه عمله للحفاظ على صحة جيدة مدى الحياة.

مقالات متعلقة