الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

محللون: علاقة إسرائيل واميركا غير متوازنة بين خاطب يغدق الهدايا ومحبوبة تماطل

كل العرب
نُشر: 09/12/10 16:45,  حُتلن: 07:36

البروفيسور أندرو جي باسيفيش

لم يؤد تحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية "المنزوعة الأنياب" إلى توفير المزيد من الاطمئنان

ترخيص سعر الصداقة الاميركية يعطي الاسرائيليين سبباً للتشكيك في مقدار قيمة اعراب الولايات المتحدة عن صداقتها ودعمها

حماية اسرائيل من الانتقاد في الامم المتحدة لن يحملها على التخلي عن مقاربتها الغريبة للردع والقائمة على توقعات بأن رفس الاعداء في اسنانهم يكسبها الاحترام

نشرت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" مقالا لاستاذ جامعي اميركي مرموق هو البروفيسور أندرو جي. باسيفيتش يشبه فيه العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل بأنها مثل عاشق يغدق الهدايا على محبوبته ولكنها لا تعطيه في المقابل سوى تعبيرات محبة باهتة. وكتب يقول: "الاتفاق الذي تم تناقله على نطاق واسع والذي تفاوضت عليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- والذي تلزم إسرائيل نفسها بموجبه بتجميد غير قابل للتجديد للنشاط الاستيطاني لمدة 90 يوما مقابل 20 طائرة من طراز "اف 35" ووعد أميركي بتعطيل أي قرارات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة- يلقي الضوء بوضوح مذهل على الظروف الحقيقية للعلاقات الأميركية- الإسرائيلية.


من اليمين: نينتياهو وباراك أوباما

ان ما يثير العجب قبل كل شيء هو التباين الهائل بين العرض الأميركي والرد الإسرائيلي. الآن تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف الخاطب الذي يقدم لحبيبته المزيد من الهدايا السخية ويتلقى في المقابل رموز مودة أكثر روتينية من أي وقت مضى. ولا تحتاج إلى أي شخص ليخبرك أن شيئا ما غير صحيح هنا.
على مدى عقود، سعت السياسة الأميركية المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي إلى هدفين. أولا، سعت الولايات المتحدة إلى إقناع العرب بتقبل وجود إسرائيل. ثانيا، سعت الى تهدئة المخاوف الأمنية الإسرائيلية، على أساس أنه إذا كان الإسرائيليون أكثر اطمئنانا الى أن وجودهم ليس في خطر، فإنهم سيكونون أقل سرعة في استخدام السلاح.

الدمار قاب قوسين أو ادنى!!
ولقد كان التقدم تجاه الهدف الأول حقيقيا، وإن كان صعبا وغير مكتمل. أما التقدم باتجاه تحقيق الهدف الثاني فليس له وجود. لم تقلل الاتفاقات السلمية مع مصر والأردن كثيرا من المخاوف الإسرائيلية بأن الدمار قاب قوسين أو أدنى. كما لم يؤد تحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية "المنزوعة الأنياب" إلى توفير المزيد من الاطمئنان. ويبقى الجيش الإسرائيلي المدعوم بسخاء من قبل دافعي الضرائب الأميركيين اليوم كما هو منذ عقود، الأكثر قوة وفتكا في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فبالحكم على التصريحات الصادرة من القدس، يبدو كأن إسرائيل على حافة الانقراض. ومن نتائج ذلك أن إسرائيل التي تميل الى استخدام القوة- وتضرب بشدة ولا تعتذر- لا تزال على حالها.
وإلى جانب القوة المتفوقة، فإن إسرائيل تتمتع بامتيازات خاصة، كما يتضح من وضعها النووي. المسؤولون الأميركيون ينتقدون الانتشار النووي باعتباره يشكل تهديدا محدقا بالبشرية جمعاء. لذلك فإن وجود برنامج نووي إيراني، بغض النظر عن أهدافه، يثير مطالب واشنطن بالشفافية والالتزام الشديد بالمعايير الدولية. أما حين يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن واشنطن تتبع سياسة "لا تسأل، لا تخبر".

ترسانة 200 رأس نووي هدية
قد يتوقع المرء من الولايات المتحدة أن تعتبر ترسانة مكونة من 200 رأس نووي تقريبا أمرا يستحق الملاحظة. وقد يتوقع من الإسرائيليين أن يكونوا مرتاحين لمعرفة أنهم الوحيدين في المنطقة الذين يملكون مثل هذه القوة المدمرة الهائلة. وبدلا من ذلك، فإن واشنطن تتصرف كما لو لم تكن الترسانة النووية الإسرائيلية موجودة، وتعرض نفسها بالتالي إلى اتهامها بازدواجية المعايير. وفي تلك الأثناء، يغذي الإسرائيليون المشاعر بأنها ضعيفة كما لو كانت "الدولة اليهودية" ما زالت الملك داود المحاصر بمجموعة من العمالقة.
وضمن شعب لا يعتبر معسكر أوشفيتز النازي شيئا من الذاكرة بل يبدو احتمالا يلوح في الأفق، فإن هذا الإحساس بانعدام الأمن متأصل في الشعور. وسواء أكان هذا القلق يعكس بارانويا جماعية أو تقديرا واعيا لاستمرار "معاداة السامية" فإن الأمر هامشي. ما على الأميركيين ادراكه هو الآتي: لن يؤدي أي شيء يفعله الأميركيون إلى القضاء على المخاوف الإسرائيلية. بل إن واشنطن تثبت صحة هذه المخاوف من خلال تقديم المزيد من الأسلحة وتوفير المزيد من الامتيازات.
لذلك، وعلى الرغم من أن الطائرات التي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار قد تزيد الأرباح لصناع السلاح الأميركيين أو تكسب الرئيس أوباما بعض الأصوات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، فإنها لن تجعل إسرائيل تشعر بالمزيد من الأمان. ولا يوجد في الأفق تهديد تشكل طائرات "اف-35" ردا ضروريا عليه.

رفس الأعداء في أسنانهم يكسبها الاحترام
كما ان حماية اسرائيل من الانتقاد في الامم المتحدة لن يحملها على التخلي عن مقاربتها الغريبة للردع والقائمة على توقعات بأن رفس الاعداء في اسنانهم يكسبها الاحترام. ان هذا لن يقنع اسرائيل بأخذ دواعي قلق الولايات المتحدة في الحسبان عندما تشعر اسرائيل في المرة التالية بأنها مهددة من جانب "حماس" او حزب الله او بقافلة امدادات اغاثة متجهة نحو قطاع غزة. وبدلاً من كبح الميول الاسرائيلية نحو الضرب اوَلاً وتوجيه اسئلة بعد ذلك، فان هذا سيؤكد ذلك الموقف وسيترك الولايات المتحدة لتتحمل العواقب.
يضاف الى هذا ان ترخيص سعر الصداقة الاميركية يعطي الاسرائيليين سبباً للتشكيك في مقدار قيمة اعراب الولايات المتحدة عن صداقتها ودعمها.
لقد قال نتنياهو في شريط فيديو في 2001 نشر في الصيف الماضي: "انني اعرف ما هي اميركا. اميركا شيء يمكنك تحريكه بسهولة. تحريكه في الاتجاه الصحيح".

ماهي قيمة الدعم الوارد من حليف يمكن التلاعب به؟
ان الامور في الحب كما هي في السياسة: العلاقة الوحيدة التي تستحق الارتباط بها – اويرجح ان تدوم – هي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. ومن اجل انقاذ علاقة حب اعوجت، لا بد للمحب ان يعي ما يدور حوله. والخطوة الاولى نحو اعادة العلاقات الاميركية-الاسرائيلية الى حالة صحية هي حجب أي مزيد من الهدايا ما لم تكن (اسرائيل) قد استحقتها وكسبتها تماماً.
 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.97
EUR
4.65
GBP
258588.83
BTC
0.51
CNY