الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:02

حازم القواسمي:لا يوجد مقاومة سلمية ولا مسلحة

كل العرب
نُشر: 10/12/10 14:37,  حُتلن: 07:56

 حازم القواسمي في مقاله:

المطلوب استراتيجية تحررية واحدة للشعب الفلسطيني في كل مكان، تتبناها قيادة واحدة منتخبة


لا يمكن للشعب الفلسطيني اليوم أن يذهب إلى أي خيار سياسي ويتبنى أي استراتيجية جديدة من أجل التحرر والعودة

لا ننكر بعض المسيرات الأسبوعية في عدد من القرى الفلسطينية، لا تزيد عن عدد أصابع اليد، والتي من المخزي أحياناً، وبرغم قلة عددهم، أن يكون الأجانب فيها أكثر من الفلسطينيين

من شدة ترديد المسؤولين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الرئيس أبو مازن والدكتور سلام فياض، عن المقاومة السلمية يتخيل الفرد منا أن جموع الآلاف من الفلسطينيين تسير كل يوم في كل مدينة وقرية ومخيم نحو مئات الحواجز العسكرية الاسرائيلية الموجودة داخل الضفة الغربية وعلى حدودها وكذلك نحو الجدار العنصري البغيض الذي يحيط بالقدس ويقطع كالسكين في الأرض الفلسطينية.

اليسار الاسرائيلي
لا ننكر بعض المسيرات الأسبوعية في عدد من القرى الفلسطينية، لا تزيد عن عدد أصابع اليد، والتي من المخزي أحياناً، وبرغم قلة عددهم، أن يكون الأجانب فيها أكثر من الفلسطينيين، بل وتقاد أحياناً من صهاينة "اليسار الاسرائيلي". والمضحك أن بعض المسؤولين الفلسطينيين يذهبون هناك مرة أو مرتين كل حين من أجل التقاط الصور في إطار حملة علاقات عامة تلميعية. ومن المعروف أن الرئيس أبو مازن كان دائماً ضد استخدام ما يسمى "بالعنف"، مثل الانتفاضة والكفاح المسلح وكل شيء فيه استخدام القوة ضد الاسرائيليين. كانت هذه سياسته المعلنة والواضحة بعدما أن استلم الرئاسة وكان يؤكد دائماً على أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل مع الاسرائيليين. وقد عمل أبو مازن كل ما بوسعه مع رئيس حكومته فياض وبدعم دولي لمنع الكتائب المسلحة للفصائل من العمل العسكري ضد إسرائيل ونجح إلى حد بعيد بتفكيك بنيتها وانحسار تأثيرها.

صوت القيادة في السلطة الفلسطينية
إلا أنه بعد أن تأزمت العملية السياسية مع الاسرائيليين هذه الأيام، بدأ صوت القيادة في السلطة الفلسطينية وفي منظمة التحرير بجميع فصائلها، يؤكد أكثر وأكثر بأن المقاومة السلمية هي الخيار الذي يجب أن يستمر ويصاحب أي خيار آخر قد يتبناه الفلسطينيون لمواجهة الصلف والتعنت الاسرائيلي نتيجة استمرار الاستيطان. ولكن أين المقاومة السلمية التي يتحدثون عنها؟ أين المقاومة السلمية في الخليل ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم؟ وأين الأحزاب والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والهيئات الحقوقية والتحركات الشعبية؟ كيف يتحدثون عن مقاومة سلمية للاحتلال، بينما المسيرات الشعبية السلمية يتم قمعها بأيدي أجهزة الأمن الفلسطينية مثل ما حدث يوم الأربعاء الأسود في قاعة البروتستانت في رام الله، وغيرها الكثير؟ كيف يتحدثون عن مقاومة شعبية سلمية وأجهزة مخابرات السلطة الفلسطينية تعطي تقاريرها اليومية لنظرائها الاسرائيليين في إطار التنسيق الأمني المتفق عليه بين الطرفين؟ كيف تكون مقاومتنا الشعبية فاعلة وشعبنا منقسم على نفسه، ومقاومينا معتقلين في سجون السلطة الفلسطينية؟

 خيار سياسي
لقد آن الأوان أن نتحدث بلغة يفهمها المواطن البسيط. لا يمكن للشعب الفلسطيني اليوم أن يذهب إلى أي خيار سياسي ويتبنى أي استراتيجية جديدة من أجل التحرر والعودة، قبل أن ينهي الانقسام القائم بين حركتي فتح وحماس. فلا يعقل أن يكون هناك استراتيجيات متضاربة، واحدة في الضفة الغربية وواحدة في قطاع غزة وأخرى في ال 48 واستراتيجية مختلفة للأغلبية الفلسطينية في الشتات. المطلوب استراتيجية تحررية واحدة للشعب الفلسطيني في كل مكان، تتبناها قيادة واحدة منتخبة. وقد تتبنى الكفاح المسلح، أو الكفاح السلمي أو المزج بينهما داخل وخارج فلسطين. أما أن نجلس بدون كفاح مسلح ولا كفاح سلمي، نتغنى بالشعارات، وننتقل من نوع مفاوضات مخزي إلى نوع أسوأ، فقد تأخذنا مائة عام أخرى تحت الاحتلال الصهيوني، بينما يخرج الصهاينة علينا كل يوم بمبادرات وهمية لإضاعة الوقت ولاطالة عمر احتلالهم لفلسطين. 

مقالات متعلقة