الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

صحافي بريطاني بارز: ندرك الان ان الولايات المتحدة لا تهتم قط بتحقيق العدالة

كل العرب
نُشر: 30/11/10 19:37,  حُتلن: 16:46

الصحافي روبرت فيسك

جميع الدبلوماسيين الاميركيين ينحنون ويركعون امام المطالب الاسرائيلية

 نتنياهو"أنيق وجذاب..لكنه لا يلتزم ابدا بوعوده". الا ينطبق هذا على نصف الزعماء العرب ايضا؟

 الدبلوماسيين الاميركيين لا يفهمون الوضع في الشرق الاوسط.. ولكنه يتناول كيف انهم جميعا فقدوا الشعور بوجود الظلم

نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية في عددها الصادر اليوم مقالا للمحلل الصحافي روبرت فيسك يقول فيه انه كان يطالع تاريخ الدبلوماسية الاميركية الصاخب في الفترة الاخيرة بسخرية عميقة.


باراك أوباما

وقال انه بالامس من خلال الغبار الذي خرج في اعقاب الانتخابات المصرية، تعمق عبر الالاف الكثيرة من تقارير الدبلوماسيين الاميركيين بمشاعر لا تقل عن اليأس. فهي كلها تنقل عن الرئيس المصري حسني مبارك قوله "اتركوا الديمقراطية جانبا".
والامر ليس ان الدبلوماسيين الاميركيين لا يفهمون الوضع في الشرق الاوسط.. ولكنه يتناول كيف انهم جميعا فقدوا الشعور بوجود الظلم. اذ تثبت الكثير من التقارير الدبلوماسية ان اهتمام واشنطن بسياسة الشرق الاوسط ينصب على الوقوف الى جانب اسرائيل، وان هدفها الرئيس هو تشجيع العرب على الانضمام الى التحالف الاميركي الاسرائيلي ضد ايران، وان بوصلة السياسة الاميركية لسنوات وسنوات تشير الى ضرورة تطويع - سحق - اخماد، وبالتالي تدمير قوة ايران.
وليس هناك اي حديث (حتى الان على الاقل) عن المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الضفة الغربية، وعن "العشوائيات"الاسرائيلية، وعن المتطرفين "المستوطنين" الاسرائيليين الذين تنتشر مساكنهم مثل الجدري فوق اراضي الضفة الغربية الفلسطينية – وعن النظام الواسع غير المشروع لسرقة الاراضي التي تقع في صميم الحرب الفلسطينية الاسرائيلية.

جميع الدبلوماسيين الأمريكيين ينحنون لاسرائيل
ومما لا يُصدق ان جميع الدبلوماسيين الاميركيين ينحنون ويركعون امام المطالب الاسرائيلية، والكثير منهم نصير متحمس لاسرائيل، مثلما يعمد رؤساء الـ"موساد" وعملاء الاستخبارات العسكرية الى رفع عقيرتهم بقراءة قائمة الرغبات امام مانحيهم.
وهناك لحظات رائعة في التقارير عندما شرح رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لوفد الكونغرس الاميركي في 28 نيسان (ابريل) انه "يجب نزع سلاح الدولة الفلسطينية، وان لا تكون لها السيطرة على فضائها الجوي والحقول الكهرومغناطيسية (هكذا) ولا يحق لها عقد معاهدات او السيطرة على حدودها". وهذا يجعلنا نقول وداعا للدولة الفلسطينية "القابلة للحياة" التي يفترض اننا جميعا نسعى اليها. ولم يعلق السادة والسيدات من اعضاء الكونغرس على ذلك بشيء قط.
وبدلا من ذلك قرأنا في صحيفة "ذي نيويورك تايمز" من خلال ملفات "ويكيليكس" افضل تعليق. فالعاهل السعودي الملك عبد الله، يقول عبر سفيره في واشنطن ان الملك يعتقد ان على اميركا "أن تقطع رأس الحية" – والحية هنا ايران او احمدي نجاد او منشآت ايران النووية، او اي شيء اخر.
وقد بدأت عيوني تدمع من الضحك عندما قرأت تقريرا دبلوماسيا اميركيا من البحرين يقول ان الملك حمد اعلن ان خطر السماح باستمرار البرنامج النووي الايراني "اخطر من العمل على توقيفه".
ولقد كان الصحافي الفلسطيني مروان بشاره محقا عندما قال في نهاية الاسبوع ان المذكرات الدبلوماسية الاميركية تقع ضمن دائرة اهتمام المختصين بعلوم الانسان (الانثربولوجي) اكثر من المختصين بعلوم السياسة. فهي سجل للطريقة المنحرفة في التفكير في شؤون الشرق الاوسط.

نتنياهو أنيق وجذاب لكن لا يفي بوعوده
ولكن علينا الا نكون متشائمين.. فان احد تقارير الدبلوماسية الاميركية (من القاهرة طبعا وليس من تل ابيب) يقول ان نتنياهو"أنيق وجذاب..لكنه لا يلتزم ابدا بوعوده". الا ينطبق هذا على نصف الزعماء العرب ايضا؟
ويأتي بعد هذا تقرير مذهل عن لقاء اندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية – العسكرية، مع اسرائيليين قبل حوالي عام بالضبط. وكانت اسرائيل عاجزة عن حماية طائراتها التي تحلق من دون طيار فوق الجنوب اللبناني باعتراف الـ"موساد" (وهذا الامر سيسعد حزب الله). ويتحدث العقيد شيمون آراد عن الاخطار التي تمثلها "حزب الله" و"حماس"، وعن "الطريق الداخلي السياسي المسدود" في لبنان، وهو ما لم يكن في ذلك الوقت ولكنه هناك اليوم، لكون لبنان "منطقة عسكرية سريعة التأثر" ولانه "يستوعب النفوذ الخارجي، بما فيه نفوذ سوريا وايران والسعودية".
ومن الطبيعي – رغم ان آراد لم يذكر– النفوذ الاميركي والنفوذ الاسرائيلي والفرنسي والبريطاني والتركي. و"اشار شابيرو الى الحاجة لتوفير بديل لحزب الله".
وهناك انكار لا يقدر بثمن لتقرير غولدستون الدولي عن الاعمال العدوانية على غزة في سنتي 2008 – 2009 التي قام بها الجنرال عمور غيلاد الذي قال ان انتقاد اسرائيل لا اساس له من الصحة لان الجيش الاسرائيلي اجرى 300 ألف مكالمة هاتفية الى منازل في غزة قبل العدوان "لمنع وقوع ضحايا من المدنيين".

مكالمة هاتفية لخمس السكان الفلسطينيين
ويبدو ان شابيرو لم يحر جوابا الا التزام الصمت. فذلك الادعاء يعني مكالمة هاتفية لخُمس السكان الفلسطينيين في غزة، بما فيهم الصغار والاطفال الرضع. ولكن الاسرائيليين رغم ذلك قتلوا 1300 فلسطيني، معظمهم مدنيون.
وطبعا لم ترغب السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في السيطرة على هذا الحقل المليء بالقتلى بعد انتصار اسرائيل، وهو عرض قدمته اسرائيل بمعرفة الولايات المتحدة، لان اسرائيل لم تنتصر. بل انها لم تعثر على اي اثر لجنديها المفقود في انفاق غزة.
وهناك لحظة رمزية عندما اعرب الشيخ محمد بن زايد ال نهيان عن قلقه من ايران امام السفير الاميركي ريتشارد اولسون الذي اعرب عن ان لديه "استراتيجية للمنطقة، وهي من عجب قريبة من الاستراتيجية الاسرائيلية".
وسيعمد الملوك والامراء والجنرالات لشراء المزيد والمزيد من الاسلحة الاميركية لحماية انفسهم من "هتلر طهران"، ويتوسلون الى الله ان يجدوا العون في قوة اميركا واسرائيل. والحق انني متلهف لاعرف الحلقة التالية من هذه الوهم الخادع.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.05
EUR
4.72
GBP
243084.19
BTC
0.52
CNY