الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 09:02

شهادات حية لأطفال من القدس الشرقية: نحلم بغرفة التحقيق والمستعربين

تقرير: ديالا جويحان
نُشر: 29/11/10 21:58,  حُتلن: 15:58

المحامية نسرين عليان:

الاعتقالات التي تتم بدون احترام للأسس القانونية وتمس بكرامة الأطفال وأهاليهم وسلامة أجسادهم هي خطيرة ومرفوضة ويجب إيقافها فورا

شهادة أحد الاطفال:

مستعرب يعتقل أحد الفتيان ويعتدي عليه بالضرب بصورة وحشية ومجموعة من المستعربين تدخله سيارة عسكرية وتشتمه وتسب عددا من الاطفال الذين تم اعتقالهم

أحلم بالمحققين والمستعربين وبالكلاب التي يدخلونها الى غرفة التحقيق يوميا واستيقظ مذعورا من شدة الخوف

تم تقديم لائحات اتهام لاكثر من 1200 طفل في القدس الشرقية خلال السنه الماضية بتهمة رمي الحجارة

احتفالات متميزة بيوم الطفولة العالمي شهدها العالم بهذه الذكرى، في الوقت الذي اعلنت فيه الأمم المتحدة تضامنها مع كل اطفال العالم وخاصة في مناطق النزاعات، ومنهم أطفال فلسطين الذين مرت عليهم المناسبة وسط أحلام مؤجلة بالمستقبل وآمال بان تنتهي سنوات البؤس مثل أطفال القدس عامةً وأطفال حي الثوري وسلوان خاصةً الذين لم تفارق مخيلتهم صور الطفل الذي دهسه مستوطن وصور إطلاقٍ للأعيرة المطاطية وقنابل الصوت وكسر بعض أطرافهم واقتحام منازلهم في ساعات الليل المتأخرة والاعتقال والتحقيق والترهيب والضغط عليهم، وحبسهم منزليا وتحديد موعد خروجهم من البيت في ساعات دوامهم المدرسي فقط .



اعتقال وتحقيق وايام سوداء
يروي الفتى أمجد حسونة 14 عاماً في الصف التاسع في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب، كيفية التحقيق خلال اعتقاله نهاية الشهر الماضي على يد مستعربين اثناء اندلاع مواجهات بين شبان بلدة سلوان وقوات الاحتلال، واثناء وجوده مع رفاقه بين جبلين حي الثوري وسلوان حيث كان عدد من المستعربين بزي مدني يتخفون وراء أشجار الزيتون.
وقال الفتى، إنه اثناء اعتقاله تم الاعتداء عليه بالضرب بصورة وحشية، وقاموا بوضعه في السيارة العسكرية وشتمه وسب عدد من الاطفال الذين تم اعتقالهم، حيث قام المستعرب بضرب الفتي نيال جلاجل 14 عاما ً بجهاز الارسال على رأسه لانه لا يعمل.

تحقيق مذل واستفزازي 
وأضاف الفتى، انه خلال التحقيق المذل والاستفزازي استمر توجيه الشتائم له والفاظ سيئة تمس كرامة والدته، وتم ضربه بوجهه، ولم يراعي المستعربون اصابته برجله قبل 12 عاماً اثناء اصابته بحادث سير، وبدأ الدم ينزف من قدمه اليسرى خلال الضرب عليهاـ وكشف خلال حديثه لموقع العرب عن إدخال الكلاب البولسية اثناء التحقيق لترهيبه وزرع الخوف بداخله، وتم تهديده في حال عدم الاعتراف" كما قال.
وقال الفتى:"بعد التحقيق والاعتقال قررت محكمة الصلح في القدس الغربية ابعادي لبلدة الخليل لمدة عشرة ايام لحين المحكمة وقررت بداية الشهر الجاري بان يتم حبسي منزليا مع تحديد توقيت خروجي من المنزل في اوقات دوام المدرسة لمدة شهرين في حين صدور قرار من محكمة الصلح في الاول من شهر ديسمبر. وعن التأثيرات النفسية والكوابيس الذي تلاحقه أشار الفتى:"لم أعرف طعم النوم والراحة منذ فترة وعندما اخلد للنوم يلاحقني المستعربون والمستوطنون في نومي ويعتدون علي بالضرب المبرح واستيقظ من نومي وارى والدتي بجانبي لتقول لي انت بأمان لا تخف".
وأضاف:"لا استيطع التحرك بعد دوام المدرسة اشعر بشبح المستعربين يلاحقني اينما تواجدت في المنزل".



نفي كل التهم الموجهة
أما الطفل محمد سرحان 13 عاماً من حي الثوري فقال:" قبل نحو شهر إقتحمت اعداد كبيرة من المخابرات الاسرائيلية برفقة الشرطة المنزل الساعه الثانية ليلاً، وبعد الحديث مع والدي طلبوا بان يتم اعتقالي والتحقيق معي الا ان والدي رفض بان يتم تسليمي في هذه الساعة.
وأضاف، لقد طلب الضابط حضوري برفقة والدي الساعه الثامنة صباحاً، لقسم التحقيق في غرفة 4 ومقرها في القدس الغربية، وخلال التحقيق اتهموني بأنني قمت برشق الشرطة الاسرائيلية بالحجارة خلال المواجهات الاخيرة الذي اندلعت في بلدة سلوان، الا انني نفيت هذه التهم. وبدأ المحققون بعرض صور لاطفال من بلدة سلوان وبدأوا مسائلتي عن اسمائهم فأجبت بأنني لا اعرفهم، وبعدها قرر الضابط خلال التحقيق الذي استمر 8 ساعات بان يفرض علي السجن المنزلي ومدته 14 يوماً مع تحديد المدة الزمنية لخروجي من المنزل وهي في ساعات دوام المدرسة.

نسيان طعم الراحة
وقال الطفل، لا اشعر بطعم الراحة واستذكر تلك الليلة يوميا ولم تفارق مخيلتي حتى هذه اللحظة اثناء اقتحام اعداد كبيرة من الشرطة والمخابرات الاسرائيلية ومحاصرتها للمنزل بصورة وحشية.
من جهة اخرى توجه العشرات من المختصين بالاطفال برسالة إنسانية الى رئيس الحكومة ورئيس الدولة ووزير العدل ووزير الأمن الداخلي طالبوه فيها بالتعهد بعدم اعتقال أو التحقيق مع الأطفال المشتبهين برمي الحجارة في القدس الشرقية بصورة مناقضة للقانون.
جاء ذلك بناءا على العديد من الإفادات التي جمعت من الأطفال الذين تم اعتقالهم او التحقيق معهم خلال الاشهر الأخيرة في القدس، حيث أتضح انه يتم اختراق الحقوق الأساسية للأطفال المعتقلين ناهيك عن ان الشرطة تتخذ إجراءات إشكالية جدا فيما يتعلق بالاعتقالات والتحقيق تصل حد القيام بأعمال مخالفة للقانون والأصول المتبعة.



انتهاك حقوق الاطفال
وحسب القانون الإسرائيلي فإنه ينصّ على أن الاولاد في سن ألـ 12 (سن المسؤولية الجنائية) وحتى 18 عاما، الذين يُشتبه بارتكابهم مخالفات جنائية، ينبغي أن يتمّ التحقيق معهم بحضور احد والديهم أو قريب آخر وان يتم التحقيق معهم من قِبل محقق أحداث مختص فقط، ووفقا للأنظمة والقوانين يُمنع التحقيق مع الأولاد في ساعات الليل، ويمنع أيضا اعتقالهم إذا كان ممكنا تحقيق الهدف من الاعتقال بطريقة أقل مسا بالطفل. أما استعمال العنف فهو ممنوع منعا باتا طيلة التحقيق.

انتزاع الأولاد من فراشهم
وحسب الرسالة تظهر من شهادات أدلى بها أطفال اعتقلوا في السنة الأخيرة، صورة قاتمة عن اعتقالات أولاد تم انتزاعهم من فراشهم في منتصف الليل، واقتيدوا إلى غرف التحقيق مكبّلين ودون مرافقة والديهم. تحدث الأولاد عن تحقيقات عنيفة ومُخيفة أجراها رجال شرطة ليسوا بمحققين مختصين بالتحقيق مع الأطفال.
وفقا للمعلومات التي صدرت من الشرطة فقد تم تقديم لائحات اتهام لاكثر من 1200 طفل في القدس الشرقية خلال السنه الماضية بتهمة رمي الحجارة.

غطرسة شرطة القدس
والى ذلك قالت المحامية نسرين عليان إن بعث رسالة من هذا النوع من خلال 60 مختصا للأطفال من بينهم "أطباء قضاة محامون وكتاب" لا يتعاملون بصورة يومية ومباشرة مع اطفال سلوان والقدس الشرقية، يدل على خطورة الوضع وعلى غطرسة شرطة القدس بالتعامل مع القاصرين بالتحقيق والاعتقالات وأيضا على الأبعاد النفسية والجسدية والاجتماعية الناتجة عن ذلك.
وأضافت:" ان الاعتقالات التي تتم بدون احترام للأسس القانونية وتمس بكرامة الأطفال وأهاليهم وسلامة أجسادهم هي خطيرة ومرفوضة ويجب إيقافها فورا.."

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.77
USD
4.03
EUR
4.67
GBP
250461.73
BTC
0.52
CNY